نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

من القلب إلى كل القلوب‏: رسالة الأمين


* نصر تاريخي
إننا أمام نصر استراتيجي وتاريخي، وليس في هذا أي مبالغة للبنان كل لبنان، وللمقاومة وللأمة كل الأمة، ما معنى هذا المختصر، ما هي آفاقه، وما هي أدلته، وما هي وقائعه، هذا ما سأتركه للحديث في الأيام المقبلة لأن الحديث في هذا السياق يتوجه بالدرجة الأولى إلى الشهداء، إلى تضحيات الشهداء من شهداء المقاومة، من كل الأحزاب والقوى المقاومة الشريفة إلى شهداء الجيش، وشهداء القوى الأمنية وشهداء الدفاع المدني وشهداء وسائل الإعلام إلى الرجال والنساء والأطفال المدنيين، الذين قتلوا وخصوصا شهداء المجازر، ابتداء من مروحين في الأيام الأولى، انتهاء بيوم أمس في بريتال ومحلة صفير ومحلة الرويس ومجمع الإمام الحسن عليه السلام، في الضاحية الجنوبية، لان الحديث في هذا السياق هو حديث عن المقاومين والتضحيات والثبات والصمود والناس والأهل والأحبة والأصدقاء والصبر والثقة والتحمل والأوفياء الذين وقفوا معنا في لبنان وفي خارجه طيلة هذه الحرب لا اعتقد أنني مؤهل واستطيع أن اعبر عما يجول في عقلي ومشاعري، وان اشرح هذا الأمر وأنا اجلس على كرسي في قبالة الكاميرا.

* هدية الصابرين
ما يرتبط بالنازحين وعودتهم إلى ديارهم وما بعد هذه العودة بالتأكيد وبالدرجة الأولى يجب أن يواجه بالتحية إلى كل الذين صمدوا في أرض المواجهة. وفي الحقيقة، تحملوا ما لا يطاق لأن حجم القصف من الجو والبر والبحر لا سابقة له في تاريخ لبنان، وحجم الدمار الذي ألحقه العدو الإسرائيلي بالبيوت إضافة إلى البنية التحتية، ولكن استهداف البيوت -الذي يعني إلحاق الأذى المباشر بالعائلات- لا سابقة له في أي حرب إسرائيلية على لبنان، وهناك دمار وخراب كبيران خلفهما هذا العدو الذي عبر لنا عن حقده ووحشيته وعجزه فقط في الأيام القليلة الماضية قام بتدمير آلاف المنازل في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وفي مختلف المناطق اللبنانية ولكن كان هناك تركيز كبير جداً على مناطق الجنوب اللبناني وعلى الضاحية الجنوبية والهدف طبعاً هو إيلام الناس ومعاقبتهم على موقفهم على شرفهم على شهامتهم على التزامهم على إيمانهم على إنسانيتهم وعلى شموخهم. في كل الأحوال الشكر يجب أن نوجهه والتحية إلى الذين صبروا في مرحلة النزوح والتهجير وعادوا اليوم إلى مناطقهم وإلى أرضهم وإلى ديارهم حتى ولو كانت مهدمة. وأخص أيضاً بالشكر كل السكان وأهالي المناطق وكل الطوائف وكل التيارات السياسية والدولة ومؤسسات الدولة وكل الهيئات الإنسانية وكل من ساعد وساهم في احتضان أهلنا المهجرين والنازحين خلال فترة الحرب الصعبة. وأتوجه إلى العائدين وإلى الصامدين وإلى الباحثين في مسألة ما هدم من بيوت أو لحق به الضرر من البيوت.

* سهام خاطئة
أيها الأخوة والأخوات، أثناء القتال وعندما كان أحباؤكم وأعزاؤكم مجاهدو المقاومة يسطرون البطولات والملاحم ويصنعون المعجزات كان هناك نقاش في الغرف المغلقة والقنوات الخاصة حول صورة الوضع الذي يمكن أن يكون عليه الجنوب ومنطقة جنوب نهر الليطاني بالتحديد وحول مسألة المقاومة والجيش اللبناني هناك ومسألة الحدود وقوات الطوارئ الدولية، وفي حال حصول هذا الانتشار ما هو مكان المقاومة وموقعها وسلاحها وكيف ستتصرف المقاومة؟ فوجئنا أن بعض الوزراء في الحكومة قاموا بتسريب هذا الأمر أمر النقاش والاختلاف في وجهات النظر إلى بعض محطات التلفزة المحلية والعربية وبدأ الجدال والنقاش يتسع ويتسع ويكبر، وما كان ينبغي أن يبقى نقاشه في الغرف المغلقة تحول إلى نقاش علني وهذا طبعا برأيي ليس فيه مصلحة وطنية وليس مناسبا على الإطلاق. أنا هنا بكل حرص ومحبة وهدوء ومسؤولية أريد أن ألفت بعض هؤلاء السادة والجهات السياسية الذين نقلوا النقاش إلى المستوى الإعلامي والعلني وأود أن ألفتهم إلى بعض الأمور حول خطئهم في هذا المجال.

* أولاً هناك خطأ في التوقيت على المستوى النفسي والأخلاقي، يعني اليوم وخصوصاً عندما بدأ النقاش يعني قبل وقف إطلاق النار أو ما سمي بالأعمال الحربية فتح هذا النقاش، لبنان كان يقصف، تدمر بناه التحتية، كل المناطق أصيبت كل اللبنانيين أصيبوا ولكن بالتحديد كان الحظ الأوفر هو لأهل الجنوب وأهل البقاع وأهل الضاحية الجنوبية، وهؤلاء يعبرون عن شريحة كبيرة جدا من اللبنانيين في الوقت الذي يعني هنا أريد أن ألفت إلى التوقيت النفسي الخاطئ‏ء ، في الوقت الذي كانت هذه الشريحة الكبيرة المؤمنة بالمقاومة كغيرهم من بقية اللبنانيين والمتمسكة بسلاح المقاومة والمعتزة بالمقاومة والتي تقدم تضحيات جسيمة في الوقت الذي كان ما يقارب المليون نازح عن بيته، في هذه اللحظة النفسية العاطفية الصعبة والمصيرية يأتي بعض الأشخاص ويجلسون خلف مكاتبهم وتحت المكيف ويتحدثون بأعصاب هادئة وينظرون على الناس بسلاح المقاومة ويتكلمون بلغتهم الخشبية.

* ثانياً في المضمون، المستغرب انه ما كان يدور النقاش حوله هو وضعية السلاح والمقاومة في منطقة جنوب الليطاني الآن لا يطلب احد حتى العدو هو الآن لا يطالب لبنان ولا المجتمع الدولي يطالب لبنان بأن يسارع إلى نزع سلاح المقاومة، هذه المسألة وضعت في إطار المعالجة البعيدة الأمد والحل الدائم وما شاكل ولكن للأسف الشديد وجدنا بعض الأصوات التي جاءت لتقول إذا كان المطلوب أن يكون جنوب النهر منزوع السلاح إذا ما هي فائدة السلاح شمال النهر وما هي فائدة سلاح المقاومة في كل لبنان إذا فلنبادر من الآن ونناقش كل هذا السلاح ليس لنناقشه، هم يطالبون بإنهاء وحسم هذه المسألة، هذا الأمر يا أحباءنا ويا أعزاءنا لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة وأنا أنصح بأن لا يلجأ أحد إلى الاستفزاز والى التهويل أو الضغط للاعتبارات الإنسانية والاعتبارات الأمنية، ثم هذا الأمر لا يعالج لا بالاستفزاز ولا بالتهويل ولم يعالج لا بهدم المنازل ولا قتل الأطفال والنساء ولا بخوض أشرس معركة في تاريخ لبنان.

* وثالثاً في حيثيات المسألة يعني الذين جاؤوا اليوم ليقولوا نحن نطلب من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة، هؤلاء العظماء هل جاؤوا ومعهم أرض مزارع شبعا وسيتمكن أصحاب هذه الأراضي من العودة إليها، هل جاؤوا وهم يطلبون منا ذلك ومعهم الأسرى في الجنوب، هل جاؤوا ومعهم ضمانات حقيقية بحماية لبنان وان العدو الإسرائيلي الذي ما زال يهدد والآن قبل أن أدخل إلى التسجيل كان اولمرت يهدد لبنان الذي ما زال في دائرة التهديد واحتمال الاعتداء عليه في أي وقت. من الذي يدافع عن هذا البلد من الذي يلقن العدو درسا من الذي يجعل هذا العدو يدفع ثمنا باهظا. اليوم نعم نحن نستطيع أن ندعي بالاعتزاز أن أي قرار تريد أن تأخذه الحكومة الإسرائيلية في المستقبل ستأخذ بعين الاعتبار أن الحرب مع لبنان ليست نزهة وان الحرب مع كل لبنان مكلفة جدا في البشر وفي الحجر وفي الاقتصاد والكرامة وفي الصورة في الحيثية هذا الأمر الآن يدرس في كيان العدو في شكل دقيق. لا تضيعوا عنصر القوة الحالي في البلد، يعني لا تدخلوا في أمور وفي سجالات تضيعوا المقاومة وتضيعوا الوحدة وان هذا لا يساعد على بناء الدولة القوية والقادرة التي نجمع جميعا على أنها الحل والمخرج الوحيد لمستقبل لبنان لنعيش جميعا في لبنان في ظل هذه الدولة التي تحمي الجميع وتحافظ على كرامة الجميع وتدافع عن الجميع وتطمئن الجميع.

ختاماً، أبارك للعائدين إلى ديارهم عودتهم المنتصرة وأطمئنكم وأطمئنهم.انتم أهل هذه الأرض انتم أصحابها انتم شرفها انتم كرامتها بكم تعمر الديار وتقوم الكرامة ويصنع التاريخ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع