نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

التكافل الاجتماعي في ظلّ‏ِ الحرب

نلا الزين‏

 



أمام التحديات الكبيرة التي يعيشها العالم الإسلامي والعربي لا سيما الهجمات الشرسة على أمتنا وبلادنا في كافة الصعد الاقتصادية والأمنية والدينية لا بد من الالتفات إلى الجبهة الداخلية لتحصينها من كل ضعف وثغرة حتى يكون جميع أفراد المجتمع "صفاً واحد كالبنيان المرصوص". وجسداً واحداً "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". ما هي المستلزمات والعناصر التي توحّد المجتمع وتؤمِّن حاجاته الضرورية في زمن الحرب؟ أسئلة عديدة طرحناها وأجبنا عليها في هذا الحوار:

* نعيش هذه الأيام تحدياتٍ كبيرةً على صعيد العدوان من مستكبري العالم، كيف نقرأ هذه الحروب وأبعادها؟
لا شك أن لمنطقة الشرق الأوسط موقعاً مهماً في العالم، وعلى مر الأزمان كانت هذه المنطقة بما تحتل من موقع إستراتيجي وإيديولوجي مطمعاً وهدفاً لكل من الشرق والغرب. أما هدف القوى الكبرى في العالم في المرحلة الراهنة فهو السيطرة على بلادنا وجعلها تسير في سياق المشروع الصهيوني الهادف إلى القضاء على كل القوى الحية في الأمة التي تؤمن بقيام المشروع العالمي للإسلام الذي يناهض كل مشروع استكباري يرتكز على نهب ثرواتنا وإنشاء المستعمرات في البلدان الإسلامية لخدمة قيام مشروع إسرائيل الكبرى المزمع من الفرات إلى النيل. إننا نشهد في هذه المرحلة غزواً رهيباً يهدد كل ما تمتلكه شعوب المنطقة من تراث حضاري وقيمي وديني وأخلاقي ومن ثروات هائلة.

* ما هي الآثار المترتبة على المجتمع جراء الحرب؟
إن وقع الحروب على أي مجتمع يترك آثاراً سلبية كبيرة سيما في ظل عدم تكافؤ القوى ونتيجة لامتلاك العدو للأسلحة التدميرية الفتاكة، إضافة إلى ما تحمله قوى العدوان من أحقاد وضغائن تجعلها فاقدة لكل معاني الإنسانية، في قتلها للشيوخ والأطفال والنساء، وغير مفرِّقة بين الأهداف العسكرية والمناطق السكنية كما شهدنا في كثيرٍ من الاعتداءات في فلسطين ولبنان على أيدي الكيان الصهيوني وجيشه المتغطرس، وكما شهدنا في الحروب الأمريكية على أفغانستان والعراق...

* كيف يمكن استيعاب آثار العدوان على الصعيد الاجتماعي؟
إن ما نراه اليوم من مشاهد للجرائم التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إنما يعبّر عن الهمجية الغربية اتجاه أمتنا وشعوبنا، وبناء عليه علينا أن نعي ونفهم هذه الأحقاد والضغائن ونوجّه الأمة ونعمل على تعبئتها روحياً ونفسياً في مواجهة هذه الحملة الشرسة من أجل ترسيخ روح المقاومة الحيَّة، الاجتماعية والأمنية والعسكرية لمواجهة واستيعاب هذا العدوان الذي يجب علينا إسقاط أهدافه بالدرجة الأولى. إنّ‏َ استيعاب آثار العدوان على الصعيد الاجتماعي يحتاج إلى تظافر جميع القوى الحية والفاعلة في الأمَّة، ورصد الإمكانيات اللازمة لذلك من تأمين مستلزمات الصمود للمقاومين وللناس في أماكن استهدافهم... وهذا يحتاج إلى تشكيل الفرق والهيئات الخاصة إضافة إلى توفير أصحاب الاختصاصات في ذلك على كل الصعد. إلى جانب هذه الإجراءات يبقى رفع الروح المعنوية لدى أفراد الأمة وتحمل مسؤولياتهم كل في موقعه أساساً لعملية استيعاب أي عدوان وقوة رادعة لإسقاط أهدافه.

* كيف نفهم الدعوة القرآنية للتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان وما هي أهمية التكافل الاجتماعي أثناء الحروب؟
إن مبدأ التعاون والتكافل الاجتماعي لحماية المجتمع المدني أساس في عملية دفاع وصمود أي مجتمع، لهذا فإن روح الإيثار والتضحية لدى أفراد الأمة في التكافل والتعاون على تأمين مستلزمات الحماية والصمود هو العنصر الأقوى في دوام استمرار الكفاح المسلح أيضاً، ولهذا فإنّ‏َ أهم الإجراءات الجوهرية للتصدي لأي مشروع استعماري وأي احتلال هو روح التعاون والإيثار من خلال المفاهيم والقيم الإنسانية والأخلاقية التي يحكمها الإسلام، من خلال العمل بمفهومي البر في ملامسة آلام المعذبين، والتقوى في حمايتهم من أي خطر يهددهم وهذا يؤكد دعوة اللَّه عباده إلى التعاون: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة: 2).

* ما هي الخطط التي يجب وضعها على الصعيد الاجتماعي لمواجهة العدوان على المجتمع والناس؟
عندما نتحدث عن الخطط والبرامج والضوابط التي يجب أن تحكم الساحة في ظل العدوان على المجتمع تأتي بالدرجة الأولى عدة أهداف أساسية أذكرها كعناوين تحتاج إلى كثير من التفصيلات الإجرائية والتي تحتاج أيضاً إلى آليات عمل مناسبة وهي:

- وضع صيغة ملائمة لمشاركة كافة المؤسسات والوزارات والجمعيات وجميع العناصر الفاعلة في المجتمع بمختلف الاختصاصات اللازمة والذي يحتاجها المجتمع أثناء وقوع العدوان.
- وضع جميع الموارد الطبيعية التي تضخ الحياة للمجتمع تحت حماية مشددة لعدم تعرضها للسلب والنهب ووضع إجراءات توزيعها بشكل يتناسب مع التطورات والأحداث الواقعة.
- حماية جميع المؤسسات العامة وعدم التعرض لها وإعطاؤها دورها الطبيعي في توفير الخدمات اللازمة للناس ضمن الإمكانيات المتاحة.
- وضع مخازن التموين والمواد الاستهلاكية والأسواق والمتاجر والمحطات وكل ما له علاقة بالتموين والغذاء والمحروقات في دائرة الحجز والرقابة لمنع الاحتكار وتوفير ضوابط عادلة في صرف هذه المواد بما يجعل المجتمع قادراً على الصمود لفترة طويلة في حال تعرض لحصار اقتصادي وغيره.
- العمل على إنشاء صندوق للإغاثة العليا يتشكل من مجموع أصحاب رؤوس الأموال لتوفير الخدمات اللازمة للمحتاجين والفقراء وتشكيل فرق جمع التبرعات ومن تؤثر الحرب على توفير القوت اليومي لهم ودعم الخطة المركزية في الإغاثة العامة لكافة المجالات والاختصاصات.
- تشكيل فرق الإغاثة لرفع الأنقاض وإطفاء الحرائق وإسعاف الجرحى والمتضررين من القصف الناتج عن العدوان وتوفير الملاجئ‏ لحماية المدنيين أو المساحات الآمنة إضافة إلى إنشاء معسكرات استيعاب المهجرين واللاجئين من مواقع القصف وساحات المعارك. وضع إجراءات طوارئ‏ خاصة بالدفاع المدني والمؤسسات الصحية وتأمين كافة المستلزمات اللازمة لتوفير حماية المصابين جراء الاعتداءات الواقعة.
- تشكيل فرق التبليغ من العلماء والإعلاميين والمثقفين لحماية المجتمع من الشائعات ولمواجهة الحرب النفسية والإعلامية التي تستهدف مجتمعنا خلال الحروب.
- توفير شبكة اتصالات بين كافة محاور عمل لجان الطوارئ‏ لتسهيل حركة العمل للبقاء على تواصل بين كافة الشرائح المعنية لعدم غيابها عن الأحداث الواقعة ومواكبتها وتأمين ما يلزم لمتابعتها والمعالجات اللازمة لأي طارئ‏.
- تعزيز دور الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الموجودة في المجتمع وتوجيهها في خدمة الخطة العامة للمواجهة والمقاومة لتلعب دوراً أساسياً وريادياً في صنع الحدث ورفع معنويات الناس وتغطية المواجهة بالشكل الذي يخدم خطة المواجهة الشاملة. هذا وأنّ خطط المواجهة تحمل تفاصيل وعناوين واسعة لا يسع المقام لذكرها، لكن يبقى أساس كل هذه العناوين في روحية وعزيمة العاملين على إجرائها ومتابعتها لأنها تشكل الروح من الجسد بالنسبة لأية معركة ومواجهة آتية للأعداء.

* ما هي المساعدات التي يمكن أن تقدمها الوحدة الاجتماعية في حزب اللَّه لمواكبة أوضاع الناس أثناء الحرب؟
استيعاب حركة النزوح باتجاه كافة المناطق وتوزيعها على الأماكن المحددة مسبقاً.
تأمين المستلزمات الحياتية الأولية للنازحين مثل (حصص تموينية، فرش، حرامات، طعام، غاز، حصص مطبخية، الخ...).
متابعة الوضع الصحي الطارئ للنازحين عبر المؤسسات والمستشفيات العائدة لنا وعبر وزارة الصحة وغيره.
القيام بعمليات الإغاثة المطلوبة مثل (تأمين الملاجئ وتجهيزها صحياً وبيئياً وتأمين الموارد الحياتية الأساسية، مياه للشرب، مياه للخدمة).
متابعة عمليات الإنقاذ (إخلاء المصابين، إخلاء الشهداء رفع الدمار، فتح الطرقات وغيره).
القيام بجولات منظمة لمستوصفات نقَّالة على أماكن تواجد النازحين لتأمين الرعاية الصحية المطلوبة ولوضع إجراءات وقائية من الأمراض المعدية وغيره.
تحديد لجان في كل المناطق تُعنى بالشأن الخدماتي بالإضافة إلى متابعة أوضاع النازحين بكافة الشؤون الاجتماعية

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع