نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: كشكول الأدب

إعداد: إبراهيم منصور



* من أمثال العرب
"لا يُنْتَصَفُ حليمٌ من جَهول": الحليم هو العاقل ذو الحِلْم، وهو صفة مشبَّهة مشتقَّة من الحِلْم، أي العقل والصبر والسَّماح. والجَهول على وزن فعول، من أوزان المبالغة، أي الشديد الجهل. يُضْرَبُ المثل هذا لذي الجهل يغلبُ العاقلَ الذي يعجز عن مسافهته.

* من أجمل الشعر
من أجمل ما قال أمير الشعراء أحمد شوقي، قصيدة "نهج البردة" التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وآله. وأجمل ما جاء في هذه القصيدة، تلك الأبيات التي يصف فيها معراج النبي صلى الله عليه وآله إلى السماء ويُصلِّي على الرسول وآلِ بيته المطهَّرين، حيث يقول:
 

مشيئةُ الخالقِ الباري وصَنعتُهُ وقدرةُ اللهِ فوق الشكِّ والتُّهَمِ

جُبْتَ السماواتِ أو ما فوقهنَّ بهم على منوَّرةٍ درِّيَّةِ اللُّجُمِ

وقيلَ: كلُّ نبيٍّ عند رُتبتهِ ويا محمد، هذا العرشُ فاستلِمِ

حتى بلغتَ سماءً لا يُطار لها على جَناحٍ، ولا يُسْعَى على قَدَمِ

وصلِّ ربِّ على آلٍ له نُخَبٍ جَعَلْتَ فيهم لواءَ البيتِ والحَرَمِ

يا ربِّ صلِّ وسلِّمْ ما أردْتَ على نزيل عرشِكِ، خَيْرِ الرُّسْلِ كُلِّهِمِ


* من الثنائيّات
"الفرقدان": الفرقد: نجمٌ قريب من القطب الشمالي يُهتَدى به في الأسفار، وبجانبه نجمٌ آخر أخفى منه، فرقدان. قال عمرو بن معد يكرب(1):
 

وكلُّ أخٍ مُفارقُه أخوه لَعَمْرُ أبيك إلا الفرقدانِ


"الأَذلَّان": العَيْرُ(2) والوتدُ: يقول الشاعر المتلمِّس الضُّبَعيّ:
 

هذا على الخَسْفِ معقولٌ برُمَّتِهِ وذا يُشجُّ، فلا يبكي له أحدُ

ولا يُقيمُ على خَسْفٍ يُراد بهِ إلَّا الأذلَّان: عَيْرُ الحيِّ والوَتِدُ


* بين العامِّيَّة والفصحى
"السالفة" وجمعُها سوالف: كلمة عامية تعني الحكاية أو النادرة، واشتقَّت منها العامَّة فعل "سَوْلَف" بمعنى حكى حكاية، أو قصَّ حادثة أو نادرة. والسالفة أو السالف تعني أيضاً: الشَّعْر بين الأُذن والعين، وجمعُه "سوالف". أمَّا المعنى الفصيح لهذا الاسم "السالفة" فهو الماضية، من فعل "سَلَفَ" أي: مضى، ومن هنا جاء معنى الحكاية، أي الحادثة الماضية.  ومن معاني السّالفة: صفحة العُنُق عند تعلُّق القُرْط، أي حيث موضعُ حَلَق الزينة في الأذن. ومن هنا معنى شعر السوالف بالعامية. وسالفةُ الفرس: ما تقدَّمَ من عُنُقه. هذا وقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله كلمة "السالفة" بمعنى صفحة العُنق، في حديث له شريف، وذلك يوم الحديبية إذ قال صلى الله عليه وآله: فوالله لا أزالُ أجاهدُ على الذي بعثني به حتى يُظهرَه الله، أو تنفردَ هذه السالفة(3).

* قالت لي المرآة
ـ ماذا تقرأ الساعةَ؟
ـ أقرأ مقالاً حول كتاب "نهاية وول ستريت" لكاتب أميركي متخصِّص في قسم المال والاستثمار.
ـ وعمَّ يتحدَّثُ الكتاب؟
ـ يتحدث عن الأزمة الماليّة العالميّة الأخيرة، التي بدأت في عام 2006، وعن أحداثها وتداعياتها. ولكن ما لم أفهمه في الكتاب هو: لماذا وضع المؤلِّف نصّاً بعنوان "طيور الكناري"؟ فما دخل هذه الطيور الجميلة الصدَّاحة، بعالم المال والاستثمار؟ ولِمَ قال المؤلِّف إن شارع وول ستريت "wall street" في نيويورك، هو مليء اليوم بطيور الكناري؟! عندئذٍ قالت المرآة بعد جلاء صفحتها:

ـ إنّ الكاتب يُعيد إلى الأذهان قصَّة أصحاب مناجم الفحم الحجري، خلال الثورة الصناعية؛ فإذا ما تسرَّب غاز الفحم من أعماق المناجم وهو غاز سامّ لا شكل له ولا رائحة فقد يقتل العاملين في المنجم؛ لذا كانوا يضعون، في أعماق مناجم الفحم تلك، عدداً من طيور الكناري، حتى إذا تسرَّب الغاز السامّ ماتت تلك الطيور، فيستفيدون من الفرصة المتاحة للهرب.
ـ إذاً، هذه الطيور الرائعة بجمالها وتغريدها هي كبش المحرقة!

ـ نعم، إن طيور الكناري هذه هي رمزٌ لصغار المُودِعين والمدَّخرين في البنوك، فهُم مَنْ يتحمَّل تداعيات الإفلاس والهزّات الماليّة العنيفة في النّظام الرأسمالي الجشع. إنّها حضارتُكَ أيها الإنسان.. حضارة الفحم ذات القلب الحجري التي تجعل الغربان من أصحاب البنوك والمؤسَّسات المالية الضخمة، وكبار المودعين والمضاربين، تنمو نموَّاً غير طبيعي.. فإذا زُلزِلتْ زلزالَها ضحَّت بصغار المودعين، طيورِ الكناري المسمومة في مناجم الفحم!

* من نوادر العرب
دخل رجل بسيط على شيخ القرية، وهو مزهوٌّ بنفسه، فسأله الشيخ:
ـ أين كنت؟ وما سبب نشاطك واستبشارك؟
فأجابه مغتبطاً، وهو يظنُّ أنه يُرضي الشيخَ:
ـ لقد كنت في المسجد حيث صلَّيْتُ الصبحَ سَبْعَ ركعات!
فغضب الشيخ وحمل عليه العصا معنِّفاً. فهرب الرجل، والتقى بجارٍ له على الطريق، فسأله جارُه:
ـ ممّ تهرب، يا أبا سعيد؟
فقال له:
ـ كنتُ عند الشيخ، فقلتُ له: صلَّيْتُ الصّبحَ سبع ركعات فزجرني وحملَ عليَّ العصا!
فقال له جاره:
ـ سامحك الله، صَلِّ ركعتين وأخبرهُ بذلك.
فاستغرب أبو سعيد هذا الكلام قائلاً:
ـ غريبٌ أمرُك! أقول للشيخ صلَّيْتُ سبع ركعات فلا يرضى، ويلحقني بالعصا. أفتراه يرضى بركعتين؟ لا شكّ أنه يقتُلني!


* من أجمل الردود
سأل غنيٌّ رجلاً فقيراً متصوِّفاً لا يمتلك في منزله شيئاً ذا قيمة:
ـ لِمَ تنام على الحصير؟ أليس عندك سريرٌ لتنام عليه؟
فأجابه الرجل العابد الزاهد، بابتسامةٍ راضية:
ـ أنا على الحصير لا أخاف من السقوط!


(1) كما في "الكتاب" لسيبوَيْه، 1: 371. وفي لسان العرب، لِابن منظور، باب الألف الليِّنة، حرف إلّا.
(2) العَيْر: الحمار الأهليّ أو الوحشيّ، وقد غلب على الوحشي، سُمِّي بذلك لأنه يَعيرُ، أي يتردَّد في الفلاة المنجد، مادة عير.
(3) أي صفحة العنق، كناية عن الموت.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع