صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

دراسة: لماذا يصلون إلى الطلاق؟

إعداد: قسم الدراسات في مركز أمان للإرشاد السلوكي والاجتماعي


موضوع الطلاق من الموضوعات قديمة العهد في المجتمعات البشرية. تتأثر هذه الظاهرة بعوامل شتى ترتبط بالثقافة والمعتقدات والظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي تلعب دوراً في تفاقم هذه الظاهرة أو تراجعها...

*مبالغة في الأرقام
تطالعنا وسائل الإعلام بشتى أشكالها المرئية والمسموعة والمكتوبة، بأرقام كبيرة جداً حول نسب الطلاق في المجتمعات العربية ومنها لبنان. وفي سياق تحضيرنا للدراسة التي قمنا بها حول الطلاق في لبنان، وجدنا مبالغة كبيرة في الأرقام المذكورة، من دون أي سند علمي لها. وكأن هذا اللغط حول الأرقام، هدفه تشويه صورة الأسرة في مجتمعنا وتصويرها في مرحلة انحلال شبه كامل، ووصلت إلى وضع غير قابل للإصلاح... ولكن الدراسة التي قمنا بها بالاستناد إلى مراجعة المحاكم الشرعية تبيّن أن نسبة الطلاق1 في لبنان قريبة من المعدلات المقبولة عالمياً، وهي 20 %، بتفاوت بين المناطق يتراوح بين 8 % في الهرمل و35 % في محكمة بيروت. وذلك في حركة شبه مستقرة بين السنوات العشر من 2000 حتى 2010، مع تسجيل تراجع في عدد حالات الزواج المسجلة بعد العام 2008. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاستقرار في نسب الطلاق عند المسلمين في لبنان، والذي تبين نتيجة الدراسة، يُصنف بالاستقرار الهش، مع بروز بذور تحولات جذرية في النظرة إلى الطلاق والمطلقين في المجتمع تقرع جرس الإنذار حول تفاقم محتمل لهذه الظاهرة في المدى المنظور.
ما سنتناوله في هذا المقال هو: الأسباب التي دفعت بالمطلقين للوصول إلى هذه النهاية المؤسفة لزواجهم.

أولاً: أبرز الأسباب
أظهرت الدراسة أن أسباب الطلاق كثيرة، وهي نتيجة عوامل عديدة تتفاعل وتتراكم لتصل إلى حالة الطلاق 2. وقد جاء على رأس هذه الأسباب:
1 - عدم التفاهم والانسجام بين الطرفين.
2– سوء المعاملة وإيذاء الطرف الآخر. وكان لافتاً أن الذكور اشتكوا من سوء المعاملة بنسبة 31.7 % ممن اختاروا هذا السبب.
3 - وجود صفات معينة في شخصية الطرف الآخر (عناد، انفراد بالقرارات، كذب،...).
4 - سوء الاختيار من البداية، أما غالبية من اختاروا هذا السبب فكانوا من الإناث.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقارب نصف المستجوبين هؤلاء كان زواجهم عن تعارف وحب، فيما 45 % من المطلّقات تزوّجن بعمر 20 سنة وما دون...
5 - برزت في الإجابات المفتوحة مسألة علاقات الطرف الآخر خارج الزواج أو الزواج الثاني، كعامل مهمّ في موضوع الطلاق.
6 - العامل الاقتصادي لم يبرز بشكل واضح كعامل من أسباب الطلاق، على الرغم من أن غالبية هذه الأسر المطلقة كانت دون خط الفقر الأعلى. ولكن قد يكون هذا السبب مستتراً خلف السلوكيات السيئة التي ظهرت في التعامل بين الزوجين.
7– تراجع في المستوى الأخلاقي والديني في التعاطي بين الزوجين، كما برز وجود تراجع في تحمّل المسؤوليّة.
8– أضف إلى جملة من الأسباب الأخرى المتفرقة منها: عدم الإنجاب، والأمراض النفسية والجسدية والعجز الجنسي، واختلاف المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي بين الطرفين، وتدخل الأهل، والاختلاف المذهبي والديني والسياسي، وفارق العمر بين الزوجين...


ثانياً: اقتراحات لمنع تدهور الأمور
إن مقاربة العلاج لهذه الظاهرة تستلزم تقسيم الموضوع إلى ثلاث مراحل:
1 - مرحلة الإعداد للزواج.
2 - مرحلة التعليم ما بعد الزواج.
3 - مرحلة إدارة الخلافات.
كل مرحلة من هذه المراحل تحتاج لنوع معين من العمل يتوزع على عاتق العديد من المؤسسات الاجتماعية.


1 - مرحلة الإعداد للزواج
هذه المرحلة شديدة الأهمية، تتكون خلالها نظرة كل من الطرفين للحياة الزوجية، واختيار الشريك. وقد بينت الدراسة وجود خلل عند كل من الطرفين المطلقين للزواج واختيار الشريك، وكذلك وجود خلل في استثمار فترة الخطوبة وتدارك المشاكل التي قد تحصل، فهناك قرابة 57 % من عينة المطلقين رافقت خطوبتهم خلافات جوهرية. هذا البرنامج يمكن التوجه به إلى كافة الفئات خصوصاً من هم في سنّ التأهيل للزواج أو من هم في مرحلة الارتباط. ويمكن في هذه المرحلة التوعية على:
أ - معايير اختيار الشريك.
ب - تدريس الأحكام الشرعية المتعلقة بالحياة الزوجية، بشكل مفصل، يراعي تبيان أن هذه الأحكام هي الحدود الدنيا المفروض الحفاظ عليها.
ج - تبيان أهمية الأسرة في المنظومة الإسلامية ورد الشبهات حولها.
د - تزويد الطرفين (الذكور والإناث) بثقافة اقتصادية وإدارية تمكنهم من إدارة شؤون الأسرة في المستقبل.
هـ - تزويد الطرفين بثقافة جنسية علمية ودينية، تركز على المستحبات في العلاقة الخاصة بين الطرفين.
وفي هذا المجال يبرز دور مؤسسات بعينها كالبلديات والمدارس وعلماء الدين والإعلام وكذلك الجمعيات الكشفية. ويكون التوجه إلى المستهدفين أنفسهم وكذلك إلى أهلهم ليكون دور الأهل في توجيه الأولاد عاملاً إيجابياً لا سلبياً كما تبين من خلال الدراسة...


2 - مرحلة ما بعد الزواج
هذه المرحلة بحاجة لجهود أكثر تخصصاً. يمكن استمرار بعض الأنشطة الثقافية السابقة كالورش، وتناول هذه الموضوعات في الخطب الدينية والسهرات. ولكن يفضل إنشاء مراكز متخصصة يمكن أن تكون من خلال المجمعات الدينية، يديرها علماء دين ومرشدون متخصصون، يتابعون إرشاد الأزواج خلال الفترة الأولى من الزواج، وإرشاد أهل الزوجين حديثي العهد بالزواج على كيفية مساندتهم. ويمكن في هذا المجال الاستعانة بتجارب واعدة من الجمهورية الإسلامية...
أ - ضرورة مساندة القاضي بمتخصصين في الإرشاد الأسري (مكتب لدراسة الحالة قبل رفع التقرير إلى القاضي).
ب - تعزيز التعاون بين الجامعات التي تخرِّج أخصائيين في العمل الاجتماعي والإرشاد والإشراف الصحي والاجتماعي وبين المحاكم الشرعية، بحيث تزود الجامعات المحاكم بكادر بشري متخصص يعمل تحت إشراف القاضي.

*ويبقى الأهم...
والأكثر أهمية في كل المراحل هو الجانب الثقافي أي إعادة الاعتبار لقيم أساسية في المنظومة الإسلامية مثل:
1 - الصبر والتحمل، والعفة والحياء عند الطرفين.
2 - يجب إعادة الاعتبار لفكرة أن الطلاق هو أبغض الحلال وآخر الحلول لما له من آثار سلبية على الأسرة والأولاد...
3 - التنبيه على خطورة موضوع العلاقات خارج إطار الزواج، لما لها من آثار سيئة على بناء الأسرة.
4 - كذلك موضوع العنف الذي يتفاقم داخل الأسر، وعدم وعي الطرفين لقيمة الزواج وغياب آليات التواصل الصحيح.
5 - غياب مهارة حل المشكلات دون اللجوء إلى السلطة القمعية.
بينت الدراسة نتائج خطيرة حول تغير القيم في قضية الطلاق، وخصوصاً استسهال الطلاق وعدم الندم عليه لاحقاً، وجعل المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار حتى عند أهل المطلقين الذين فضلوا بنسبة تفوق الـ40 % الوصول إلى الطلاق حتى يتخلصوا من "وجع الرأس".

*كلمة أخيرة
يجب الاهتمام بحماية الأسرة وبأفرادها جميعاً: الزوج، الزوجة، الأولاد. لقد تبيّن أن العلاج الذي يقوم على تعزيز الفردية والإجراءات القانونية المحضة لم يحل المشكلات الأسرية في الغرب. لذا نحن بحاجة للمزيد من الاهتمام بتعزيز المؤسسات الاجتماعية الإسلامية الأساسية، وبحاجة إلى الدراسات ذات البعد الإسلامي في قراءة الظواهر المختلفة في مجتمعنا.


1-  تحسب نسب الطلاق بحساب نسبة عدد حالات الطلاق لعدد حالات الزواج.
2-  وقد جاء سؤال استمارة الدراسة حول أسباب الطلاق على شقين، الأول حمل مجموعة من 21 سبباً طُلب من المستجوبين اختيار أهم الأسباب التي أدت إلى الطلاق من ضمنها، واستتبع هذا السؤال بسؤال مفتوح طلب من المستجوبين ذكر الأسباب الرئيسة بالتفصيل.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

ya ali

عرب زاده

2014-12-15 17:52:32

بسم الله الرحمن الرح\\Zم‏‏‏\\Zالمشکلة ‏ گل ‏ المشکلة ‏ ‏ ه\\Z ‏ ابتعاد ‏ المجتمع ‏ الاسلام\\Z ‏ و ‏ الانسان\\Z ‏ عن ‏ تعال\\Zم ‏ الانب\\Zاء ‏ و ‏ المعارف ‏ الوح\\Zان\\Z،‏ عل\\Z ‏ کل ‏ من ‏ الزوج\\Zن ‏ ان ‏ \\Zقتنعوا ‏ و ‏ \\Zلتزموا ‏ بحق ‏ شر\\Zکه ‏ الآخر ‏ الد\\Zن\\Z ‏ و ‏ البشر\\Z،‏ انا ‏ ف\\Z ‏ ا\\Zران ‏ ار\\Z ‏ نفس ‏ هذه ‏ المشاکل ‏ و ‏ مع ‏ الاسف ‏ لا ‏ نر\\Zد ‏ حل ‏ المشکلة ‏ من ‏ طر\\Zق ‏ اسلوب ‏ اسلام\\Z ‏ و ‏ نلجأ ‏ ال\\Z ‏ التجو\\Zزات ‏ الصادرة ‏ من ‏ مراکز ‏ الدراس\\Z ‏ الغرب\\Z،‏ لهذا ‏ اقترح ‏ الس\\Zدالقائد ‏ ط\\Zلة ‏ هذه ‏ السن\\Zن ‏ الاخ\\Zرة ‏ استنباط ‏ نمط ‏ الح\\Zاة ‏ الاسلام\\Zة ‏ لالباحث\\Zن ‏ الحوزو\\Z ‏ والجامع\\Z ‏ عل\\Z ‏ اساس ‏ الکتاب ‏ و ‏ احاد\\Zث ‏ اهل ‏ الب\\Zت ‏ عل\\Zهم ‏ السلام،‏ و الذ\\Z ‏ \\Zبدو ‏ بالنظر ‏ مشکلتنا ‏ ف\\Z ‏ لبنان ‏ و ‏ ا\\Zران ‏ سو\\Zة ‏ و ‏ الحوار ‏ و ‏ التعرف ‏ عل\\Z ‏ الآراء ‏ المشترکة ‏ \\Zساعدنا ‏ عل\\Z ‏ تواجد ‏ حل ‏ د\\Zن\\Z ‏ و ‏ اسلام\\Z/‏ محمدحسن ‏ عرب ‏ زاده ‏ من ‏ ا\\Zران