نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قصة العدد: النجمة...

إن أدباً يعبِّر عن إنسان الحياة لأدبٌ جديرٌ بالحياة، خليقٌ بها، وإذا كانت الحياة مقاومة، والمقاومة تتسرّب من خلال قضبان السجن، صار الأدب مقاومة أخرى. وصارت القصة القصيرة رصاصاتها الحارقة لكل زيف، الخارقة لكل قيل، المتفجرة في وجداننا ومضة تضيىء ما أظلمته قسوة الجلاد من مساحات الضوء في أيامنا. لهذا كله اخترنا لقراء "بقية الله" هذه النجمة من كتاب الطبيب الأديب مرتضى محمد الأمين "بعض القسوة وقصص أخرى".

"انظر جيداً.. في أسفل النافذة، إلى اليمين!".. لكنك رغم كل محاولاتك لم ترَ شيئاً. تنزل من على كتف زميلك الذي وقف مستنداً إلى الحائط، ويصعد آخر، لا يلبث أن يعلن في فرح صبياني أنه رآها. ويلومك الباقون: "كيف لم ترها!.. لأول مرة تبدو في هذا الوضوح!".. وأنت أيضاً لا تعلم كيف لمترها، رغم رغبتك العارمة ومحاولاتك الصادقة!.. كانت رؤيتها متعذرة على ذوي الأطوال المحدودة من أمثالك، فكان لزاماً أن تقف على كتف أحد المتبرعين ولكنك رغم ذلك لم ترَ شيئاً. وأخذ الباقون يصفون لك ما لم تره.. وكيف تبدو النجمة في سواد الليل. كنت تشعر بأسف حقيقي.. وتحسدهم!.. هم على الأقل، رأوا شيئاً يراه كل الأحرار في كل العالم... وتعذر عليك ذلك!.. تقول في لؤمي بدو لعينيك غريباً: "وماذا بعد؟.. رأيتم شيئاً يراه كل الناس ولا يهتمون له.. في الكون مليارات النجوم، وتفرحون لرؤية نجم واحد".. تقتل كلماتك فرحهم. ويعود الوجود إلى الزنزانة. هي على كل حال، كانت واجمة قبل دقائق حين صرخ أحدكم: "انظروا، أنها نجمة!".. وتدافعتم نحو الزاوية لرؤية النجمة التي تبدو من خلال فتحة التهوية. ورغم كل محاولاتك لم ترَ شيئاً. لم ترَ نجماً، رغم أن الكون مليء بمليارات النجوم!...


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع