نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

منازل السائرين: الإنابة

قال الله تعالى: ﴿وأنيبوا إلى ربكم...
الفرق بين الإنابة والتوبة هو أن التوبة رجوع عن المخالفة إلى الموافقة، والإنابة هي الرجوع إلى الله، وهذا أعلى.


والإنابة ثلاثة أشياء:
1- الرجوع إلى الحق إصلاحاً كما رجع إليه اعتذاراً.
2- والرجوع إليه وفاء كما رجع إليه عهداً.
3- والرجوع إليه حالاً كما رجع إليه إجابة.
فالرجوع عند الإنابة إلى الحق في إصلاح العمل والطاعة كالرجوع إليه عند التوبة في الاعتذار عن الذنب.
والرجوع بالوفاء بعقد التوبة كالرجوع إليه هناك بعقد التوبة. فالتوبة هي العهد، والإنابة هي الوفاء بذلك العهد. أما الرجوع إليه في المرتبة الثالثة فهو بأن تشهد صحة حاله بصدق مقاله هناك، حيث اعترف بذنبه، وعقد عزيمة التوبة إجابة لقوله تعالى: ﴿توبوا...

أ- وإنما يستقيم الرجوع إليه إصلاحاً بثلاثة أشياء:
1- بالخروج من التبعات.
2- والتوجع للعثرات.
3- واستدراك الفائتات.
والخروج من التبعات يكون بالاستغفار من الذنوب التي بينك وبين الله، والتضرع إليه برد المظالم، والتزام القصاص أو الدية أو الاستغفار والاستحلال في الذنوب التي بينك وبين الناس.
والتوجع للعرثات هو الندم والبكاء لخطاياك، وتألم الباطن لخطايا أخيك إشفاقاً عليه وترحماً له، وإن كانت جنايته عليك، مع قبول عذره، وعدم التأذي بزلته ومقابلة إساءته بالحسنة.
واستدراك الفائتات بقضاء الواجبات من الصيام والصلوات والزكاة.

ب- وإنما يستقيم الرجوع إليه وفاء بثلاثة أشياء:
1- بالخلاص من لذة الذنب.
2- وترك استهانة أهل الغفلة تخوفاً عليهم مع الرجاء لنفسك.
3- والاستقصاء في رؤية علل الخدمة.
ولا يتبسر الخلاص من لذة الذنب إلا بالتألم من تذكره كما كنت تتلذذ به وبالتفكّر فيه.
وأما ترك استهانة أهل الغفلة فهو أن لا تستحقرهم خوفاً عليهم وترجو لنفسك الخلاص من العقاب، وحصول الثواب. بل يجب أن تعكس ذلك فتخاف على نفسك النقمة، وترجو لهم الرحمة، وتعذرهم ولا تذعر نفسك.
وأما الثالث فهو أن تستقصي في معرفة آفات خدمتك لله والإخوان، وعللها وأمراض النفس وعيوبها في الخدمة حتى تتخلص من حظوظ النفس.

ج- وإنما يستقيم الرجوع إليه حالاً بثلاثة أشياء:
1- بالأياس من عملك.
2- ومعاينة اضطرارك.
3- وشيم برق لطفه بك.
والأياس من العمل إنما يكون بمشاهدته من الله، ونفي الفعل والتأثير عن الغير، لقوله تعالى: ﴿والله خلقكم وما تعملون.
وقوله تعالى: ﴿هو الذي يسيّركم في البرّ والبحر.
وإذا كان العمل لله ورآه منه، عاين اضطراره وافتقاره إليه، ويأس من عمله فلاحت له بوارق لطفه. فإن العبد إذا انسلخ عن أفعاله برؤية الفعل من الله وأصبح مضطراً إليه، يؤيده بلوامع اللطف وبوارق التجليات، وذلك من سنة الله في عباده.


مقتبس عن شرح منازل السائرين للملا عبد الرزاق الكاشاني.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع