نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تسابيح شهادة: أنت نضار السَّنابل...

ولاء إبراهيم حمود

 



إلى شهداء الوعد الصَّادق في "عيتا"
ومنهم الشهيد "حسن محمد محسن" أحد فرسان مواجهاتها البطولية، بلسان شقيقته "إيمان".


أخي... يا أيها الغالي:
مضى عامٌ... وأنا أقيم على شرفة الانتظار، أرابط عند تخوم الوعد... أخبرني من رآك لآخر مرة، أنك شغلت عني برفع "مساميك"(1) الدوالي، قبل أن تخرج الثعالبَ من أوكارها، عاجزةً عن التقاط عنقود أقرب دالية، وهي تزعم أنه حصرم، وكل مشارف القرى شهدت أنها على حرارة قلبك نضجت وأن أشعة عينيك السَّاهرتين لوّحتها، فبدت لؤلؤاً مكنوناً يسرّ الناظرين، يا أيُّها الحرُّ الهادي... حسن يا أيها الغالي... حدِّثني عن "عيتا"، عن ركام البيوت، وسفوح الجبال، عن أذان الصبح يوقظ نبضات القلب، يحيي أحلام السُّراة جهاداً... لقد أخبرني رفيق جهادك أنك حلَّقت فوق وهج الضباب في كرومها... توقظ على ألحان حصادك التموزي، عصافير الحقول... وأخبرني من رآك بعد أن غادرتنا على أمل الرجوع... أنك زرعت في أحد بيوتها دمك... يروي يباس الكروم... يعقم جذور الدوالي لأهلها العائدين، ويلوِّن شقائق النعمان لفتياتها، يضفّرْنها يوماً أكاليل عز للشهداء. في اللحظة نفسها التي انقبضت على ذراتها كفاك. وأخبرني أنك كنت توقظ عذق النخيل والتين والزيتون، تسألها أن تمنع عن الغزاة ثمارها وتبيحها للأُباة الكماة من إخوانك رطباً جنياً... وأنك التفت إليه ممازحاً: "لقد أَقْسَمَتِ الجذور لي، أنها لا تحتاج توصية بكم، فهي تأبى أن تكون لسواكم". كل من عندنا يهديكَ مع الأشواق حبه... وحدها أمي تنتظر إيابك مع أشعة الغروب، ترفض أنك لن تأتي مع الآتين، زُرها فقد فرشت لك سجادة صلاتك... وأعدَّت مائدة الحُلُم قلبها ركاماً من بيوت "عيتا" لا يرفع أعمدته إلا وجهك. وعيناها تنتظران ملامحه كي تجني بلقياك حصادَ المواسم، لقد كان موسم تموز وفيراً في العام الماضي، لأنك كنت فيه نضار السنابل، جناها الذهبي الطالع فوق كل بيادر الخير... طبتَ وطابت مواسمك... يا حنين المواسم. لك سؤالي الأخير، وعُدْ بعده إلى مقصورتك فالحورُ تنتظرك: ترى أيهما أكثر صعوبة: نفاذ المقاوم من أقطار الأرض، إلى رضوان اللَّه أم نفاذه إلينا، مرةً في كل عام... يروي في أحلامنا ظمأ اللقاء؟ وحتى تصلني إجابتك... لك مني ومن والدتك سلام اللَّه يا أحبَّ خلق اللَّه في جنان اللَّه.
 


(1) مفردها "مسماك"، وهو عود يابس، ذو فرعين، يرفع القرويون به دوالي العنب عن الأرض، فتتدلى عناقيدها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع