نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نور روح الله: عيد الإنسانية الأكبر

أقدِّم التهاني لكافة المسلمين بمناسبة عيد الخامس عشر من شعبان المبارك. شهر شعبان شهرٌ عظيم فقد وُلد في الثالث منه أبو الأحرار والمجاهدين، وفي الخامس عشر منه ولد المهدي الموعود عجل الله فرجه أرواحنا له الفداء. إن قضيّة غيبة صاحب العصر عجل الله فرجه قضيّة مهمّة نفهم من خلالها العديد من المسائل، ومنها: أنّ الله لم يدّخر إنساناً ينهض بهذا العمل الجبار في بسط العدل بمعناه الحقيقي في كل المعمورة إلا المهدي الموعود عجل الله فرجه. فكل الأنبياء جاؤوا لتطبيق العدل وكانت مهمتهم نشر العدل في ربوع العالم كلها، ولكن لم يكتب لهم النجاح. وحتى خاتم الرسل صلى الله عليه وآله الذي جاء لإصلاح البشرية لم يصل إلى تحقيق هذا الهدف في عصره.

* المنقذ الحقيقي للإنسانية
إن نشر العدالة في كافة أنحاء العالم - ليست العدالة التي يفهمها عامة الناس والمتمثلة فقط في بسط العدل على الأرض لتحقيق الرفاهية للناس، بل العدالة في كافة المراحل والدرجات الإنسانية - يبدأ بمعالجة الانحراف عن جادة الصواب بالمعنى الحقيقي. فعندما يعود الإنسان المنحرف خلقياً إلى جادة الاعتدال فإن ذلك يعني تحقيق العدالة في داخله. وإذا ما طرأ أي انحراف أو سقم على عقائد الإنسان فإن تعديل هذه العقائد المعوجّة والسّقيمة والعمل على تصحيحها وجعلها على الصراط المستقيم يعدّ بسطاً للعدل على صعيد عقل الإنسان. فعصر ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه هو العصر الذي ادخره الله تبارك وتعالى ليقوم فيه الإمام المهدي عجل الله فرجه ببسط العدل وهو ما كان يتمناه جميع الأنبياء عليهم السلام إلا أنّ العقبات حالت دون تطبيقه، وكذلك هو ما كان يتمناه الأولياء، ولكن لم يتمكّنوا من تحقيقه.

* طول العمر
إن فلسفة طول العمر الذي منحه الله تبارك وتعالى لهذا المعصوم كانت من أجل أن نفهم أن البشرية تفتقر لمن يجدر به أن يقوم بهذا الأمر. فلو كان المهدي الموعود عجل الله فرجه ذهب مثل سائر الأولياء إلى جوار ربه، فلن يبقى في أوساط البشر أحد ليبسط العدل بهذا الشكل. ولكن الله ادخر هذا الإنسان للقيام بمثل هذا الأمر.

* يملؤها قسطاً وعدلاً
إذا كان عيد مولد الرسول صلى الله عليه وآله أكبر عيد للمسلمين، والرسول صلى الله عليه وآله لم يصل إلى تحقيق كل ما يتطلع إليه، وبما أن صاحب الأمر عجل الله فرجه سينجح في تنفيذ ذلك وسيملأ العالم قسطاً وعدلاً وفي شتى مراحل العدالة، في شتى مراحل القسط، فبإمكاننا أن نقول إن عيد شعبان وعيد مولد المهدي الموعود عجل الله فرجه هو أكبر عيد للبشرية جمعاء. فعندما يظهر الإمام عجل الله فرجه، ونسأل الله تعالى أن يعجل في ظهوره، نكون في نفس الوقت نسأل أن ينتشل الإنسانية من الانحطاط، وأن يعالج كل الانحرافات، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً. فمعنى يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً هو أن الأرض ملئت جوراً وهي تزداد سوءاً. فجميع النفوس الموجودة تعاني من الانحراف، والإمام المهدي عجل الله فرجه مأمورٌ بأن يعالج كل معوج وأن يعيد كل الانحرافات إلى جادة الاعتدال، ليصدق حقاً (يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً). حيث إنه سيهدي البشرية جمعاء إن شاء الله، ويضع حداً للظلم والجور في كافة المعمورة وفي معناه المطلق لذا، هذا العيد هو عيد الإنسانية كلها.

* ضرورة الاستعداد لظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه
علينا في مثل هذه الأيام، أيام الله، أن ننتبه ونعمل على إعداد أنفسنا لظهور الإمام. أنا لا استطيع أن أطلق عليه اسم القائد، فهو أكبر من ذلك، ولا أستطيع أن أقول عنه الشخص الأوّل، لأنّه لا ثاني له. فلا يمكننا أن نصفه بأي نعت وصِفة سوى أن نقول المهدي الموعود عجل الله فرجه، الذي ادّخره الله للبشرية. علينا أن نعد أنفسنا بحيث إذا كتب لنا أن نلقاه إن شاء الله فلْنلْقَه بوجه أبيض وعلى الجميع إعداد أنفسهم للقاء الإمام المهدي عجل الله فرجه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع