نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

ألعاب المقاومة: وارتد سلاح العدوِّ إلى نحره

إعداد: هبة يوسف عباس



عمليات للمقاومة وقصف مواقع، ومن حرب تموز مواجهات بنت جبيل وعيتا الشعب ووادي الحجير، قصف البارجة الحربية الإسرائيلية "ساعر" وإسقاط الطائرة. هذا ما تضمنته ألعاب القوة الخاصة (1) و(2). لكن ما هي القوة الخاصة بجزأيها؟ كيف تم العمل عليها؟ لمن تتوجه وما هي أهدافها؟ مجموعة أسئلة تم طرحها للتعرف أكثر على ماهية القوة الخاصة. تحت عنوان "حكاية الوعد الصادق" صمم مكتب الإنترنت المركزي في حزب الله لعبة "القوة الخاصة (2)" وهي اللعبة العسكرية الإلكترونية الثانية بعد لعبة القوة الخاصة (1) التي وضعت العام 2000.

* لماذا القوة الخاصة
جاءت فكرة تصميم لعبة القوة الخاصة (1) بعد بحثٍ تبين فيه أن الألعاب الالكترونية الموجودة والتي يتأثر بها شبابنا وأطفالنا تهاجم العرب. فبطل هذه الألعاب أميركي أما المُلاَحق أو "الارهابي" فهو عربي وينطق باللغة العربية. حتى الأمكنة في هذه اللعب، هي إما في العراق أو لبنان. من خلال قراءة هذا الواقع، بدأ مكتب الإنترنت المركزي في حزب الله بالبحث لإيجاد بديل لشبابنا الذين سقطوا في تناقض ذاتي، فهم يُجرمون أنفسهم بأنفسهم فيُلاحقون ويقتلون أنفسهم ويفرحون لفوز البطل الأميركي أو الإسرائيلي على العربي في اللعبة. الحاج محمود ريا، وهو من العاملين في مكتب الإنترنت المركزي في حزب الله، أكد قائلاً: "كانت هناك صرخة في هذا المجال. لذلك، كان لا بد من القيام بخطوة أو عمل يؤدي إلى رفع التناقض، بحيث يكون أطفالنا وشبابنا فخورين عند رؤيتهم الأبطال في اللعبة، حيث إنهم يمثلونهم، فهم مقاومون عرب لا أميركيون. وهكذا كانت فكرة إطلاق القوة الخاصة (1)". احتوت القوة الخاصة (1) على عمليات للمقاومة ضد الاحتلال في جنوب لبنان، وهي عمليات حصلت فعلاً تم تجسيدها لتشابه الواقع. والعملية الأساس في هذه اللعبة كانت عملية اقتحام موقع طلوسة، حيث تم رسمه مشابهاً تماماً للواقع، إضافة إلى بعض العمليات الخاصة الثانوية. اللعبة الأولى خصصت للأطفال الذين يتراوح عمرهم بين السادسة والرابعة عشرة رغم أنها استقطبت الكبار أيضاً. يقول الحاج محمود ريَّا: لا تحمل اللعبة مشاهد دموية قوية، رغم أن العنف موجود في كل مكان، في الصور والأفلام وألعاب التسلية الأخرى. فإحدى الألعاب التي تمولها وزارة الحرب الأميركية "The first who light" تقوم على مبدأ اجتياح بيروت والقضاء على "المخربين". ونحن نرد فقط على هذه الأفكار مع خيارات في اللعبة تتيح للاعب إلغاء مشاهد الدم بكبسة زر واحدة.

* تخليد حرب تموز
بعد حرب تموز 2006 والانتصار الكبير الذي حصل، بدأ القيمون على مكتب الإنترنت المركزي بالعمل لتكملة مشروع القوة الخاصة (1). وتم ابتكار القوة الخاصة (2)، وهي بجزء أساسي منها محاكاة لعمليات بطولية تمت خلال الحرب، منها معارك بنت جبيل، وادي الحجير، وعيتا الشعب، تدمير البارجة "ساعر" وإسقاط الطائرة. وقد استخدمت مجموعة من المؤثرات الصوتية المكونة من 40 عبارة عبرية ينطق بها جنود العدو بما يتناسب مع الحالات المتنوعة مثل: الموت، الإصابة، طلب الدعم العسكري، الشعور بالخوف. أما عن أهداف هذه اللعبة، فيعتبر الحاج ريا أنها لتخليد ذكرى العمليات التي حصلت خلال حرب تموز في عقول شبابنا، فتتجسد هذه الانتصارات الكبرى ولا يتم نسيانها، كما أنها تتوجه لمن لا يعرفون شيئاَ عن هذه العمليات، فيستطيعون معايشتها عن قرب كما حصلت على أرض الواقع، وتهدف إلى تغيير الصورة النمطية التي تقدمها الألعاب المصممة من قبل أميركا وإسرائيل، وعندها لن يعيش اللاعب التناقض الذي تحدثنا عنه مسبقاً، بل يشعر بالفخر لأنه هو من يُقاتل لا من يُقتل.

* تقنيات اللعبة
ضخامة لعبة القوة الخاصة (2) يؤكد وجود امكانيات بشرية وتقنية مهمة. فلتصميم هذه اللعبة لا بد من توافر بنية معلوماتية متكاملة، وهذا طبعاً غير متوفر في عالمنا العربي. لكن وكما استطاعت المقاومة الانتصار بالإمكانيات الموجودة كذلك استطاع مكتب الإنترنت المركزي بالإمكانيات البشرية والتقنية الموجودة ابتكار هذه اللعبة، حيث تم استخدام كل ما هو متاح بأكبر كفاءة ممكنة للوصول إلى أفضل نتيجة متوخاة. والكفاءات البشرية كلها لبنانية بحتة وهم مجموعة من العاملين في مكتب الإنترنت المركزي في حزب الله الذين قاموا بالتفتيش على الحلول التقنية لمعظم المشاكل التي واجهوها، فكان للعبة ثلاثية الأبعاد مميزات كثيرة، منها دقة الرسومات، سيناريو اللعبة، حجم اللعبة الضخم، حيث فيها العديد من المراحل والخيارات مثل اختيار وقت اللعب ليلاً أو نهاراً، حيث يتم استخدام تقنيات وأدوات إضافية. وما ميَّز هذه اللعبة عن الجزء الأول منها قدرة اللعب بها عبر شبكة "النيتوورك" فمثلاً: معركتا بنت جبيل ووادي الحجير ممكن لعبهما بطريقة جماعية، حيث تحتمل دخول 32 لاعباً كحد أقصى إلى الشبكة في آنٍ معاً.

تم تصميم اللعبة بشكل يجعلها قادرة على منافسة اللعب الأخرى المشابهة لها. فهي من الناحية التقنية جيدة جداً، فهي تحتوي على إمكانيات جيدة وكذلك رسوماتها. أما المحرك الذي تعمل عليه اللعبة فهو متطور ويعطي إمكانيات كبيرة للعبة للتحرك فيها. وقد تم استغلال طاقات المحرك القصوى، حتى أنه تم إضافة تحسينات عليه ليكون أكثر فعالية وقدرة على تلبية ما هو مطلوب في اللعبة. الإقبال الكثيف على هذه اللعبة بجزأيها الأول والثاني في الدول العربية والغربية، حيث تمت ترجمتها إلى أكثر من لغة (فارسية إنكليزية فرنسية) شكل صدمة على مستوى الإعلام العربي والغربي، حيث لم يكن متوقعاً أن يكون حزب الله قادراً على إنتاج هكذا لعبة، فهو أصبح باستطاعته المواجهة ليس فقط بالسلاح أو بالإعلام المرئي والمسموع، بل أيضاً بالوسائل التقنية والإلكترونية لمواجهة العدو الذي يحاول بث أفكار انهزامية في شبابنا. ويؤكد الحاج محمود ريا: "هذا فتح من فتوحات المقاومة، لأن هذا النوع من الألعاب لم يكن موجوداً على مستوى العالم العربي قبل ذلك. وبسبب النجاح الكبير الذي حققته اللعبة، تم إعداد العديد من التحقيقات عنها في التلفزيون الروسي والأميركي وكتابة مئات المقالات في الكيان الصهيوني لمعرفة كيفية دخول حزب الله هذا العالم. والواقع أنه تم العمل على منع إدخال هذه اللعبة إلى العديد من الدول العربية، لكن رغم ذلك كان يتم إرسال طلبيات ضخمة إلى الخارج، وهذا دليل على الأثر الإيجابي الذي تركته اللعبة في نفوس الشباب". أخيراً، يعد مكتب الإنترنت بالعديد من المشاريع المقبلة رغم العقبات الكثيرة لإيجاد الحلول والتطور والتقدم ضمن الإمكانيات المتاحة لدخول عالم، يتم العمل فيه ليلاً نهاراً من قبل العدو للتأثير في شبابنا ودخول عقولهم. وهكذا استطعنا قلب المعادلة واستعملنا سلاحه ضده.


عنوان لعبة القوة الخاصّة هو:
www.specialforce.com
مع منتدى ضمَّ حتى تاريخ 28/4/2008 حوالي 1386 عضواً و229 من المشاركات.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع