صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

اعرف عدوّك‏: من هو الإرهابيّ؟

حسن زعرور

 



* نحن:
الحمد للَّه الذي شرَّع الإسلام فسهلّ شرائعه لمن ورده، وأعز أركانه على من غالبه فجعله أمناً لمن عقله، وسلماً لمن دخله، وبرهاناً لمن تكلم به، وشاهداً لمن خاصم به، ونوراً لمن استضاء به، وفهماً لمن عقل، وولياً لمن تدبر، وآية لمن توسّم، وتبصرة لمن عزم وعبرة لمن اتعظ، ونجاه لمن صدق، وثقة لمن توكل، وراحة لمن فوض، وجنة لمن صبر، التصديق منهاجه، والصالحات مناره، والموت غايته، والدنيا مضماره والقيامة حلبته والجنة سبقته.  الإمام علي عليه السلام

* الآخر(1):
"إن سلاح الإرهاب هو السلاح المثالي، إنه غير مكلف مادياً، سهل الاستعمال ويصعب اكتشافه، كما أنه مميت ومهلك، ويمكن أن ينفذ المهمة التي يوظف من أجلها بطريقة سريعة وخاطفة، وفي الوقت ذاته فإنه بالإمكان أن يفتح الطريق أمام مكاسب سياسية ومالية طائلة. كان الإرهاب وسيظل في المستقبل سلاحنا الفعال، ومع ذلك ففي الوقت ذاته لا يمكن لنا الاعتراف بتوظيفه، إذ أنه ينظر إليه على أنه نوع من الحروب الدنيئة والقذرة، وكأن أي نوع آخر من الحروب هو ليس كذلك، سندعي بأنه لم يسبق لنا استعمالنا لهذا السلاح، وأول قاعدة صلبة لعملنا هو الإنكار، لندع أولئك المتهورين من أمثال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (PFLP) والجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) والمنظمة الانفصالية إيتا (ETA) وكل المغفلين الآخرين والهواة يتباهون ويتفاخرون بأعمالهم، ما هي المكاسب التي حققوها؟ كم هي الأراضي التي استولوا عليها؟ القاعدة الثانية لنا، هي أنه كلما كان ذلك ممكناً، لندع طرفاً آخر سواء كان صديقاً لنا أم عدوا ليقوم عنا بتنفيذ المهمات القذرة. وأما القاعدة الثالثة فهي ضرورة التركيز على عمليات مفيدة ونافعة ومنها:

1- إسكات وإضعاف أعدائنا والقضاء عليهم بالنهاية.
2- تخويف وتثبيط السكان غير اليهود ودفعهم لمغادرة الأراضي التي ننوي احتلالها.
3- أن نزرع في شعبنا الشعور بالتفوق والعظمة، ونغرس فيهم الكراهية ضد الآخرين.

* تصنيف عام لسلاح الإرهاب‏
الصنف الأول: يمكن وصفه بالإرهاب الايجابي ونعني به العمليات الإرهابية التي نقوم بتنفيذها نحن وتقتصر علينا نحن فقط.
الصنف الثاني: هو الإرهاب السلبي وسيكون هذا الصنف إرهاب المستقبل (!!!) وفيه نقوم بدفع طرف آخر كي يتولى التنفيذ عنا من الأفضل أن يكون هذا الطرف من أعدائنا، حيث يمكن لنا استغلال كبرياءه وغروره ورغبته في الانتقام أو نستغل مثاليته، وكل ذلك يعتمد على براعتنا وسذاجة ضحيتنا.

الاعتبار الأخير الذي يجب حسبانه بشأن العمليات الإرهابية التي ننفذها هي أن نقرِّر ما إذا كانت العملية ستبقى سرية أو علنية وعلينا أن نستغل منها كل ما بمقدورنا استغلاله لأن مستقبل إسرائيل يتوقف على ذلك، إن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وقبية واللد كلها أدت خدمات عظيمة لبلادنا ونجحت في إرغام مليون عربي على مغادرة إسرائيل تاركين أملاكاً وأراضٍ تقدَّر بملايين الدولارات، ولو أننا أنجزنا صفقة مثل هذه كل مرَّة لأوجدنا حلاً لمشاكلنا الاقتصادية، لقد وصلت الصحافة العالمية إلى قناعة بأن كل العرب إرهابيون وعلينا نحن خلق الأدلة لإثبات ذلك. أحد الدروس التي يجب أخذها بالاعتبار أن الإرهاب سيف ذو حدين لذا علينا أن نجعل أحد هذين الحدين كليلا ونجعل الأطراف المتنازعة من جانب واحد أي عرب ضد عرب وهو أمر ليس صعباً على الإطلاق، إن بث الفوضى والشغب من جانبنا ليس أمراً صعباً، لكن الأهم من ذلك هو أن يتم هذا كله من أجل تحقيق أهداف محددة. ستقع حروب في المستقبل وسيتولى جهاز مخابراتنا التأثير على سير هذه الحروب، كما أن لدينا نفوذاً على أغلب رؤساء العالم من واشنطن حتى الخليج الفارسي، أحياناً نقوم بتأييد جانب وأحياناً جانباً آخر، ويتوقف ذلك في جميع الأحوال على مدى فائدته لإسرائيل، بالطبع أن أقوى سلاح لدينا هو سلاح الكلمة، المقروءة والمسموعة والمصورة، إذا قلنا مثلاً هؤلاء المتوحشون من المصريين أو العراقيين أو السوريين يقتلون ويغتصبون وينهبون... إلى أين سيؤدي بنا ذلك؟ سوف لن يحقق لنا شيئاً، لأن الغرب سيقول هذا ما نتوقع منكم أن تقولوه، لكن إذا قام مصري أو عراقي أو سوري بإخبار ما نريد إخباره فهو سلاحنا المستقبلي الذي نعمل على خوض الحروب به فنقوِّض قدرات أعدائنا ونصون إمكانياتنا البشرية والعسكرية المحدودة"(2).


(1) الآخر: الإرهاب.
(2) مقطع مقتبس من كتاب أوراق الموساد، الورقة الأولى، جاك تايلور

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع