مركز أمان للإرشاد السلوكي والاجتماعي

* لمحة عن الدراسة مع بعض الجداول
يعتبر الطلاق من الظواهر السلبية القديمة والعالمية، ونتيجة لتكاثر الشائعات حول زيادات كبيرة مفترضة في نسب الطلاق من جهة. ونتيجة لغياب الأرقام والدراسات الميدانية حول هذه الظاهرة في لبنان من جهة أخرى، قام مركز أمان للإرشاد السلوكي والاجتماعي بالتوجه لدارسة هذه الظاهرة وذلك لارتباطها ببنية الأسرة التي هي من المؤسسات الاجتماعية الشديدة الأهمية والحساسية. وقد خلصت الدراسة إلى أن ما يتداول من أرقام على الساحة اللبنانية لا يعدو كونه تخمينات، وأن ما يشاع عن ازدياد كبير في نسب الطلاق ليس واقعياً. ولكن ما هو واقعي هو أن أعداد المقبلين على الزواج في تراجع، وأن هناك استسهالاً للطّلاق وراحة أكبر للمطلقين داخل المجتمع، من الممكن أن يؤدي ذلك في المستقبل إلى ازدياد في نسب الطلاق إذا لم توضع خطوات للمعالجة...

* جرت الدراسة على مرحلتين:
مجموع حالات الزواج والطلاق المسجلة في المحاكم بين عام 2000 ـ2010.  جمع بعض البيانات حول المطلقين (حوالي 980 حالة)، وتم ذلك من خلال تعبئة استمارة مع مطلقين ومطلقات (1000 مستجوب)... وفيما يلي عرض لبعض الجداول: شكلت نسبة الطلاق بشكل عام عند الشيعة في لبنان ما يقارب 20 % بين المتزوجين. وفيما يلي رسم بياني بحركة الطّلاق والزواج خلال السنوات العشر (2000-2010).

نستطيع إيجاز النتائج على الشكل التالي:
ـ نسبة الطلاق للزواج كانت شبه مستقرة، ولم تشهد تقلبات كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة 2000-2010، وان شهدت ارتفاعاً طفيفاً من 2007-2010، ولكن هذا الارتفاع لم يتخط نسباً سبق أن وصل إليها...انخفاض مجموع حالات الزواج بشكل ملحوظ من 2008-2010 بعد تسجيله أعلى رقم في السنتين 2007- 2008. أعمار المطلقين عند الزواج والطلاق وفي جدول إحصاء ميداني لمعدل أعمار المطلقين تبيّن ما يلي:

* معدل الأعمار بحسب الجنس

قرابة 45 % من المطلقات تزوجن بعمر 20 سنة وما دون...
قرابة 55 % من المطلقات تطلقن بعمر 30 سنة وما دون.

* مدة الزواج
وأما فيما يتعلّق بنسب المطلقين بحسب فترة زواجهم فتبيّن ما يلي:
النسبة الأعلى من الطلاقات تقع في السنوات الخمس الأولى للزواج قرابة 50 %، 59 % من العينة كان عمر زواجهم 7 سنوات وما دون، 64.7 % من العينة كان عمر زواجهم 8 سنوات وما دون.
يتوافق ذلك مع ما حصلنا عليه من عيّنات المحاكم وإن بنسبة أقل من حضور هذه الفئة عند العيّنات التي حصلنا عليها في المحاكم، 66.3 % من عينات المحاكم والتي بلغ عددها 923 حالة توفرت المعلومات حول مدة زواجهم، دامت فترة زواجهم خمس سنوات وما دون، 46.6 % منهم بفترة زواج سنة وما دون...

* الأسباب الرئيسة للطلاق
أما عن الأسباب الرئيسة للطّلاق، فقد توزّع السؤال على شقين، الأول يطلب من المستجوب انتقاء الأسباب الرئيسة التي أدت بزواجه إلى الطلاق من وجهة نظره من ضمن لائحة مغلقة من الإجابات، وكان يمكنه اختيار أكثر من إجابة، أما الشّق الآخر فقد طلب منه تفصيل السبب الرئيس من خلال إجابة مفتوحة. 

إلى جانب عدم الانسجام وعدم القدرة على التفاهم، والصفات السيئة في شخصية الطرف الآخر، تبرز مسألة سوء الاختيار من البداية. كانت غالبية من اختار سبب "سوء الاختيار من البداية" من الإناث. برزت في الإجابات المفتوحة مسألة علاقات الطرف الآخر خارج الزواج، سواء من خلال الزواج الثاني أو غيره، كعامل مهم في موضوع الطلاق. لم يظهر العامل الاقتصادي كعامل محدد من أسباب الطلاق، على الرغم من أن حسابنا للمستوى المعيشي للأسر بيّن أن غالبية هذه الأسر المطلقة كانت دون خط الفقر الأعلى..