الحديقة تعجّ بأطوار الملائكة
في هذا الجزء من الخطبة يعرفنا إمام العارفين إلى حالات الملائكة، فإذا هي أربعة أنواع:
* ملائكة العبادة:
"منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون.. ولا غفلة ولا نسيان". وهؤلاء لهم مراتب حسب عبادتهم:
أ - المرتبة الأولى: "فمنهم سجود لا يركعون"، فأقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد.
ب - المرتبة الثانية: "وركوع لا ينتصبون"، حانية ظهورهم لا يقوم ولا ينتصبون.
ج - المرتبة الثالثة: "وصافون لا يتزايلون" يقفون صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص.
د - المرتبة الرابعة: "ومسبحون لا يسأمون" في تنزيه دائم لله تعالى: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ (الأنبياء: 20).
* الملائكة الرسل:
"الأمناء على وحيه وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره".
وهم الرسل بين الله تعالى وأنبيائه (عليهم السلام)، الذي يبلغونهم الوحي، والمدبرون لشؤون عباده من قضائه وأمره: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾ (الذرايات: 4) ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ (النازعات: 5).
* الملائكة الحفظة والسدنة:
"ومنهم الحفظة لعباده والسدنة لأبواب جنانه"
أ - فالحفظة الذين ينقلون أعمال العباد ويدونونها ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ (الانفطار: 10)، وأيضاً الحافظون للعباد من الهلكات،
ب - وخدم الجنة وخزنتها، ﴿ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَام﴾ٍ (الزمر: 73).
* حملة العرش:
"ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم...".
هؤلاء هم الذين يحملون العرش كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ (غافر: 7)، ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ (الحاقة: 17).
أما الحافون بالعرش، فهم ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الزمر: 75).
إن عبادة الملائكة وأعمالهم وحركاتهم لا تتمثل في المادة كالإنسان لأنهم حالات نورانية. وهم أيضاً عقل بلا شهوة فلا تأخذهم الفترة أو الغريزة.