نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

آداب ومستحبات‏: آداب العزاء

السيد سامي خضرا

 



سنَّ الإسلام التعزية عند الموت، جبراً للقلوب المكسورة، وعوناً للنفوس عند المصائب والملمَّات. ولهذا المسلك المبارك تأثير على الأفراد والجماعات... ولا يخلو امرؤٌ إلا ومرَّ بمثل هذه التجربة معزياً الآخرين أو متقبلاً منهم... وبعيداً عن العادات والممارسات الجاهلية أو غير الإسلامية، أكد اللَّه سبحانه في شريعته الخاتمة، على جملة أمور، من اللازم علينا إحياؤها ونشرها وتعميمها تصديقاً لقول اللَّه جلَّ جلاله ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا... (آل عمران: 68).

*المواساة
1 - تعزيةُ المصاب وتسليتُهُ قبل الدَّفن وبعده (وهذا المستحب غير تشييع الجنازة).
2 - تتحقَّق التعزيةُ وأجرُها إن شاء اللَّه تعالى، برؤية المصاب للمعزِّي، أو مصافحته، أو مواساته ببعض الكلمات...
3 - يجوز الجلوس للتعزية.
4 -وقتُ التعزية لا حدَّ له، وقال بعضهم بيومين أو ثلاثة ففي رواية إن التعزية بعد ثلاثةٍ تجديد للحزن لكن لو أدَّت إلى تجديد الحزن المنسي، كان تركها أولى. خاصة أنَّ بعض العادات أصبح لها طقوسٌ ومتطلباتٌ وجهودٌ مُحرجة أو مرهقة، ولا أساس لها في الشرع المقدس.
5 - إذا كان الجلوس بقصد قراءة القرآن والدعاء وذكر اللَّه تعالى وإحياء أمر محمد وأهل بيته الكرام صلى الله عليه وآله، فلا يبعد الرجحان.
6 - يستحب إرسال الطعام إلى أهل الميِّت، ثلاثة(1) أيام... وهذا من المواساة والعون... (وإن أصبحت العادة في هذه الأيام، للأسف، عكسيَّة... فأهلُ الميِّت يُطعمون الموجودين).
7 - أكلُ الطعام عند أهل الميت مكروه، وفي خبر أنَّه من عمل الجاهلية.

(أصبحت هذه العادات اليوم، تُشكِّل عبئاً وحرجاً على أهل الميِّت... وعند بعضهم فرصةً للمباهاة والمباراة). وهذا غير الاستحباب بالوصيَّة بمالٍ لطعام مأتمه، لأن هذا من وصيته، لا من فعل أهله، والفرق واضح.

*التأسي‏
1 - يُستحب البكاء على المؤمن، وقد فعل ذلك أنبياءٌ وأولياء، والبكاء ردةُ فعلٍ طبيعية للإنسان السَّوي.
2 - من الأدب أن يتذكَّر صاحبُ المصيبة موت خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، فإنَّه أعظم المصائب.
3 - يستحب الاحتساب عند اللَّه جلَّ ذكره، والتأسي بالأنبياء وأهل الصلاح، خاصة لمن مات ولده.
4- يستحب قول "إنا للَّه وإنا إليه راجعون" كُلَّما تذكَّر مصيبته.
5 - تُستحب زيارة قبور المؤمنين، والسلام عليهم، وقراءة القرآن، وطلب الرحمة والمغفرة لهم... بشرط عدم الجزع.
6 - يستحب طلب الحاجة عند قبر الوالدين (ربَّما لكرامتهما وفضلهما).
7 - يُستحب دفن الأقارب متقاربين (وهذا ما يرغبه بعض الناس أو يفعلوه... فلا مانع منه من الناحية الشرعية).
8 - من الآداب صلاة الهدية ليلة الدَّفن، وهي التي تُسمَّى في عرف الناس بصلاة الوحشة(2). (أوصى الميت أم لم يوص).
نسأل اللَّه سبحانه أن نكون ممن قال فيهم النبي المصطفى صلى الله عليه وآله "ومن أحيا سُنَّتي فقد أحياني، ومَنْ أحياني كان معي في الجنَّة"(3).


(1) راجع حول الموضوع وسائل الشيعة، ج‏2، ص‏870 وما بعدها.
(2) تطلب من الرسائل العملية وكتب الأدعية.
(3) عوارف المعارف، ص‏45، وفي سُنن النبي صلى الله عليه وآله، ص‏78.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع