يعتبر بعض المحررين الثقافيين في بعض الجرائد اليومية أنفسهم أساتذة على الكتاب الذين يودون النشر في صحفهم المعروفة والذائعة الصيت والقوية الانتشار.
يتمترس هؤلاء المحررون وراء مكاتبهم ويمارسون فعل الوصاية على الثقافة عبر اختيار مجموعة من الكاتبين ويكتبون على طريقتهم ووفقاً للمدارس الفنية المهووسين فيها.
على أنه مهما يكن هنالك من أمر ينسى هؤلاء المحررون أن للناس عموماً وللمثثقفين خصوصاً حقٌ في إبداء آرائهم عبر هذه الصحف التي تدعي أنها تلهج باسم الواقع والحقيقة وبأنها تقف على مسافة واحدة من كل الأفرقاء والاتجاهات الفكرية والثقافية والسياسية وهي بنظرنا عكس ما تدعيه تماماً.
وإلا فما معنى أن لا تنشر الجريدة الفلانية قصيدة رائعة فقط لأنها قصيدة عمودية ولأن محررها المثقف لا يستمزج هذا النوع من القصائد التي يعتبر أن الزمن قد عفا عليها.
نخشى أن نقول أن بعض هؤلاء المثقفين أكثر دكتاتورية من السياسيين الذي ينتقدونهم يومياً على صفحاتهم اليومية.