نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نزهة في حديقة القرآن


* نزهة عرفانية
 ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت/34].
فالحسنة مقامها القلب وتجرّ صاحبها إلى الجنّة ومرافقة الملائكة. والسيئة مقامها النفس وتجر صاحبها إلى النار ومقارنة الشياطين. لذا كان دفع السيئة بسيئة مثلها يعني أنّ صاحب هذا الدفع يكون منحطاً من مقام القلب إلى مقام النفس الأمارة، متبعاً للشيطان سالكاً طريق النار متسبباً في ازدياد الشر.
أمّا دفع السيئة بالحسنة فيُسكِنُ شرارة الشر ويزيل العداوة ويثبت قلبه في مقام الخير ومن هُدِي إلى الخير طرد الشيطان وأرضى الرحمن وانخرط في سلك الملكوت ثم محا ذنب صاحبه بالندامة على سيئته التي ارتكبها.
وأمّا دفعها بالتي هي أحسن (من الحسنة) فإذا صاحب هذا الدفع يناسب الحضرة الرحيمية، ويصير باتصافه هذا متصفاً بصفات الله تعالى من أهل الجبروت، وذلك بما أفاض من ذاته بفيض الرحمة على صاحبه فصار (كأنّه وليّ حميم).

* عطر بلاغي
 ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ  [الحجر/87].
السبع المثاني هي سورة الفاتحة كما جاء عن النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام. والمثاني – والله أعلم – جم مثنية بمعنى اللوي والعطف والإعادة، وسُميت الآيات القرآنية "مثاني" كناية عن أنّ بعضها يوضح حال بعض ويلوي وينعطف عليه: (كتاباً متشهاباً مثاني). وقد جاء في كلام النبي (صلى الله عليه وآله) في صفة القرآن: "يصدّق بعضه بعضاً" وعن الإمام علي عليه السلام: "ينطلق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض".
وقد تكون جمع مثنى بمعنى التكرير والآيات كناية عن بيان بعض الآيات ببعضها الآخر.

* زهرة جمالية
 ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا  [الإسراء/9].
يهدي إلى الإمام:
ففي الحديث المنسوب إلى الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال: "الإمام منا لا يكون إلاّ معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخِلقة فيُعرف بها فلذلك لا يكون إلاّ منصوصاً (أي بالنص) فقيل له يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ قال: "هو المعتصم بحبل الله وهو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، فالإمام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام وذلك قول الله عزّ وجلّ (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
وفي حديث ِآخر أنّه يهدي إلى الولاية.

* ثمرة لغوية
 ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل/120].
معنى الأمة في الدين إنّ مقصدهم واحد، ومعنى الأمة في النعمة الشيء الذي يقصده الخلق ويطلبونه. أمّا معنى الأمة في الرجل فهو المنفرد الذي لا نظير له أي قصده منفرد من قصد الأناس أو الرّجل الذي يقوم مقام جماعة في عبادة الله أو الإمام المقتدى به، وقيل: إنّه كان أمّة منحصرة في واحدة مدّة من الزمان لم يكن على الأرض موحّد يوحّد الله غيره...

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع