حسن الطشم
ألقيت يا بن أبي طالب نظرة إلى هذه الدنيا، فراعك منها دناءة وحقارة، وهالك من آدمييها تكالب على زبرجها وفتنتها فمشيت في أزقة الكوفة، بين بيوتها المنسية ومصاطبها الفجرية محاوراً الأفلاك، موشوشاً النجوم على درب المقر، المفضي إلى باحة المسجد الدهري، "توضأت بالسيف"، فرشت لامة الحرب، سللت أسيافك أهلة، وشهرت رماحك مآذن، راياتك والصهيل وأنت في قبضة الريح.
..يا أيها البدري، الحنيني، الأحزابي، الخبيري..يا ملاح الهيجاء بلا خوف، وانت نوتي السفين بلا وجل على حوافيها تنبت ملاحم وأساطير، مع دقات القلب تنساب الضربات قارعة باب المستحيل..
أي علي عليه السلام:
.. ورفعت يديك "الله أكبر" فطارت من شفتيك رفوف الحمام وركضت الغزلان جذلى في مروجها..
وترنمت الجداول في المنعطفات الوهاد..
وفي الفضاء غناء الكائنات..علي..يا علي