حسن الطشم
هنا كربلاء
هنا شربت السبايا بصمتٍ دمع الصحراء.
وخيامٌ لنا احترقت ههنا وجرت من السبط أنهار الدماء، وأيدٍ للعباس انهدلت كجريد النخيل وسُقي الرضيع سهام الأعداء.
والفجر هنا حُزّ وريده وحُملت الرؤوس على الرماح هائمةً في الإمداء فأولم القوم على شرف يزيدٍ مائدة الرسائل الكوفيّة ودارت في قصر ابن زيادٍ كؤوس من أقحوان الدماء.
هنا كربلاء..
فانسج يا ليل الوجع من سنابك الخيل، من رمال الطفوف من الرياح الحاسرات مظلات نخيلٍ، أدواح نسيمٍ وتمتمات نجمات.
واحمل يا "بقية الله" رايات الحزن رزم ضوءٍ إلى آخر النهايات.