نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أمراء الجنة: الشهيد بلال أحمد طه‏

نسرين إدريس‏

 



اسم الأم: ناديا الفيتروني‏
محل وتاريخ الولادة: بعلبك 1971
الوضع العائلي: عازب‏
محل وتاريخ الاستشهاد: بعلبك 21-10-1991

يتردد صوته الطفولي وهو يصدح بالآذان "اللَّه أكبر" من على سطح منزل ذويه في بعلبك في أذن جده الذي ما إن يراه قد توضأ حتى ينتظره ليقف بالقرب منه ليُقيما الصلاة سوياً حنيفين مسلمين ولم يكونا من المشركين. لقد تتلمذ بلال منذ صغره على يد جده، فتعلم منه قراءة القرآن الكريم وبعض الأحكام الشرعية... ولم يكن بلال، الذي أطلقت عليه والدته هذا الاسم تيمناً بمؤذن الرسول صلى الله عليه وآله بعد أن رأت في منامها مَنْ أمرها بذلك وهي حامل به، فتىً عادياً، فهو كثير الحركة، ذكي لا يكاد يفوته سؤال حول أي شي‏ء يحصل معه أو مع غيره، وامتلك جاذبية جعلته محط أنظار الجميع، فقد كان يسعى لينال رضى والديه، ويتعامل مع إخوته بتسامحٍ غريب، ويتنازلُ أمام أصدقائه ليس ضعفاً أو جبناً منه، بل قوةً استمدها من دماثة أخلاقه، ونفسه التي غذّاها منذ صغره بتعاليم القرآن الكريم.

ومن الطبيعي جداً على فتى حمل الخصال التي حملها بلال في نفسه أن يكون باحثاً جدياً عن الحقيقة في دنيا تملؤها الفتن والغرور، فرفد روحه بتعاليم الإمام الخميني التي قوّت عزيمته في المضي قدماً لتهذيب نفسه واختيار الطريق الصحيح لمستقبله، فكانت المقاومة الإسلامية هي خياره الأول والأخير... إلى جانب متابعته لدراسته الأكاديمية، تطوّع بلال في العمل الكشفي، وخضع بالمقابل للعديد من الدورات العسكرية وهو لا يزال في سن السابعة عشر، وبهمته العالية التي تميز بها وحركته الدؤوبة، وشجاعته الموسوم بها، ومبادرته التي لم تبرد يوماً ليس في العمل المقاوم فحسب، بل في كل ميادين الحياة؛ الاجتماعية والكشفية، ملأ أيامه حركةً ونشاطاً، ولم يكن هذا الحماس ليكشف عن طبيعة وحقيقة عمله الجهادي لأن الكتمان من أبرز الملكات التي حافظ عليها.m وحتى عند انتقائه لاختصاصه الجامعي، اختار بلال ما يصبُّ في مصلحة المقاومة، فدرس في جامعة بيروت العربية هندسة كهرباء، ولم يؤثر انتسابه إلى الجامعة على عمله المقاوم طرفة عين، بل كان من أبرز المجاهدين الذين يلبّون النداء عند الحاجة إليهم.

شارك الشهيد بلال بالدفاع المستميت عن وجود المقاومة، وشهدت له محاور الجنوب والبقاع قاطبة تفانيه وإخلاصه وإيثاره، حتى نال وساماً في جسده إثر إصابة تعرّض لها أثناء تأديته لواجبه الجهادي في إقليم التفاح عرين المقاومة الإسلامية، فكانت هذه الإصابة دافعاً قوياً له لمتابعة الخط الذي اختاره ليصل إلى الهدف المنشود "الشهادة". "الشهادة" مُنية العاشقين، هي حلم مجاهدي المقاومة، وكلما سقط شهيد إلتاعت نفسُ المقاومين من الشوق للحاق به، وكان بلال يتمنى سراً وجهراً أن ينال شهادة يرضي بها اللَّه ورسوله، وقد تأثر كثيراً بعد استشهاد رفيقه المقرب الشهيد حسين نزار عثمان، ما جعله يهيم في الدنيا جسداً بلا روح، ويبحثُ في كل زاوية من زوايا المجاهدين عن نفحةٍ روحانية يحملها في روحه وهو يؤدي صلاة الليل بخشوع على سطح منزله ويرفع يده بدعاءٍ أن يرزقه اللَّه شهادة مباركة... واستجاب اللَّه له دعاءه ليقرّبه نجيّاً بشهادة تليقُ به، وهو الذي حمل سلاحه مذ كان يافعاً للدفاع عن المقاومة، ووشم جسده بإخلاصه لخط الجهاد، فسارع لتلبية نداء الواجب عندما طُلب منه ذلك، بشوقٍ واستبسالٍ وجرأة قلّ نظيرها، وقد أصيب أمامه أحد المجاهدين فسارع بلال لإنقاذه غير أن رصاصة عمياء عاجلته في رأسه، فوقع شهيداً منتصراً بما نال من أجر عظيم ملتحقاً بركب الشهداء ليكون معهم في جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدّها اللَّه للمتقين...

****

من وصيته:
لقد اخترت طريق حزب اللَّه بمل‏ء إرادتي، وليس هناك من أجبرني على القيام بذلك، لأني أحببتُ خط الإمام القائد الراحل الخميني قدس سره...  أماه: تذكري مصيبة السيدة زينب عليها السلام في أرض كربلاء كيف قتل أخوها الحسين عليه السلام وأخوها العباس عليه السلام وأصحاب الإمام الحسين مخضبين بدمائهم... تذكري أهلنا في الجنوب المقاوم؛ تذكري شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب الذي فضّل الموت بشرف على أن يعيش حياة ذل واحتقار... إخوتي: أطلب منكم أن تسامحوني، وتذكّروا أني أحبكم...

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع