نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الشهيد المجاهد: رياض صلاح الحسيني (أبو حمزة)

نسرين إدريس قازان

 




اسم الأم: حكمت علي الحسيني
محل وتاريخ الولادة: شمسطار 13/ 08/ 1972
الوضع العائلي: متأهل وله ولدان
رقم السجل: 5
محل تاريخ الاستشهاد: عيتات 11/ 05/ 2008

ولد رياض في كنف عائلة ابتلاها الله تعالى بفقد أول ولدين أنجبتهما الأم بصعوبةٍ إثر عمليتين قيصريتين؛ منى وهي بعمر الشهرين، ورياض بعد بلوغه السنة والنصف من عمره. بعدها عاشت الأم هاجساً غريباً ولد من شعور غامضٍ بأنها ستفقد ولديها فؤاد ورياض (أسمته على اسم الأخ المُتوفى) اللذين رزقها الله إياهما فيما بعد. كان فؤاد يكبر رياض بسنة ونصف تقريباً. عاشا متلازمين طوال فترة الطفولة التي مزقتها الحرب الأهلية، ولم يكن مسموحاً لهما بالخروج من المنزل إلا مع والدتهما لشدة حرصها عليهما.

* خشية فراق لا بدّ آت
كبر فؤاد ورياض والأم تعيش الخشية من أن تأتي لحظةٌ قد يغيبا فيها عن ناظريها. وكلما جرّبت أن تبعد هذه الفكرة عن رأسها، وجدت نفسها رهينة لها، فبالغت بحرصها عليهما.. ولكن تلك اللحظة التي خافت منها حانت في أوج عمر الشباب، حينما سافر فؤاد للعمل في سويسرا، في إحدى الشركات، حيث سقط المصعد الكهربائي به وفارق الحياة، فكانت صدمةً كبيرة لقلب الأم والأخ معاً. شكلّت حادثة فؤاد المفجعة نقطة تَحوّل في حياة رياض؛ ففي خضم حزنه الشديد على أخيه، جلس على درجٍ صغير أمام المنزل محدِّثاً نفسه أنَّ هذه الحياة طريقان؛ طريق الخير وطريق الشر، ولا بدّ للعاقل من سلوك طريق الخير.. فحسم خياره في لحظة غيرت مجرى حياته. تعرّف رياض إلى رفاق في المسجد حيث صار يؤدي صلاته، كما تابع دروساً ثقافية ودينية فتحت أمامه طريق المعرفة بالأحكام الشرعية.

* ضوء الحياة من عينيه
حمل رياض منذ الصّغر حناناً وطيبةَ قلب لافتين، فكان في الرابعة عشرة من عمره يستيقظ في الليل ليحمل ابنة شقيقته الرضيعة التي تسكن عندهم فيسكتها ويهدئها، كما كان يهتم بشؤون أختيه وبأحوالهما. تعلّق رياض بوالدته كثيراً بعد وفاة أخيه، وهي الّتي كانت ترى ضوء الحياة من عينيه، وكان كلاهما يخفي عن الآخر آلامه وأوجاعه، ويكتم أسراره المُقلِقة حتى لا يحمل أحدهما همّ الآخر، أما أخبارهما السارة فيتشاركان بها ولا يملّان من نقلها أحدهما للآخر.. ومع والده كان الابن البار المطيع، ومن والده كان يلقى دائماً الردّ ذاته وفي كل المواقف مهما اختلفت؛ البسمة وحني الرأس وكلمة: "مثلما تريد".. حتى عند اتخاذه قرار الالتحاق بالمقاومة خَيَّره والده بينها وبين عائلته، مبرراً له ذلك بأنه رجل العائلة الوحيد، فتبسّم رياض مجيباً: "بل أختار كليكما..".

* تشرّف بلقاء الإمام قدس سره
بعد أن أنهى رياض الصف الثاني ثانوي، وعوض الالتحاق بالجامعة بناءً لرغبة والديه، قرّر الالتحاق بصفوف المجاهدين، فعمل بدايةً في المستشارية الثقافية الإيرانية مرافقاً للمستشار، وقد تشرّف بلقاء الإمام الخميني العظيم قدس سره في إحدى الرحلات التي نظّمتها المستشارية، وتأثر كثيراً بالحياة المتواضعة التي عاشها الإمام الخميني العظيم قدس سره. وإلى جانب عمله، التحق رياض بالتّعبئة العامة لحزب الله وخضع للعديد من الدورات الثقافية والجهادية، وعُرِفَ عنه في عمله داخل حزب الله أنه ينفذ ويشرف على العمل، وقد شارك في العديد من الحروب والمرابطات والمهمّات الجهادية، أبرزها حرب تموز 1993 ونيسان 1996، وحرب الوعد الصادق في تموز 2006.

* شهداء رفاق الدرب
شكّل محلّه في تحويطة الغدير نقطة التقاء العديد من الشبان، وشهد المحلُّ الصغير صداقات مميزة بين رياض والعديد من الشّهداء، أبرزهم: الشهيد حسن مصطفى قماطي الصديق الحميم له، الذي أوصاه أن يقوم بتغسيله وتكفينه، كما أوصى له بالحرزين خاصته.. أما الشهيد حسين رومل شري فقد خصّ رياض بوصية منفردة، وكذا افتقد رياض الشهيد محمد خليل عبد الله الذي كان يجلس عنده في أغلب الأوقات. تزوّج رياض ورزق بولدين "زهراء" و"علي الأكبر". كانا روحه التي تنبض بالحياة، وقد حاول جهده تعويضهما عن الفترات التي يغيب فيها عن المنزل بسبب عمله الجهادي. في حرب تموز، وبعد أسبوع واحد من بدء الحرب، غادر رياض الضاحية متوجهاً إلى الجنوب قاطعاً المسافة بين مدينتي صيدا وصور سيراً على القدمين يرافقه هدير الطائرات الحربية والاستطلاع، وبين القذائف. وقد دكّ مع المجاهدين المستعمرات الصهيونية في فلسطين المحتلة بالصواريخ، ولعب دوراً مهماً في تعزيز معنويات الإخوة الذين عملوا معه، وترك في نفوسهم أثراً كبيراً من خلال إيثاره وتفانيه في العمل. أحبّ رياض كثيراً تربية القطط، وكان لديه قطان أنجبا العديد من القطط التي كانت تبقى بالقرب من المحل، فكان يهتم بها كثيراً، حتى أثناء حرب تموز، أطعمها قبل ذهابه إلى الجنوب. بعد استشهاده، وفي أول ليلة جمعة، جاءت القطط ووقفت تحت منزله، وصارت تموء بصوت عالٍ فخرجت الزوجة وأطعمتها، ثم غادرت ولم تعد..

* صلاة واستشهاد
كان رياض مع مجموعة من المجاهدين قبل استشهاده بساعات، فشعر برغبة قوية في الصلاة وطلب إلى (الشهيد) إبراهيم البرجي أن يؤديا الصلاة مع أنه ليس وقتها وما هي إلا ساعات قليلة حتى استشهد رياض أثناء قيامه بواجبه الجهادي..

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع