"عندما ينقضي ربيع العمر، ويحلّ خريفه، تذهب القوة من الأعضاء، وتتعطل الحاسة الذائقة، وتتعطل العين والأذن وحاسة اللمس وباقي الحواس، وتصبح اللذات – عموماً – ناقصة أن تفنى أصلاً وتهجم الأمراض المختلفة، فلا تستطيع أجهزة الهضم والجذب والدفع والتنفس أن تؤدّي عملها بشكل صحيح. ولا يبقى للإنسان، شيء سوى أنّات التأوّه الباردة والقلب المملوء بالألم والحسرة والندم".
يأتي السؤال الكبير أيّها الناس:
"ماذا ادخرتم من تلك اللذات لأجل حياتكم الدائمة؟! لأجل يوم عجزكم ويوم فقركم ووحدتكم؟! لأجل برزخكم وقيامتكم، لأجل لقائكم بملائكة الله وأوليائه وأنبيائه؟! هل ادخرتم سوى الأعمال القبيحة المنكرة، والتي ستقدم لكم صورها في البرزخ والقيامة، وهي الصور التي لا يعلم حقيقتها إلاّ الله تبارك وتعالى؟
إنّ جميع نيران جهنم، وعذاب القبر والقيامة وغيرها مما سمعت هي جهنم أعمالك التي تراها هناك كما يقول تعالى: (.. ووجدوا ما عملوا حاضراً).