صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مصباح الولاية: عالم البرزخ

قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إنّ كنت عليك لحريصاً شحيحاً، فمالي عندك؟ فيقول: خذ منّي كفنك، ثمّ يلتفت إلى ولده فيقول: والله إنّي كنت لكم محباً، وإنّي كنت عليكم لحامياً، فماذا لي عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها، ثمّ يلتفت إلى عمله فيقول: والله إنّي كنت فيك لزاهداً، وإنّك كنت عليّ لثقيلاً، فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك، ويوم حشرك، حتّى أعرض أنا وأنت على ربك، فإن كان لله ولياً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحسنهم منظراً، وأزينهم رياشاً، فيقول: أبشر بروح من الله وريحان وجنة نعيم، قد قدمت خير مقدمٍ، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة،

 وإنّه لعرف غاسله، ويناشد حامله أن يعجله. فإذا دخل قبره أتاه ملكان، وهما فتّانا القبر، يحبران أشعارهما، ويحبران الأرض بأنيابهما، وأصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: الله ربي، ومحمد نبيي، والإسلام ديني، فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قول الله:  ﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره، ويفتح له باباً إلى الجنة، ويقولان: نم قرير العين نوم الشاب الناعم، وهو قوله: أصحاب الجنّة يومئذٍ خيرٌ مستقراً وأحسن مقيلا.

وإذا كان لربه عدواً فإنّه يأتيه أقبح خلق الله رياشاً، وأنتنهم ريحاً، فيقول له أبشر بنزل من حميم، وتصلية جحيم، وإنّه ليعرف غاسله، ويناشد حامله أن يحبسه، فإذا أدخل قبره أتيا ممتحنا القبر، فألقيا عنه أكفانه ثمّ قالا له: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان له: ما دريت ولا هديت، فيضربانه بمرزبة ضرة ما خلق الله دابة إلاّ وتذعر لها ما خلا الثقلين، ثمّ يفتحان له باباً إلى النار، ثم يقولان له: نم بشرّ حال، فيبوّء من الضيق مثل ما فيه القنا من الزجّ، حتّى إنّ دماغه يخرج منبين ظفره ولحمه، ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها تنهشه حتّى يبعثه الله من قبره، وإنّه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر".

وفي أمالي الشيخ عن ابن ظبيان قال: كنت عند أبي عبد الله علي السلام فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ قلت: يقولون في حواصل طيور خضر، فقال: سبحان الله، المؤمن أكرم على الله من ذلك! إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ومعهم ملائكة الله عزّ وجل المقربون، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد، وللنبي بالنبوة، والولاية لأهل البيت، شهد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والملائكة المقربون معهم وإن اعتقل لسانه خصّ الله نبيه بعلم ما في قلبه من ذلك، فشهد به، وشهد على شهادة النبي: علي وفاطمة والحسن والحسين – على جماعتهم من الله أفضل السلام – ومن حضر معهم من الملائكة فإذا قبضه الله صيّر تلك الروح إلى الجنّة، في صورة كصورته، فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع