في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص مجتمع | "الأمّ بتلمّ" مناسبة | من رُزق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حُبّها أذكار | شهر رمضان المبارك آخر الكلام | الأوراق المغلّفة الافتتاحية | ما أفضل أعمال شهر رمضان؟

مداد الشهداء: لا تغمضوا عيني

الشهيد السعيد مروان فاعور

 



إنني أتجه إلى مكان اسمه الملكوت، إلى عالم اسمه الجنة وقد يصعب التعبير عما يخالج الشعور. هذا التحليق نحو الله هدف ينشده المجاهد المؤمن، و هل هناك غير الشهادة يقرّب الإنسان من الله أكثر؟ وهل من الممكن العثور على لحظة أحلى وألذ من الشهادة؟  قاعة الحياة درس لا أكثر، ينبغي للفرد أن يؤدي امتحانه فيها عاجلاً أم آجلاً، وأنا في لحظات لقاء الحسين عليه السلام أكون قد أديت امتحاني والباقي عليكم أن تواصلوا الطريق. شوق الوصال على الطريق الذي سلكته يحبس عن التعبير، و تبقى الكلمة تتكرر في الذهن دون أن تقدر على وصف عظمة هذا الطريق الرسالي، فلذلك أريد أن أتوجه باشتياق على طريق النور الإلهي الذي سطع على أرضنا متمثلاً بجسد حسيني يحمل اسم روح الله الخميني العظيم.

ليعلم العالم يا أخوتي المقاومين أننا عشّاق الشهادة، و سوف لا نسكت حتى نجعل نهار عملاء أمريكا و أذنابها مظلماً. حاولت كثيراً، تكراراً و مراراً أن أعبّر عن الشهادة و مضمونها فوصلت إلى أن أقول إن الشهادة هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدّس. و السعي نحو هذا الهدف هو الجهاد، و هو واحد من مبادئ الإسلام؛ و الشهادة هي سعادة لا يفوز بها كل إنسان، بل هي ولادة جديدة من أجل حياة خالدة. و إن رمز خلود الشهيد كامن في دمه، فنداء التكبير ينطلق من قطرات ذلك الدم.  أوصيكم بأن لا تغمضوا عيني بعد شهادتي ليعلم الذي ران على قلوبهم أني سلكت هذا الطريق عن وعي وبصيرة، ضعوا يدي خارجاً ليرى عبيد الدنيا أني ما أخذت معي شيئاً من دنياهم ومالهم وقصورهم، احكموا قبضتي يديّ كي تعلم إسرائيل أنني سأبقى أذيقها بلاء قبضتي الحسينية، وأن جسدي الهامد في التراب لن يدع لها استقراراً، جميعاً أخوة وأخوات سامحوني.

اللهم إني عرفتك معرفة اليقين فوجدتك. اللهم وجدت حلاوة الإيمان بيقين أحبك.  اللهم وأحببت الاختلاء فكسوتني من نورك فجوارحي عشقتك. سألتك يا إلهي أن لا تأخذني من الدنيا حتى ترضى عني فإن أتى رضاك بقبض عمري فلا تأخذني إلاّ شهيداً مقطوع الرأس و اليدين كالعباس و الحسين عليهما السلام يا أرحم الراحمين.

أخواتي العزيزات: إن دماءنا التي تنبت الأجيال ورود الغار لتترعرع في أحضانها الأطفال، و تنشئ جيلاً مقاوماً رفضاً للظلم على أرضه، هي أيضاً ورود أنبتت الشوك لمن حاولوا قطف ثمار ثورتنا التي أشعلناها بوقود الدم، أتمنى أن تكون دمائي مشاعل مضيئة لطريقكن درعاً واقياً لحجابكن، أرجو أن تتمثلن بزينب الحوراء عليها السلام و فاطمة الزهراء عليها السلام و تكنّ (مثال) المرأة الرسالية في عصر الفساد و تدفعن الرجال للجهاد دوماً و الذود عن حمى المسلمين.

أمي الحبيبة: يا أعذب كلمة نطق بها لساني و أعظم مدرسة حسينية أرضعتني حب الشهادة و حب الجهاد في سبيل الله، عرفتك أماه صابرة و مجاهدة فأرجوك أن لا تذرفي الدموع إلا عل الحسين عليه السلام لأننا بذكر الحسين عليه السلام نحيا و بحبه نتغذى، أمي إن عرسي الذي كنت تنتظرينه هو شهادتي ففرقي الحلوى و انثري الأرز على المشيعين و زفيني عريساً كالقاسم عليه السلام و إياك أن ترتدي السواد لأنني حي عند ربي أرزق.  أبشري أماه، فيوم القيامة سوف تواسين جدتي الزهراء عليها السلام و هذه أعظم لحظة تقفين فيها أمام الزهراء عليها السلام و تواسينها بالحسين عليه السلام فإليك أماه أرسل عبر تلال عامل ووهاد البقاع قبلات جهادي الطويل على الشريط المحتل فتقبليها مني هديةً و زغردي فرحاً ولا تبكي تحسراً فصبراً آل محمد صلى الله عليه وآله إن موعدكم الجنة.

باسمه تعالى
﴿...اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا...﴿200﴾(آل عمران)، ﴿...إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴿153﴾(البقرة)، إن الله من وراء القصد، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴿19﴾(النحل)، وما الحياة الدنيا إلا دار ممر.

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴿3﴾(العصر).

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع