مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

روح الله عيسى عليه السلام من الولادة حتى الرسالة


سكنة حجازي‏


النبي عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه، وهو أنبياء الله ورسله عليهم السلام من بني إسرائيل، وهو من أنبياء أولى العزم الذين أرسلوا إلى الناس كافة، رسالته الإنجيل (هو إنجيل واحد وغير الأناجيل المنقولة على لسان تلامذته والتي تحوري كثيراً من التحريفات).

كما آخر الأنبياء والرسل من بني الإنسان جميعاً هو محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، وقد بلغ عنه المسيح عليه السلام أنه يليه ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾  (الصف: 6).

ذكر في القرآن الكريم باسمه الصريح "عيسى" وهو بالعبرية "يشوع" أي الملخص، إشارة إلى أنه سبب لتخليص كثيرين من آثامهم وضلالهم.
وبلقبه طوراً "المسيح" وبنسبه تارة أخرى "ابن مريم" قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ  وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين﴾َ (آل عمران: 45 و46).

وقال في سورة مريم: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا  وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا  وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ  وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾(مريم: 30 - 36).

بعث الله تعالى عيسى بن مريم واستودعه النور والعلم والحكم وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الإنجيل وبعثه إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته والإيمان الله ورسوله فأبى أكثرهم إلا طغياناً وكفراً، فلما لم يؤمنوا دعا ربه وعزم عليه فمسخ منهم قردة وشياطين ليعتبروا فلم يزدهم ذلك إلا طغياناً وكفراً فأتى بيت المقدس وبقي يدعوهم ثلاثاً وثلاثين سنة حتى حاول صلبه اليهود وادعوا أنهم قتلوه وصلبوه، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.
أقر روح الله عيسى بن مريم عليه السلام بالعبودية لله تعالى مذ يومه الأول كا ظهرت نبوته ومعجزته قبل ولادته المباركة.
فأول النطق الإعجازي عند دفاعه عن والدته بعدما جاءت قومها تحمله خاطب الناس قائلاً: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾.

فجاء اعترافه هذا لسببين:
1 - إظهار الإعجاز الإلهي دفاعاً عن البتول الشريفة.
2 - حتى لا يقع المغالون بالادعاء الباطل بألوهيته فتكون الحجة والبرهان أمامهم خاصة عندما ختم كلامه:  ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾.
أما أدب النبوة البارع هنا فهو التواضع أمام الباري عز وجل: فتلكم بما فيه خالص العبودية لله ثم أخد يعد النعم الإلهية الرسالية (بما يخص الرسالة والدعوة) التي اختصه الله تعالى بها دون بني إسرائيل. ولا يخفى ما في تعدادها من عظيم الشعور بالشكر والامتنان من الموهوب على الواهب لها فكيف لا؟ وهي من أرفع النعم شأناً وأجلَّها مقاماً عند الله وفي الناس.
ويجري في حديثه على سنة أخوته الأنبياء إذ لا ينسى - وهو مرفع عن ذلك - أن ينسب كل أمر أُوتي له من الله العلي القدير العزيز الحكيم.
ويختم كلامه بالاعتراف بالربوبية بعد الإقرار بالعبودية لتتم الحجة ويكتمل البرهان على العبودية المقلقة لله تعالى فيقطع دابر غلو الغالين بحقه ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع