صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مع القراء

إلى روح الشهيد السعيد عبد الله حسين قاسم‏ * في ذكراه السنوية الثانية

يا أنشودة الجرح ... يا بلسم جراحاتنا... يا عيد فقرائنا والمستضعفين... يا بدر ونور عيوننا... يا ورد أحلامنا الجائعة... ويا ارتواء ظمأ الأيام فينا...
توكأت على جراحك والهموم، وحزمت أمتعة السفر الطويل... وعببت ماء الحياة، ثم بدأت الرحلة...
لم ثقلك متاعب الطريق ولا أوقفك وعناء السفر! ما التفت إلى الوراء قط... إلى قيل وقال... رغم عمق الطعن والجراح!
كنت عيدنا وحتفهم، أرقك البعد والحنين، فسرقت النوم والكرى من عيونهم... حاولوا أن يرغموك فجعلتهم يندمون... ظنوا أنهم كبلوك فكنت الجحيم لهم والسعير...!
قرأتك في عيون أطفالنا - أخوتك - فكنت أرجوحة عيدهم ونسيم حرهم... علمتنا فأحسنت.. واختصرت حكاية الجرح... وحدك سمعت نشيج الباكين على نغم قيثارة الليل وتراتيل سحر العاشقين فأطربوك... ولكن صرت أستاذهم...
نهلت من معين علي عليه السلام وتدفأت في ليالي البرد القارصات على الطف... وحلمت بالقائم ليلاً ونهاراً مسمراً أنظارك في حدود الأفق... رحلت إليه وتوضأت من نهر الألم الذي ينبع من بحر الألم..
من كربلاء ... بدأت صلاتك فكنت العارف رغم كل الحجب المصطنعة... لم تحل سدودهم وقيودهم دون وصولك... لذلك كنت معلمنا الأكبر، وعبرتنا التي لن تجف... وعبرتنا التي لا تنسى..
كنت هدياً لمآقينا الحارة.. يا سر الأسرار.. سبيت قلوب المجاهدين.. فكانت أفئدتهم مرتعاً لحبك... ورغماً عنهم كنت منارتهم وقائدهم... أخذت بأيديهم.. بنيت لطيفك قصراً في ذاكرتهم... فجعلوا لك متكأ في شغاف أحشائهم وفي حنايا أكبادهم... ودعوتهم إلى مائدتك، فكنت المدعو إلى قلوبهم...
إما أن كرمك غمرهم وسخاءك أدهشهم، فخجلوا وطأطأوا رؤوسهم حياءً من نورك، فكنت سميرهم في ليلهم ونديمهم في سهرات العشق...
كنت رفيقهم إلى حتف اليهود لا بل دليلهم.. رحلت فصرت أملهم ينادونك فتجيبهم في أجيال آتية أنت أستاذها مع سابقيك عدنان1 وجهاد2 اللذين هدهد الحنين إليهما عيونك...
فكنت نعم السالك - وسرعان ما اشتاقك إخوتك فكان ذو الفقار3 أول اللاحقين حاملاً حكايا المجاهدين وتحياتهم وفيض الأخبار عن ثمار دمائكم.
فالسلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون أحياء.

يوسف‏


* الشهيد كان يقوم بتلكيفه الشرعي داخل جيش العملاء واستشهد في عملية الناقورة الجريئة عام 1991م.
1- الشهيد عدنان رضا.
2- الشهيد محمد أحمد سرور (جهاد).
3- الشهيد إبراهيم موسى دقدوق (ذو الفقار).
(1 و2 و3) شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة عيتا الشعب بلدة الشهيد عبد الله حسين قاسم (الحر).

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع