نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قرآنيات‏: ثواب حفظ القرآن‏

لم تكتف الأحاديث بالحديث عن فضل قراءة القرآن، بل توجهت إلى حفظه لأن في حفظه عزاً للإنسان وفخراً وفضلاً عظيمين ونعمة إلهية كبرى ففي الحديث: "من أعطاه اللَّه حفظ كتابه فظن أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد غمط أفضل النعمة".

وفي حديث آخر: "فقد صغّر عظيماً وعظم كبيراً". وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "وما جلس قوم في بيت من بيوت اللَّه يحفظون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة". وعن الصادق عليه السلام: "القرآن القرآن إن الآية من القرآن والسورة لتجي‏ء يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة فتقول لو حفظتني لبلغت بك ههنا، فطوبى لتلك الأجواف الحاملة للقرآن وطوبى للألسنة الناطقة به فأشراف الأمة حملة القرآن وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة وإن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين والحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة". وقال الرسول صلى الله عليه وآله: "من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه أدخله اللَّه الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار". ولذا دأب المسلمون منذ العصر الأول على حفظه حتى كان لمسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ضجة بتلاوة القرآن. وفي نص آخر كان الرجل إذا هاجر إلى المدينة دفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن وكثر عدد الحفظة في عهده صلى الله عليه وآله فقد قتل في عهده صلى الله عليه وآله في بئر معونة زهاء سبعين من القراء. وأحصى أبو موسى الأشعري القراء في البصرة فبلغوا ثلاث مئة ونيفاً ويقال إن من حضر معركة صفين من القراء كانوا زهاء ثلاثين ألفاً. وقيل إن المقتولين في وقعة اليمامة بعد وفاته صلى الله عليه وآله بأشهر قليلة أربع مئة أو قريب خمس مئة.



* لسانها وحي‏
يُذكَر في بعض الروايات أمر في غاية الأهمية، حيث انطبع القرآن في قلوب ونفوس البعض بحيث لم يلهجوا طيلة عشرين عاماً بغير القرآن ومنهم فضة المتأدبة على يد سيدة نساء العالمين عليه السلام يقول الراوي انقطعت في البادية فوجدت امرأة فقلت لها من أنتِ؟ فقالت: ﴿وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف: 89)

فسلمت عليها وقلت لها من أنتِ؟
قالت: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِل (الزمر: 37)
فقلت: أمن الجن أنتِ أم من الإنس؟
قالت: ﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ (الأعراف: 31)
قلت من أين أقبلت؟
قالت: ﴿يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (فصلت: 44)
قلت: أين تقصدين؟
قالت: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (آل عمران: 97)
قلت: متى انقطعت؟
قالت: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ (ق: 38)
قلت: أتشتهين طعاماً؟
قالت: ﴿وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ (الأنبياء: 8)
فأطعمتها ثم قلت هرولي وتعجلي.
قالت: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (البقرة: 286)
فقلت: أأردفك؟
قالت: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (الأنبياء: 22)
فنزلت فأركبتها فقالت:﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا (الزخرف: 13)
فلما أدركنا القافلة قلت لها ألكِ أحد فيها؟
قالت: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ (ص: 26)
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ ﴿يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ فصحت بهذه الأسماء فإذا بأربعة شبان متوجهين نحوها فقلت من هؤلاء منك؟
قالت: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (الكهف: 46)
فلما أتوها قالت: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.
فكافأوني بأشياء
فقالت: ﴿وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء.

فزادوا لي، فسألتهم عنها، فقالوا هذه أمنا فضة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن. نعم لقد اهتم النبي وآله صلى الله عليه وآله بالقرآن وحثوا الناس على قراءته وحفظه ونحن في هذا الزمن مدعوون للعود إلى أحسن الحديث فكما الحياة المادية لا تستقر إلا بضوء الشمس ونورها وحرارتها فكذلك الحياة المعنوية لا تستقر في جسد الفرد والمجتمع إلا بنور القرآن ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (النساء: 174) ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع