صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

أدب ولغة: كشكول الأدب

إعداد: إبراهيم منصور



* من أمثال العرب
"إنّ في المعاريض لَمَنْدوحةً عن الكذب".
المعاريض: جمعُ مِعْراض، وهو الكلام المورَّى به، أو المُعَمَّى، أي أن تذكر شيئاً وأنت تعني به شيئاً آخر، وهو ما يُسمَّى بالتورية. والمندوحة، أو المُنْتَدَحُ: السّعةُ والفُسحة، بمعنى المتَّسَع لإمكانية التعبير بذكاء ولُطف الإشارة وعدم التصريح المباشر. يُضرَبُ هذا المثَلُ لمن يحسَبُ أنه مضطرٌّ إلى الكذب، فكأنَّ ضاربَ المثَلِ يقول له: لا تكذب، فإنّ لك في فنون القول متَّسعاً من التعبير المورَّى يؤمّن لك حُسنَ التخلُّص.

* من أجمل الرُّدود
أراد معاوية بن حرب بن أميَّة أن يعبث مع أحد الشيوخ المكفوفين واسمُه شريك بن الأعور. وكان شريك هذا جريئاً لا يهاب أحداً إلا الله، كما كان كثيرَ الفخر بنسبه وقومه. فقال له معاوية:
ـ اسمُك شريك، والتوحيد خيرٌ من الشِّرك. وأنت ابن الأعور، وذو العينين خيرٌ من ذي العين الواحدة. وأنت أعمى، ولا شكّ أنّ الإبصار خير من العمى. فبماذا تفْخَر؟
أجابه الرجلُ بقوله:
ـ وأنت ابنُ حرب، والسلم خيرٌ من الحرب. وجَدُّك أُميَّة، وما الأُميَّةُ إلا تصغير الأَمَة (العبدة). وأنت معاوية، وما معاويةُ(1) إلا كلبةُ العرب، فبماذا تفخر!!

* من أجمل الهِجاء
من أجمل شعر الهجاء: "الإخواني"، أو الهجاء بين الأصحاب. ومنه ما جاء من سبيل المفاكهة والمعاتبة على لسان الصديقين نور الدين بن حَجَر وبدر الدين العيني. فعندما كانا يتمشَّيان أمام جامع المؤيَّد في القاهرة، ذات يوم، دُهشا لمرأى منارة المسجد وقد سقطت على الأرض، ولم يُعْرَف السبب. فقال نور الدين حَجَر لصاحبه بدر الدين العَيْني:
 

 تقولُ، وقد مالت عليهم، تعجَّبوا فليس على حُسني أضرُّ من العينِ!

لِجامعِ مولانا المؤيَّدِ رونقٌ منارتُه تزهو على الفخرِ والزَّينِ


عندئذٍ أجابه العيني على الفور:

منارةٌ كعروسِ البانِ إذ جُلِيَتْ قد هُدِّمت بقضاءِ اللهِ والقَدَرِ

قالوا: أُصيبَتْ بعينٍ، قلت: ذا غلطٌ ما أوجب الهدمَ إلّا خسَّةُ الحجَرِ!


* من الأضداد
ـ بَهيَ: حسُنَ وظَرُفَ. وبَهِيَ: تخرَّق وتعطَّلَ، فهما ضِدَّان.
ـ النَّحامةُ: السخاء، وكذلك هي البُخل؛ فالنحَّام هو الأسد الكثير النحيم، والنحيم هو الزئير الذي يخرج من جوفه. والنحَّام هو البخيل الذي إذا سئلَ حاجةً أو مالاً نَحَمَ أي تنحنحَ بسبب بخله.
ـ عَسْعَسَ: أقبَلَ وأدبر، فهو من المشترك اللفظي؛ فعَسْعَسَ الليل: أظلم ومضى. قال تعالى في الآية 17 من سورة التكوير: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ، أي: أقبلَ وأدبرَ، من مبدأ الليل ومنتهاه.

* عامّيّ أصله فصيح
ـ كَرَعَ: فلان عَمْ يكْرَعْ المَيّ كَرْع، هذا في العاميّة، وأصلُه فصيح: كَرَعَ الماءَ: تناوله بفمه من موضعه بلا وساطة شيء.
ـ بَرْطَمَ: بالعامية: فلان مْبَرْطِمْ، أي: عابس حانِق منتفخ الوجه غيظاً. والبرطَمَةُ، بالفصحى، هي العبُوس في انتفاخ وغيظ(2)، يُقال: ما لَه مُبَرْطِماً.
ـ اللَّقْلقة: كثرة الكلام في ما لا يفيد، وقد يضرّ. أصل التعبير: فعل "لَقَّ" بمعنى: ضربَ، و"اللَّقُّ" من الناس هو الكثير الكلام، يقال: رجل لَقَّاقٌ بقَّاق، أي كثير الكلام. أمَّا اللَّقْلَقة في اللسان فهي الحُبْسَةُ في الكلام، أي العيُّ والعجز وتعذُّر الكلام.

* كلمات ثَريَّة بالمعاني
ـ فَلَقَ: وفَلَّقَ الشيءَ: شقَّه. فَلَقَ الله الصبحَ: كشف الظلام وأظهَر الصبحَ. فالفَلَقُ هو الفجر، وقولُه تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (الفلق: 1)، هو الصبحُ، واللهُ فلقه أي أوضحه وأبداهُ فانفلقَ(3). ومن معاني الفَلَق (جَمْعُه فُلْقان): الخَلْقُ كلُّه، وبيان الحقّ بعد إشكال، والمطمئنُّ من الأرض بين ربوتَيْن، وجهنّم، والشقُّ في الجبل. ومن معاني الفَلَق (جمْعُه أفلاق): عودٌ يُربَط حبْلٌ من أحد طرفَيْه إلى الآخر وتُجعَل رِجْلا المجرم داخل ذلك الحبْل وتُشدَّانِ فيُضرَبُ عليهما. والفَلق، من اللبن، هو المتقطِّع حموضةً(4).


(1) معاوية: اسم فاعل من عاوَى (= عوَى) والتاء إمَّا للتأنيث أو المبالغة كالنابغة!
(2) كتاب العين، الخليل الفراهيدي، ج 7، ص 473.
(3) م. ن، ج 5، ص 164.
(4) المنجد في اللغة، ص 594.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع