صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

أنفقوا: لا تسرفوا.. لا تقتروا!

إعداد: خديجة زلزلي



ـ الإسراف، هو تجاوز الحد في الإنفاق بنحو يوجب إفساد المال من دون غرض عقلائي وهو لا يتعلق بالمال فقط، بل بكل شيء وضع في غير موضعه اللائق.
ـ وروي أن "المضيع ماله مسرف" وإن: "الإسراف يوجب دخول النار".


* إخوان الشياطين:
قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف: 31) ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (الإسراء: 27).

* علامات المسرفين:
- عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: للمسرف ثلاث علامات: "يأكل ما ليس له، ويشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له"(1).

* المؤمن لا يسرف:
ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال: من علامات المؤمن ثلاث: "حسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة، والتفقه في الدين"(2).
ـ قال الصادق عليه السلام قال رسول الله (ص): "ما من نفقة أحب إلى الله من نفقة القصد، ويبغض الإسراف، إلا في الحج والعمرة، فرحم الله مؤمناً كسب طيباً وأنفق قصدا، وقدم فضلاً"(3).
ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إن الله إذا أراد بعبد خيراً، ألهمه الاقتصاد وحسن التدبير، وجنّبه سوء التدبير والإسراف"(4).
- وعن الصادق عليه عليه السلام: "إن القصد أمر يحبه الله عزَّ وجلَّ وإن السرف يبغضه حتى طرحك النواة فإنها تصلح لشيء، وحتى صبّك فضل شرابك"(5).
ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "فدع الإسراف مقتصداً، واذكر في اليوم غداً، وأمسك من المال بقدر ضرورتك وقدم الفضل ليوم حاجتك، أترجو أن يعيطك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين"(6)
ـ قال الإمام الصادق كما روي عنه عليه السلام: "ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر"(7).

* مساوئ الإسراف :
عن الإمام الرضا عليه السلام: "الإسراف يفني الكثير، والاقتصاد ينمي اليسير"(8).
ـ عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن مع الإسراف قلة البركة، إن السرف يورث الفقر، وإن القصد يورث الغنى"(9).
ـ في رواية إسحاق بن عبد العزيز عن بعض أصحابنا: "ليس فيما أصح البدن إسراف، وفيها: إنما الإسراف فيما أفسد المال وأضرّ بالبدن"(10).
ـ وفي رسالة جليلة كتبها الإمام الرضا عليه السلام للمأمون بطلب منه سُمّيت بـ (الرسالة الذهبية لنفاستها): عدم الإسراف في تناول الطعام، فإن الإسراف فيه يعرض الإنسان للإصابة بارتفاع الضغط الدموي، والإصابة بداء السكر وتصلب شرايين القلب(11).

* الخير في الرفق في المعيشة:
ـ قال أبو جعفر عليه السلام: "ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته، ما لا يصلح لدنياه ولا لآخرته"(12).
ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا أراد الله بأهل بيت خيراً رزقهم الرفق في المعيشة"(13).
ـ عن داود بن سرحان قال: "رأيت أبا عبد الله عليه السلام يكيل تمراً بيده، فقلت: جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك، قال: يا داود، إنه لا يصلح المرء إلا ثلاثة: التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وحسن التقدير في المعيشة"(14).

* خير الأمور الوسط:
ـ الحد الوسط بين الإسراف والتقتير، وإليه يشير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (الفرقان: 67).


(1)الفقيه، 3: 102/411.
(2)التهذيب، 226:7/1028 وأورد نحوه عن الكافي في الحديث من الباب 29 من أبواب النفقات.
(3)وسائل الشيعة، باب 55 من أبواب وجوب الحج وشرائطه، ج1، ص106.
(4)مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج5، ص226.
(5)وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج21، ص551.
(6)نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، ج3، ص20.
(7)البحار، ج5، ص199، عن الخصال للصدوق.
(8)روضة الواعظين 499.
(9)الكافي: 4/53/8 من لا يحضره الفقيه: 3/174/3659، كلاهما عن عبيد بن زرارة.
(10)الوسائل 15: 260 الباب 26 من أبواب النفقات، ج1.
(11)روضة الواعظين، 449.
(12)التهذيب، 7: 226/1028.
(13)الكافي، 5: 88/5.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع