نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مع القائد: المرأة في الإسلام: جمال الإنسانية


إنّ يوم المرأة يعني النظرة الصحيحة والقائمة على المنطق للنساء اللاتي يشكّلن نصف المجتمع الإنساني. ولو أردنا بنظرة فاحصة مقارنة دور المرأة بدور الرجل، لوجدنا أن دور هذا النصف يمّثل الدور الأكثر خطورة ودقة وخلوداً وتأثيراً في حركة التاريخ الإنساني ومسيرة الإنسانية نحو الكمال، فقد خلق الله المرأة على هذه الشاكلة.

* المرأة: الدور الأساس‏
ولو أردنا تقسيم الأعمال إلى قسم الأعمال اللطيفة والدقيقة، وقسم الأعمال المحكمة أو الصلبة كما في عبائر البنائين، لوجدنا أن المرأة تمثل الجانب الأول من هذا القسم. وتكمن الخطيئة الكبرى للحضارة المادية في تضعيف هذا الدور بل ونسيانه أحياناً، فحيثما تم الحديث عن تضعيف الأُسرة فقد تم التغافل عن دور هذا النصف المهم، وحيثما تمّ الحديث عن عدم الاهتمام بفن الأمومة وتربية الذريّة في حضن الأم العطوف، فقد تم تجاهل هذا الدور. إنّ خطيئة العالم الغربي الكبرى تكمن في تضعيفه لهذا الدور، بل وتجاهلهِ في بعض الموارد، ويعود شطر من هذه المعصية الكبيرة إلى أنهم يمارسون هذه المأساة باسم الدفاع عن المرأة، في حين أنها خيانة للمرأة والإنسان. يبدأ دور المرأة من بداية الحمل ويستمر إلى نهاية حياة الإنسان، فحتى لو بلغ الرجل مرحلة الشباب أو تجاوزها، فإنه يبقى رازحاً تحت وطأة الحاجة إلى عطف وحنان الأم وأساليبها الخاصة.

ولو أنّ نساءنا قمن برفع مستواهن المعرفي والعلمي فسوف لا يمكن مقارنة دورهن بأي مؤثر آخر من المؤثّرات الثقافية والأخلاقية أبداً؛ فحين يكون المستوى المعرفي لدى الأم متدنياً، فبطبيعة الحال لا يمكنها أن تكون مؤثرة في مراحل الكبر، وهذا يعود لقلة معلوماتها لا لنقصٍ في أمومتها. فالأم هي التي تعمل على نقل الثقافة والمعرفة والحضارة والسمات الأخلاقية للمجتمع من خلال جسمها وروحها وأخلاقها وسلوكها إلى ولدها عن قصدٍ أو غير قصدٍ منها. فالكل واقع تحت تأثير الأم، والذي تُكتب له الجنة إنما تُكتب له بفضل الأم، فإن الجنة تحت أقدام الأمهات. وطبعاً فإن دور المرأة بوصفها زوجة، له بحث طويل آخر.

* تكريم المرأة
إن العالم الذي ينتزع المرأة من وسط الأسرة ويخرجها من خلال الوعود الزائفة، ويجردها من أدوات دفاعها اتجاه نظرات المجتمع وحركاته المتهتكة، ويفتح المجال للنيل من حقوقها، إنما يعمل على إضعاف المرأة، وتقويض الأسرة، وتعريض الأجيال القادمة للخطر. إنّ كل حضارة وثقافة تحمل هذا المنطق إنّما تعمل على خلق كارثة، وهذا ما عليه العالم حالياً، وهو في طريقه إلى الاتساع والازدياد تدريجياً. وألفت انتباهكم إلى أن هذه الكارثة تعدُّ من السيول الجارفة التي تظهر آثارها الهدّامة على المدى البعيد، وأنها ستعصف بأسس الحضارة الغربية وتقوّض دعائمها، ولا يبدو شي‏ءٌ في المدى القصير، فإنّ آثار ذلك تظهر على مدى مئة سنة ومئتي سنة، وها هي بوادر هذه الأزمة الأخلاقية تطفو على سطح العالم الغربي.

لقد كرّم الإسلام المرأة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإذا أكد على دور الأم وحرمتها في الأسرة، أو دور المرأة وتأثيرها وحقوقها ووظائفها وحدودها داخل الأسرة، فذلك لا يعني بحال من الأحوال منعها من الإسهام في المسائل الاجتماعية وخوض النضال والنشاطات العامة. فقد أساء البعض الفهم، وكأن المرأة لا تخلو، إما أن تكون أُمّاً أو زوجة صالحة، وإما أن تشارك في الأنشطة الاجتماعية، في حين أن المسألة ليست كذلك، وبالإمكان الجمع بين الأمرين، وقد كانت فاطمة الزهراء سلام الله عليها مظهراً جلياً للجمع بين مختلف الشؤون، وهكذا زينب الكبرى سلام الله عليها كانت نموذجاً آخر، وهكذا سائر العظيمات في صدر الإسلام، فقد كُنَّ حاضرات في وسط المجتمع.

لقد امتزج عدم استيعاب مفهوم تكريم الإسلام للمرأة بالتعاليم الخاطئة المستقاة من الغرب بوصفها تكريماً للمرأة، فأدّى إلى ظهور تيار فكري خاطئ. إن المرأة في داخل الأسرة عزيزة ومكرّمة، وهي محور إدارة الأسرة داخلياً، وهي بمنزلة الشمعة بين أفراد الأسرة، وهي مصدر أنس وسكينة وطمأنينة. إن محيط الأسرة إنما يستقر ويسكن ويطمئن من خلال وجود المرأة، سواء أكانت زوجة أو أُمّاً أو بنتاً، فهي تحظى بالتكريم على الدوام. وعليه يجب إعادة تدوين قيمة المرأة وكرامتها في الإسلام، واستعراض هذه القيمة وبيانها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع