نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شعر: لغةُ الجراح

الشاعر يوسف سرور

 



بمناسبة ولادة قمر بني هاشم أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويوم الجريح:

سِرْنَا على نَغَمِ الدِّمَا نتقدَّمُ

ولْتَسْكُتِ الأفواهُ إنْ نطقَ الدَّمُ

أمْلى النَّجيعُ على الوجودِ قصيدةً

طفقتْ بها سُننُ الدُّنى تترنَّمُ

وسما الفضاءُ بذكرها، فسعتْ لهُ

ثُمَّ استمدَّتْ من ضِياها الأنجُمُ

وتخضَّبتْ قممُ العلاء بعطرها

ومضتْ تردِّدُها... فلا تتكلَّموا

لوْ لمْ تكنْ معكمْ لجازَ كلامُكُمْ

لكنْ بحضْرَتها الكلامُ محرَّمُ!

وتَمخَّضَ الجُرحُ المُدمَّى، وارتمى

فوقَ المدامِعِ صارخًا يتألَّمُ

وبكى ... فأولَدَ للحياةِ مفاخراً

صارتْ بها شفةُ النُّهى تتبسَّمُ

ومضى يكبِّرُ في العدى، فيصُدّهمْ

و"اللهُ أكبرُ" - إنْ تعالَتْ - تهزِمُ

وسَرى إلى الآفاقِ يسطعُ نورُهُ

فأتتْ ملائكَةٌ كرامٌ حُوَّمُ

ضمَّتهُ في شغفٍ تُهدهِدُ روحَه

والحبُّ نبضٌ للجراح وبلسَمُ

وفَدَ الجريحُ على الصِّعابِ مجاهداً

فَفَدَا السَّماءَ بما يجلُّ ويعظُمُ

ومشى بسيفٍ ذا الفقارِ يعدُّهُ

ويسنُّ شفرَتَهُ الرَّسولُ الأكرمُ

ومن الحُسينِ دنا ليشْحَذَ عزمَهُ

فالسِّبطُ للأحرارِ صوتٌ مُلهِمُ

وسواعدُ العبَّاسِ شمسٌ أشرقتْ

بسمائِهِ، فغدا بها يتنعَّمُ

وعلى الطُّفوفِ بدتْ أكفٌّ قُطِّعتْ

فمضى إليها مسرعًا يتعلَّمُ

وتراءتِ الأشلاءُ في أحداقِهِ

فانْسلَّ يقرعُ بالقَنا مَنْ أجرمُوا

حتَّى أصيبَ ولمْ تُصَبْ بسْماتُهُ

وبهِ إلى العلياءِ حبٌّ مُفعمُ

ودمَاؤُهُ صرَختْ مُردِّدَةً: ألا

لمْ ترمِهِمْ، إنَّ الإلهَ رماهُمُ!

للَّهِ دَرُّكَ من عظيمٍ شامخٍ

ماضٍ على دربِ الهُدى تتقدَّمُ

وتصيحُ بالهاوي لكَهفِ خُنوعِهِ

ما لي أراكَ عن الشَّجاعَةِ تُحجِمُ

وإلى الثَّرى اثَّاقَلْتَ تبغي زهرةَ الـ

دُّنيا، وتغرقُ بالوعود، وتحلُمُ

وإذا رأيتَ قوَى العداوةِ أقبلَتْ

تبغي الفسادَ بأرضنَا، لا تهجُمُ

هلاّ زرعتَ الرُّوحَ أزهارَ الدِّمَا

فطريقُ أهلِ الذُّلِّ دربٌ مظلمُ

أمَّا النَّجيعُ فإنَّهُ شمسُ النُّهى

يطغى على أفْقِ الإِبَا، ويخيِّمُ

فينيرُ للأحرارِ دربَ مسيرهم

ويعلِّمُ الثُّوَّارَ ما لمْ يعلموا!

أنتَ الشَّهيدُ الحيُّ رمزُ فخارنَا

ودِماكَ تبدأُ بالخلاصِ، وتختمُ

ونجيعُكَ القاني بكلِّ بسيطَةٍ

نصرٌ قريبٌ للأُباةِ مُحتَّمُ

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع