مع حلول رأس السنة الهجرية نتذكر هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة؛ تلك الهجرة المباركة التي كانت ضرورية لغرس شجرة الإسلام في تلك البقعة المطهّرة ولتعم ثمارها الطيبة في جميع الآفاق.
ومع دخول المحرّم نتذكر هجرة ريحانة المصطفى الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة، ومنها إلى كربلاء ليروي بدمائه الطاهرة غرسة الإسلام بعدما كادت تذوي مع بروز الشجرة الملعونة في القرآن.
وفي هذه الأيام، وبعد أن اتشحت السماء ببرد السواد وتلطخت الأرض بالأحمر القاني، تروح بنا الذاكرة إلى هجرة ثالثة جمعت من الآهات والعذابات في ذات اللّه ما اجتث الشجرة الملعونة من فوق الأرض فقرت غرسة الإسلام واطمأنت.
إنها رحلة السبي من كربلاء إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، ومنها إلى المدينة المفجوعة بفلذات أكبادها.
عزيزي القارئ:
لم تتوقف القافلة بعد، فهذا ركب الحسين وزينب عليهما السلام ـ ركب المقاومة والجهاد ـ ينادي بالسالكين، وهذا النداء يعلو النداء:
وإلى اللقاء...