صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مواقف الآخرة في الصحيفة السجادية


الشيخ سمير رحال*


الدعاء هو طلب شيء من الله بإخلاص وخشوع. والباعث على الدعاء هو الإيمان بالله، وصفاته، والتسليم لأمره. وقد توسع أهل البيت عليهم السلام في المناجاة والدّعاء، وأدخلوا فيه فلسفة العقيدة، وصفات الجلال والكمال للذات القدسية، ومعالم الدين والإيمان، كذلك استوعبت أدعيتهم الأخلاق النظرية والعملية، وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن، وعلاقة الإنسان المؤمن مع الله والناس.  أما الصحيفة السجادية، زبور آل محمد عليهم السلام، وأدعية الإمام السجاد عليه السلام الأخرى، فهي مصداق بارز لدعوة الإسلام، وما يفترض أن تكون عليه علاقة المؤمن بربه، في أعلى درجات الحب، وأكمل مراتب الإيمان، والانقياد على مستوى العمل والجوارح، كما عبّر الإمام عليه السلام: "وبلّغ بإيماني أكمل الإيمان, واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيّتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال" (1).

* تأثير الإيمان بالآخرة على السلوك
وتفعيل هذا الإيمان وتأثيره على مستوى السلوك مرتبط بمدى فاعلية وحضور عالَم ما بعد الحياة الدنيا، بمختلف منازله، من الموت إلى حيث نهاية المصير من جنّة ونار, فإنّ من أهمّ عوامل صيانة الإنسان من التردّي، وارتكاب الآثام، هو اعتقاده بالقيامة، وذكره للمعاد, وإنّ من موجبات الانحراف والابتلاء بالعذاب الإلهي، هو نسيان القيامة ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (ص: 26) فهناك علاقة جدلية بين الأمرين، فكلما زاد الإيمان بالآخرة، وكان فاعلاً وغير مغفول عنه، كلما كان السلوك حقاً، وطاعةً، وابتعاداً عن المعصية، والعكس صحيح، فغياب الإيمان بالآخرة، وعدم فاعليته، يؤدي إلى التطفيف في الميزان، والضلال عن سبيل الله، وأمور أخرى وردت في القرآن الكريم، والروايات والأدعية الشريفة.

* الإمام عليه السلام هو المرشد والهادي
ما تقدم من العلاقة العكسية بين الإيمان بشكل عام، وبالآخرة بشكل خاص، وبين السلوك واستقامته، جعلت الإمام عليه السلام يذكر في أدعيته، والتي هي في الدرجة الأولى لتعميق المعرفة بالله وبصفاته وأفعاله والصلة به, مواقف الآخرة، بدءاً من الموت إلى حيث المصير، وقد تكرر ذلك في صحيفته المباركة، وسائر أدعيته وكلماته، إذ ربط مصير الإنسان في هذه المواقف بعمله، فهو ينبّه ويحذّر من عواقب نسيان هذه المواقف، ويبيّن السبيل إلى العبور بسلام إلى جنان الله، ولا يكون ذلك إلا بكمال العلم والعمل، والاتصاف بمكارم الأخلاق.  فنجد الإمام عليه السلام يتكلَّم ويناجي ربَّه، لا بلسان المعصوم الذي هو أجلّ من أن يضع نفسه موضع الذلّة بارتكاب المعاصي، وما يستتبعها من فضيحة العار أمام الأشهاد وكلّ العباد، وإنما بلسان المعلّم، والمؤدّب، والمرشد، والهادي إلى سواء السّبيل، والمحذّر لهم من عواقب وتبعات الذّنوب والمعاصي, أو بلسان حال غالبية البشر، الغافلين عن الآخرة، المبتلين بطول الأمل، "فَقَدْ أَفْنَيْتُ بالتسويف والآمال عُمْري..."(2)، فالعمر ينتهي عند الغالبية بالتسويف والآمال، (سوف أصلي، سوف أصوم، سوف...) وهذا ما يدعو الإمام عليه السلام ربه أن يكفيه: "واكفنا طول الأمل، وقصّره عنا بصدق العمل، حتى لا نؤمِّل استتمام ساعة بعد ساعة... وسلّمنا من غروره, وآمنّا من شروره, وانصب الموت بين أيدينا نصباً, ولا تجعل ذكرنا له غباً..." (3).

* ما بعد الموت أعظم وأدهى
وهذا الذكر الدائم للموت معناه الاستعداد له، وإعداد العدة حتى لا يفاجئنا، ‌"و‌نَعُوذُ بِكَ ‌من‌.. مِيتَةٍ عَلَى غَيْرِ عُدَّةٍ"(4). و‌عدة الموت الأعمال الصالحة، ‌و‌هي أكثر ‌من ‌‌أن ‌تحصى. ولا ينتهي الأمر عند الموت، هيهات فما بعد الموت أعظم وأدهى. إنه كما يقول الإمام عليه السلام ويتعوّذ منه:  "‌و‌نَعُوذُ بِكَ ‌من‌الْحَسْرَةِ الْعُظْمَى، ‌و‌الْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى، ‌و‌أَشْقَى الشَّقَاءِ، ‌و‌سُوءِ الْمَآبِ، ‌و‌حِرْمَانِ الثَّوَابِ، ‌و‌حُلُولِ الْعِقَابِ"(5). يوم يتذكر المقصر الخاسر ‌و‌يقول عليه السلام: "‌يا‌ ليتني قدمت لحياتي..." حيث يقف أمام العدالة الإلهية، ‌و‌الرقابة السماوية، ‌و‌يشعر بأخطائه، ‌و‌سيئاته، ‌و‌يجازى عليها.

* في القبر والبرزخ
هذا العالم الممتد من الممات إلى يوم البعث، والّذي يخفي خلف موقعه الماديّ عالماً ملكوتياً غيبياً, يتمثّل في روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، وهو مرتبط بالإنسان وعمله. هذا الواقع لعالم البرزخ يصوّره الإمام عليه السلام في دعائه ليعدّ المؤمن له العدّة، فيقول: "فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأ حالاً مِنّي إنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي إلى قَبْرٍ، لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي،.... أَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، أَبْكي لِضيقِ لَحَدي، أبْكي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ إيّايَ.."(6).  وروي عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام أنّه قال: "أَلا وإنّ أوَّل ما يسألانِك عن ربّك الذّي كنت تعبُدهُ، وعن نبيّك الذّي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تُدينُ به، وعن كتابك الذي كُنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولّاه، ثم عن عُمرك فيما أفنيته، ومالِك من أين اكتسبته، وفيما أتلفته، فخُذ حذرك، وانظُرْ لنفسك، وأعِدَّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار..." (7).

* يوم النشور
وبعد هذه المواقف والمنازل، من الموت وسكراته، فالقبر وظلماته وسؤالاته، إلى النشور، حيث الخروج من القبور، فيخرج الناس مِنَ قبورهم حائرين مذهولين، كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ لكثرتهم، بحيث يختلط بعضهم ببعض، من دون أيّة فسحة أو فاصل بينهم، "فأحسنهم حالاً من وجد لقدميه موضعاً، ولنفسه متّسعاً"(8) كما يقول الإمام علي عليه السلام، مسرعين إلى دعوة اللّه للحساب والجزاء. يصّور الإمام عليه السلام هذا الموقف أبلغ تصوير، فيهز كيان الإنسان، فيخشع قلبه لهول ما ينتظره، فكيف إذا عاينه: "أَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً، حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري، أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني، وَأُخْرى عَنْ شِمالي، إذ الْخَلائِقِ في شَأن غَيْرِ شَأني، ﴿ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأنٌ يُغْنيه * وُجوُهٌ يَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ * ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجوُهٌ يَوْمَئِذ عَلَيْها غَبَرَةٌ * تَرْهَقُها قَتَرَةٌ وَذِلَّة"(9).

* يوم المعاد
‌إذا كان النّاس يفكرون بالنجاح ‌في‌ الدنيا على مستوى المال ‌و‌الولد ‌و‌الجاه ‌و‌الشهوات، ‌و‌ينشدون السلامة على جميع المستويات، لكن ما ينبغي أن يشغل بال الإنسان هو الأمن والسلامة، والفوز يوم المعاد، كما يعبّر الإمام عليه السلام: "ارْزُقْنِي فَوْزَ الْمَعَادِ، ‌و‌سلَامَةَ الْمِرْصَادِ. ... ‌و‌اكْفِنِي مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبَادِ، ‌و‌هَبْ لِي أَمْنَ يَوْمِ الْمَعَادِ"(10).  فكلّ ما يناله الإنسان من نعيم الدنيا ومشتهياتها ليس بشيء إذا كان ذلك يقابله الحرمان والشّرور والآلام في الحياة الأخرى؛ لأن السعادة كل السعادة هي في‌ الفوز بالآخرة، لأنّها الحياة الخالدة، وكما قال الإمام علي عليه السلام: "ما خير بخير بعده النّار، وما شرّ بشرّ بعده الجنّة. وكلّ نعيم دون الجنّة فهو محقور، وكلّ بلاء دون النّار عافية"(11).  و‌المراد بالمرصاد جهنّم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (النبأ: 22)، سمّيت بذلك لأنّ خزنتها يرصدون الكفار فيها للعذاب، ‌فعن أبى عبد الله عليه السلام ‌في‌ قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ قال: "قنطرة على الصراط ‌لا‌ يجوزها عبد بمظلمة عبد"(12).

* التعوّذ من نار جهنم
ومع موقف آخر من منازل الآخرة يتعوّذ فيه الإمام عليه السلام من نار جهنم وعذابها، وما أعد الله فيها من صنوف العذاب، وهذا ما كان يدعو به عليه السلام بعد صلاة الليل فيقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ‌من ‌نَارٍ تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى ‌من ‌عَصَاكَ، ‌و‌تَوَعَّدْتَ بِهَا ‌من ‌صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ، ‌و‌‌من‌ نَارٍ نُورُهَا ظُلْمَةٌ، ‌و‌هَيِّنُهَا أَلِيمٌ، ‌و‌بَعِيدُهَا قَرِيبٌ، ‌و‌‌من ‌نَارٍ يَأْكُلُ بَعْضَهَا بَعْضٌ، ‌و‌يَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، ‌و‌‌من ‌نَارٍ تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِيماً، ‌و‌تَسقِي أَهْلَهَا حَمِيماً، ‌و‌‌من ‌نَارٍ ‌لا ‌تُبْقِي عَلَى ‌من ‌تَضَرَّعَ إِلَيْهَا، ‌و‌‌لا ‌تَرْحَمُ ‌من ‌اسْتَعْطَفَهَا، ‌و‌‌لا ‌تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا، ‌و‌اسْتَسْلَمَ إِلَيْهَا، تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ ‌ما ‌لَدَيْهَا ‌من‌ أَلِيمِ النَّكَالِ، ‌و‌شَدِيدِ الْوَبَالِ. ‌و‌أَعُوذُ بِكَ ‌من‌ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهُهَا، ‌و‌حَيَّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا، ‌و‌شَرَابِهَا الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَ ‌و‌أَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا، ‌و‌يَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ، ‌و‌أَسْتَهْدِيكَ لِمَا بَاعَدَ مِنْهَا، ‌و‌أَخَّرَ عَنْهَا"(13).  هذه النار التي وصفها خالقها: ﴿وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً... لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ*لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ... وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ... تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ... . هذا الإنسان الضعيف الذي لا يطيق حر الشمس فكيف يستطيع حر النار؟

* الإمام السجاد عليه السلام نفسه يجيب
هو اللجوء إلى رحمة الله: "اِرْحَمْنِي يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شَاخِصاً إِلَيْكَ بَصَرِي, مُقَلَّداً عَمَلِي, قَدْ تَبَرَّأَ جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنِّي, نَعَمْ وَأَبِي وَأُمِّي, وَمَنْ كَانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي"(14). والعمل الصالح: وقد قالها الإمام عليه السلام لطاووس اليماني: "خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان قرشياً، أما سمعت قوله تعالى: ﴿فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُون والله لا ينفعك غداً إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح"(15).  وكيف الجواز على الصراط وكيف السبيل إلى أمن يوم المعاد؟ وكما يقول الإمام السجاد، وزين العباد عليه السلام: "فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطّوا، أَمَعِ المخفّين أجوز أم مع المثقلين أحطّ"(16)؟ والجواب عند أمير المؤمنين عليه السلام: "واعلم أنّ أمامك عقبة كؤوداً، المخفّ فيها أحسن حالاً من المثقل، والمبطىء عليها أقبح حالاً من المُسرع..."(17)، فكلما خفّ حمل الإنسان من الدنيا، كلما كان أسرع لحسابه، وفي تجاوز عقبات الآخرة ومنازلها.

* كتاب الله
فبهِ حطّ ثقل الأوزار، وغسل درن القلوب، وعصمة من الكفر والنّفاق، وصلاح الظاهر، وطهارة الباطن، والاحتراز ‌من ‌نزغات الشيطان، وأحابيله ‌و‌أباطيله، وبه تنال حسن شمائل الأبرار، وهو الميزان الذي به يقاس علم الإنسان ‌و‌عقله، ‌و‌جميع أقواله ‌و‌أفعاله، ‌و‌تعرف حسناته ‌من ‌سيئاته.  وإذا كان القرآن ذلك كله، فقد حقّ للإمام عليه السلام أن يسأل الله أن يكون وسيلة إلى أشرف منازل الآخرة، ويتوسل به في مواقف القيامة، "و‌اجْعَلِ الْقُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إِلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، ‌و‌سُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَحَلِّ السَّلَامَةِ، ‌و‌سَبَباً نُجْزَى ‌به ‌النَّجَاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، ‌و‌ذَرِيعَةً نقْدَمُ بِهَا عَلَى نَعِيمِ دَارِ الْمُقَامَةِ... ‌و‌هَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، ‌و‌جَهْدَ الْأَنِينِ، ... و‌ارْحَمْ بِالْقُرْآنِ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، ‌و‌ثَبِّتْ ‌به‌ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمجَازِ عَلَيْهَا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، ‌و‌نَوِّرْ ‌به ‌قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنَا، ‌و‌نَجِّنَا ‌به ‌‌من‌ كُلِّ كَرْبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ‌و‌شَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ ‌و‌بَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ، فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ ‌و‌النَّدَامَةِ..."(18). فإذا كان سبب الخسران فساد الاعتقاد ومساوئ الأخلاق، ورذائل الأفعال، وهي عقبات موجبات لدخول النار. وإذا كان ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، كان عصمة من ذلك كله، لأنه دافع لموجبات الخسران، فإنّ فيه شفاء من أكبر الدّاء: وهو الكفر والنّفاق، والضّلال، وما للقلب جلاء غيره ألا نتوسل به في مثل هذه المواقف، وهو العصمة للمتمسّك، والنّجاة للمتعلّق؟


(*) رئيس تحرير مجلة اللقاء العلمائي.
1.الصحيفة السجادية، الإمام زين العابدين عليه السلام، دعاء (20)، ص 92.
2.مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمي، من دعاء أبي حمزة الثمالي، ص310.
3.الصحيفة السجادية، م. س، دعاء (40)، ص 172.
4.م.ن، دعاء (8)، ص56.
5.م.ن، دعاء (8)، ص56.
6.مفاتيح الجنان، م.س، من دعاء أبي حمزة الثمالي، ص310.
7.الأمالي، الصدوق، ص593 594.
8.الصحيفة السجادية، دعاء (20)، ص 98.
9.مصباح الكفعمي، دعاء أبي حمزة الثمالي، ص596.
10.الصحيفة السجادية، م.س، دعاء (20)، ص98.
11.نهج البلاغة، ج4، ص 93، حكمة 387.
12.وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج16، ص47.
13.الصحيفة السجادية، م.س، دعاء (32)، ص152 154.
14.مصباح المتهجد، الطوسي، ص164.
15.مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج3، ص291..
16.الصحيفة السجادية، (أبطحي)، دعاء (91)، ص176.
17.نهج البلاغة، م.س، من وصيته عليه السلام لولده الحسن عليه السلام، ج3، ص47.
18.الصحيفة السجادية، م.س، دعاء (42)، ص178 180.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع