مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشكاة الوحي‏: شهود يوم القيامة

 


تؤكد الآيات القرآنية الشريفة وروايات أهل البيت عليهم السلام وجود أكثر من عشرة شهود يوم القيامة مع أو ضد الإنسان، وسنرى أن أعضاء وجوارح الإنسان هم أحد الشهود وأكثرهم أهمية حيث نقرأ في القرآن الكريم أن أعضاء الجوارح الإنسان تشهد ضده يوم القيامة، فحين ينكر المجرمون أعمالهم السيئة التي ارتكبوها في الدنيا، أمام الله تعالى، ولا يعبأون لصور أعمالهم المتجسمة ينطق الله تعالى أعضاءهم وجوارحهم لتشهد عليهم، بهد أن كانوا يستعينون بها بلا مبالاة ولا خجل ممن أعطاهم إياها ورزقهم.

 ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾  في هذه الآية الكريمة ذكرت الأيدي والأرجل من باب المثال، وإلاّ فإن جميع الأعضاء والجوارح تشهد ضد الإنسان كما جاء في قوله تعالى كما نرى  ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ وتفيد هذه الآيات الشريفة أنَّ أعضاء الإنسان، كالعين والأذن والجلد تشهد أيضاً ضده وهي هذه التي خلقها الله نعماً للإنسان حتى يرى نعم الله الأخرى، ويستفيد منها في مرضاة الله للوصول إلى كماله الذي خلقه لأجله وكذلك السمع وغيره فنراه عندما يجحد ويعصي ينطقها الخالق جلا وعلا لتشهد عليهم بما فعلوا وبماذا استفادوا بها، والآية:  ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ تشير إلى مسؤولية "الفؤاد" في معصية باقي الإنسان وشخصيته ستشهد ضده وسيشهد القلب على أفكاره الضالة الشريرة وعقائده المنحرفة والخرافية، وهذه هي الشهادة الأصعب حيث أنها تكشف عمَّا لم يكن يظهره وكان يبطنه في قلبه وعقله أي أنها تشهد حتى على الشي‏ء الذي لم يفعله ولم يكن مادة للفعل أي النوايا فقط.

فنحن مدعوون للتدبر في هذه الآيات المباركة، واعلموا أن عقائدنا ستشهد علينا "أي ضدنا" يوم القيامة، حيث لا يستنبط من القرآن الكريم أن الأعضاء والجوارح تشهد لمصلحة الإنسان فاحذروا من المبادرة إلى عم أو التفوه بحديث دون تفكير مسبق لأن أعضاءنا لن توفرنا من الشهادة حتى لو كانت تشفق علينا بالحقيقة، مادام الله سبحانه وتعالى هو من ينطقها ولا مهرب ولا مفر يومئذٍ من الكذب أو الإنكار ما دام الله يعلم بكل شي‏ء ولكنه يأخذ شهادة لتكون حجة على الإنسان عند الحساب في المحكمة الإلهية حيث لا وساطات ولا مؤثرات ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع