الريبة هي من الصفات الرذيلة، وهي ضد اليقين وهي اضطراب النفس بالوهم والوسوسة والشك والظن غير المعتبر والسحرة والتخيل، فالنفس قد تطمئن ولا قلق ولا اضطراب لها فتلك الصفة سميت يقيناً لها، قال الله تعالى؛﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ .
وتلك الصفة تحصل بذكر الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ وقد تضطرب ولها قلق واضطراب وهمّ وحزن وخوف ويقع فيها دائماً الشكوك والتوهمات والتخيلات والوساوس وليس لها ثبات بتاتاً، قال الله تعالى: ﴿لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ وتلك الصفة تحصل بالبعد عن الله تعالى والريبة هي لفظ يجمع كل أضداد اليقين فهي كلي تلك هي مصاديقها.
ومن أقسام الريبة، الشكوك غير المستقرة التي توجب خسران الدنيا والآخرة وقد تكون في الأمور العادية وقد تكون في تحصيل العلم فهي مانعة عن الوصول إلى الهدف والمقصود فتصرف العمر في الترديد والشك، وقد تكون في الدين وهذا القسم أسوأ حالاً من الذي قبله لأنه يوجب خسران الآخرة، قال الله تعالى: ﴿مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾.
ومن أقسامها أيضاً التوهمات والتخيلات والظنون غير المعتبرة وهي حالة نهى القرآن عن اتباعها حيث قال: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾
وينبغي أن نتذكر أن هذه الصفة من التوهمات والتخيلات والظنون قد تجر إلى مصيبة عظمى وهي أن الإنسان قد يتوهم أنه على شيء فحييي فيه روح الفرعونية فيدعي الألوهية ولا أقل من أن يستكبر على الله أو على الناس.
وقد تجرّ إلى مصيبة أعظم منها ولا نقول مثلها، وهي تخيل المكاشفات والشهودات وتدريجاً إلى البدع وأخيراً إلى هلاك كثير من عوام الناس ولا أقل من ضلالة نفسه.