نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مع الخامنئي: طريق الله تبدأ بهم*

مبارك لكم يوم ولادة السيدة الزهراء عليها السلام . فهذا اليوم هو يوم شريف متلألئ بالأنوار المعنوية لنا جميعاً. وإن اقتران هذه المناسبة بذكري ولادة الإمام الخميني قدس سره.ـ في يوم العشرين من جمادى الآخرة هو أمر طيب أيضاً. فقد كان هذا الإنسان الجليل الذي أدركنا محضره طوال أعوام نموذجاً ملموساً لتلك الحقيقة العظمي والمتألّقة التي سمعناها عن الأئمة العظماء وعلمناها من الآثار وحملناها في خواطرنا عن أمّ الأئمة النجباء عليهم السلام . كان فيه ذلك الإيمان والإخلاص والعبادة والغيرة والصّبر والثبات في سبيل الله. هذه الخصوصيّات هي التي أعزّت إمامنا في الأرض والسماء وعند عباد الله المخلصين.

* من خصوصيّات ثورتنا
لقد كان الذكر المتكرر المضاعف لاسم السيدة فاطمة الزهراء المبارك عليها السلام والاسم المبارك لسيدنا بقية الله الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه من الخصوصيات البارزة في ثورتنا الإسلامية.  فخلال فترة ما قبل الثورة لم يكن الاسم المبارك للسيّدة الزهراء عليها السلام يتكرّر بتلك الكثرة لا في المحافل الدينية ولا في الأجواء العامة ولا في لغة الشّعراء والخطباء والخواص والعوام وسواهم. إننا لم نطرح هذه القضية في شعاراتنا ولا في كلامنا وهذا شيء لم يعلّمه أحد للناس، إنما هي ظاهرة إلهيّة وأمر نابع من القلوب والعواطف والإيمان. لم يقل أحد لا الإمام الجليل و لا كبار شخصيات الثورة للمقاتلين خلال فترة الدفاع المقدس أن اختاروا اسم "يا زهراء" لهجماتكم، أو اعصبوا جباهكم بعبارات "يا زهراء". ولكن كنّا كلما نظرنا، وجدنا الاسم المبارك للسيدة الزهراء يُطرح ويُذكر طَوال فترة الدفاع المقدس. وكذلك كان الاسم المبارك لسيّدنا "بقية الله" أرواحنا فداه. هذان الاسمان نبعا من القلوب والإيمان والعواطف في فترة الثورة، بشكل طبيعي، ومن دون أوامر وتعميمات أو دراسة مسبقة.

* لها توجّه خاص
وهذه علامة مباركة.. علامة التوجّه والتوسل بسيّدة نساء العالمين، تلك المخلوقة الملكوتية الإلهية المنقطعة النظير في ساحة الوجود من حيث النّور الذي تحمله بعد والدها العظيم والإمام أمير المؤمنين عليه السلام. سمعنا من بعض أهل المعني قولهم إنّ سيّدة نساء العالمين لها توسّل خاصّ. وهذا شيء قيّم جداً وباعث علي الأمل ويربط علي قلوبنا ويزيدنا ثقة وطمأنينة في أعماق أرواحنا بالوصول إلي الأهداف النّهائية. وبذلك تتخذ الخطوات برسوخ وثقة. حينما ينظر المرء إلي الهدف ويعرفه لن يكون الوصول إليه أملاً ساذجاً، بل سوف يقطع خطواته برسوخ ولا يضيّع الطريق، ولا يميل يميناً أو شمالاً.

* الشعار واحد والهدف
من أهم خصوصيّات الثورة الإسلامية في إيران أنها رغم صعوبة الطريق وطوله، ورغم كل المضايقات والمعارضات وسياسات التصدّي المتنوعة ذات الأشكال المختلفة والجوانب المتعددة، فإنّها لم تنحرف عن هذا الخط المستقيم. الشعارات نفس الشعارات، والأهداف نفس الأهداف، والخط نفس الخط، والطريق نفس الطريق. حينما تحدث الثورات يفرح كلّ إنسان يحمل في قلبه أملاً وطموحاً وفكرة سامية ويعيش آلاماً من الواقع المحيط به ومن النّظام الذي يسوده. ولكن في الكثير من هذه الظواهر لا تستمرّ الفرحة طويلاً. تتفتّح الآمال نتيجة وقوع الثورات، لكنها تتحول بعد ذلك إلي كآبة نتيجة حالات النكوص والتراجع.. ربيع عاجل يأتي ويزول.

* بفضل أهل البيت عليهم السلام
خصوصية الثورة الإسلامية العظيمة هي أن ذلك الربيع لم يتخلله خريف لحدّ الآن. فالصمود والثبات والاستمرار والالتزام بالقيم والأصول هي التي تكرّس الآمال في قلوب الذين يشاهدون هذه التجربة في كل أنحاء العالم.  ليست القضيّة أنّنا نريد أن نمدح أنفسنا اعتباطاً، ولكن من الأكيد أنه لو تنازلنا عن شعاراتنا، ولو انتابتنا الرجفة والفزع أمام لغو الاستكبار العالمي وتهديداته وضغوطه لذبلت وماتت ورود الأمل. الصمود هو الذي سمح بنماء غرسات هذا الأمل، ما حصل كان بفضل المعنويّات الإلهيّة التي توفّرت لنا عن طريق أهل البيت عليهم السلام والاسم المبارك للزهراء الطاهرة والاسم المبارك لسيّدنا بقيّة الله وتوجهاته عجل الله فرجه. يجب أن نحافظ على هذه الأحوال ونمسكها بأيدينا بقوة. يجب أن نحافظ علي هذا التّوجّه لأهل البيت عليهم السلام والتوسل بهم، وعلي شعورنا بأنّ كلّ ما لدينا إنما هو من الله، وعدم الاغترار بأنفسنا.

* الأساس في التوجّه والتوسّل
ما نوصي به الجميع، تلاوة القرآن الكريم ومصاحبته والتعرّف إلى علوم أهل البيت عن طريق الأحاديث، وفوق كل هذا التوجّه إلى الله تعالى والحفاظ على الأواصر بين القلب والذات الأحدية المقدسة وتقويتها بالدعاء والتّوسل والذّكر والخشوع والنّوافل من الصلوات. إذا تمّ الحفاظ على هذه الأواصر وتعزّزت فسوف تعالج كل المهمّات الصعبة تدريجياً. لأن أواصر الارتباط بمقام الأحدية وهي الخشوع والذّكر والتوسل مرتبطة ومتصلة بأهل البيت عليهم السلام . هو أساس الأمر ولا يمكن التفكيك بين ذا وذاك "من أراد الله بدأ بكم"(1) وهناك أدعية الصحيفة السجادية والمناجاة الخمسة عشر وشتّى الأدعية والمناجاة التي تصفّي الفؤاد والذّهن وتجعله فعّالاً نشيطاً. كثير من المعارف يكتسبها المرء عن هذا الطريق.


* من كلمة الإمام القائد دام ظلّه في ذكرى ولادة الزهراء عليها السلام في 26/ 6/ 2011.
(1) مفاتيح الجنان، زيارة الجامعة الكبيرة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع