مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية: المقاومة درب الانتصار




بعد الاجتياح الإسرائيلي الواسع للبنان في صيف العام 1982 وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبعد الانبطاح الكلي أمام الإرادة الأميركية والإسرائيلية في المنطقة،سواء من قبل الأنظمة الحاكمة أم من قبل الأحزاب والحركات السياسية والعسكرية الفاعلة حتى وصلت شعوب المنطقة بالإجمال إلى مرحلة الإحباط واليأس.. في ظل هكذا أجواء توجه سيد الشهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي رضي الله عنه مع ثلة من العلماء المجاهدين إلى الإمام الخميني قدس سره ليأخذوا منه التوجيهات اللازمة، وكان القرار:
عليكم أن تبدأوا من نقطة الصفر.. لا تنتظروا المساعدة من أحد... اعتمدوا على أنفسكم وإيمانكم بربكم، توكلوا على الله والنصر آت لا محالة.

لو كان قائل هذا الكلام غير الإمام الخميني قدس سره لكان إلى الأحلام والتمنيات أقرب منه إلى الحقيقة والواقع، ولكن ألم يبدأ الإمام قدس سره من الصفر ويصنع المعجزة الكبرى في أواخر القرن العشرين محققاً حلم الأنبياء والأولياء في إقامة الحكومة الإلهية في إيران الإسلام؟ أليس الله تعالى‏ء هو القائل: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)؟ ألم يكن الإحباط واليأس من كل الأنشطة والأنظمة والحركات غير المستندة إلى الإسلام والتي ليس لها ارتباط إيماني تعبدُّي بالله عز وجل؟

لقد كان التوجه إلى الإمام قدس سره استلهاماً لحكمة وبصيرة خبرت أحوال الأمة وأوضاعها وسياسة أعدائها ومؤامراتهم على مدى أكثر من نصف قرن، واستمداداً لعزم وإرادة قهرت غطرسة الغرب وجبروت الشرق في آن واحد، وقبل هذا وذاك كان التوجه إلى الإمام ارتباطاً بالولاية الإلهية العصماء وتمسكاً بالعروة الوثقى وحبل الله المتين.
كانت البداية من الصفر إلا من الإيمان بالله، وهذا يعني أن تكون عبواتنا أجسادنا، وأن يكون سلاحنا موقفنا، فكان الشهيد أحمد قصير والشيخ راغب حرب، وكبرت المقاومة. وتوالت قافلة الشهداء والاستشهاديين، وكانت المقاومة تكبر وتكبر والسيد عباس رضي الله عنه يردد: اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر.

واستشهد السيد عباس رضوان الله عليه، وكان لشهادته فعل السحر الذي ندم عليه العدو كثيراً، وكبرت المقاومة كما لم تكبر من قبل، ولم يزدها عدوان تموز ولا نيسان ولا المجازر سوى قوة ومنعة، ولم يزدد العدو إلاّ ذلاً وتقهقراً وانهزاماً بحيث لم يبق سوى الإعلان عن ذلك بانتظار التوصل إلى السيناريو المناسب للانسحاب ليس إلا، وحقاً قال الإمام قدس سره:
إن الشعب الذي يعتبر الشهادة سعادة شعب منتصر لا محال.
إن كل هذا التحول لم يكن بفضل التجهيزان الحربية الحديثة، ولا بالاعتماد على الهيئات الدولية ومجلس امن، بل فقط بفضل الإيمان بالله العزيز والتوكل على قدرته القاهرة.
وبعد.. أليس كل ذلك حجة تامة على العلماء والشعوب والحركات والأنظمة في العالم الإسلامي؟ وهل بقي لأحد عذر أمام الله ونبيه الكريم؟
إليك أيتها المقاومة الباسلة كل الإجلال والتقدير، أيا ضمير الأمة وقلبها النابض! أليك تهفو القلوب يا من زرعت الأمل بغد مشرقٍ بالنصر والعزة والكرامة.
والسلام‏

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع