تكريم أبناء الشهداء
كتبت امرأة إيطالية تعمل في حقل التعليم رسالة إلى الإمام (قدس سره الشريف)، وعلى الرغم من أنها لم تكن مسلمة إلاَّ أنها عبَّرت في رسالتها عن شغفها الشديد به وبنهجه، وأرفقت رسالتها لعقد ذهبي هدية للإمام قدس سره وذكرت بأن ذلك العقد عزيز عليها لأنه الذكرى الأولى لزواجها، وهي لذلك تهديه للإمام قدس سره تعبيراً عن حبها الشديد لشخصه ونهجه.
يقول حجة الإسلام والمسلمين رحيميان: احتفظنا بالعقد فترة ثم جئنا به إلى الإمام قدس سره مرفوقاً بترجمة تلك الرسلة وقدمناه له مترددين: هل يقبله الإمام أم لا؟
قرأ الإمام الرسالة وأخذ العقد ووضعه على طاولة كانت بجواره، وبعد يومين أو ثلاثة اتفق أن أحضروا إلى بيت الإمام فتاة عمرها ثلاث سنوات كان أبوها قد فقد في جبهة الحرب.
فلما علم بها قال: "أدخلوها فوراً إليّ".
فلما جاءت إليه أجلسها الإمام رحمه الله على ركبتيه، وألصق وجهه المبارك بوجهها وأخذ يمسح على رأسها بشكل لم يشاهد أنه فعله مع أبنائه، ثم أخذ يكلمها بهدوء، فما كان من الفتاة التي كانت حزينة إلاَّ أن تبسمت وابتهجت، وبدا الارتياح والسرور على محيا الإمام قدس سره وإذا به يأخذ ذلك العقد الذهبي ويعلقه بيديه المباركتين على عنق تلك الفتاة الصغيرة التي فرحت به كثيراً وخرجت باسمة سعيدة.