إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد

آداب ومستحبات: أفضل الأسماء

السيد سامي خضرا

 



لا شك أنَّ أسماء فئة من البشر في مجتمع ما تدلـّل على عقيدته وثقافته وانتمائه... وبالتالي، كان من الطبيعي أن تختلف هذه الأسماء، بين فترة زمنية وأخرى، تبعاً للمتغيِّرات السياسية والاجتماعية، وللظروف الأخرى المحيطة.. فنلحظ انتشار أسماء المقدَّسين مثلاً، والزعماء والأمراء والمصلحين والعلماء والفلاسفة وكافة مَنْ كان له تأثيرٌ في مجالات المجتمع، سياسياً أو علمياً، أو اجتماعياً، أو مَنْ قام بعمل نبيل ومنظور بحسب الانتماء العقائدي والإنساني، في حقبة مكانية أو زمانية، من حياة الشعوب والأمم.  لذا، تلحظ أنه باستطاعتك، ولو بنسبة مُعيَّنة، أن تفهم طبيعة مجتمع ما من خلال أسماء أفراده وأبنائهم. لقد دعا الإسلام إلى اختيار الأسماء المباركة والجميلة لأبنائنا، لإظهار انتماء الأمة إلى أنبيائها ومقدَّسيها، وعبوديّتها لله ربّ العالمين، تبارك وتعالى. وبذلك انتشرت الأسماء الإسلامية المباركة، في أقطار الأرض، من أقصاها إلى أقصاها.

* غريب الأسماء!
ومن الغريب جدّاً أن ترى بعض أولاد المسلمين من حولك وأسماؤهم ماي، مايك، لنين، جورجينا، باسكال، رينيه، كارولين..... وما شاكل ذلك, والملاحظ وجود هذه الحالة في الفتيات أكثر من الفتيان، ولهذا أسبابه.... والمؤلم أنهم يفتخرون بأسمائهم هذه، بل يذكرونها بدلال وغنج ظاهرين.

* أسماء العبودية لله عزّ وجلّ
جعل الإسلام من حقّ الولد على الوالد أن يُسمِّيَه بالأسماء الحسنة التي أفضلها ما تضمّن العبودية لله جلّ شأنه، ويليها في الفضل أسماء الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وفي مقدِّمها اسم "محمد"، تيمُّناً بالنبّي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله . ورد في وسائل الشيعة المبارك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قوله: "استحسِنوا أسماءَكُمْ فإنكم تُدعون بها يوم القيامة: قُمْ يا فلان ابن فلان إلى نورك، وقُمْ يا فلان ابن فلان لا نور لك"(1). وعنه صلى الله عليه وآله : "إنَّ أول ما ينحِلُ أحدُكم ولدَه، الاسم الحسن، فَلْيُحسنْ أحدُكم اسمَ ولدِه" (2). وعن مولانا الباقر عليه السلام، قال: "أصدق الأسماء ما سُمّيَ بالعبودية، وخيرها أسماء الأنبياء صلواتُ الله عليهم" (3). وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: "ما من أهل بيت، فيهم اسم نبي، إلا بعث الله عزّ وجلّ إليهم مَلَكاً، يُقدّسُهم بالغداة والعشيّ" (4).

* الأسماء المقترحة مّما تضمَّن العبودية لله تعالى
عبد الله عبد الودود عبد المجيد
عبد الرحمن عبد السلام عبد الحميد
عبد الرحيم عبد العزيز عبد الصمد
عبد النور عبد الباسط عبد القادر
عبد الباقي عبد البصير عبد الغفور
عبد الباري عبد الحكيم عبد الرؤوف
عبد المنعم عبد اللطيف عبد الغني
عبد الرزّاق عبد الحليم عبد الهادي
عبد الشكور عبد العظيم عبد المحسن
عبد العليم عبد السميع عبد الكريم


* تسمية الولد قبل ولادته... حتى السقط
يستحب تهيئة ُاسم المولود تبركاً حتى يُنادى به يومَ القيَامةِ، ولو كان سُقْطاً. 
ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: "سمُّوا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى، فسمّوهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى، فإن أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة، ولم تسمّوهم، يقول السقط لأبيه: ألا سمَّيْتني؟ وقد سمّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم محسناً قبل أن يولد" (5).

* دعوة إلى تغيير الاسم القبيح
ورد عن العلماء رضوان الله عليهم استحباب تغيير الأسماء القبيحة أو التي يخجلُ بها أصحابها لاستهجانها في المجتمع وبين الناس، واستبدالها بالأسماء المباركة التي ذُكرت أعلاه، أو بما يُستحسنُ تعظيماً أو مدحاً كصادق وعفيف وسعيد وما شابه ذلك. ورد عن مولانا جعفر الصادق عليه السلام "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُغيِّر الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان" (6). وأنَّه عليه السلام أمر يعقوب السراج بأن يُغيِّر اسمَ ابنتهِ التي وُلدت له، لأنه مبغوض عند الله سبحانه، وهو "الحميراء" وقال عليه السلام: "انته إلى أمر تُرْشد" فغيَّرَ اسمَها (7). ورُوي أن رسول الله صلى الله عليه وآله غيَّر اسم "عاصية" وقال: "أنت جميلة" (8).


(1) وسائل الشيعة، (آل البيت)، الحرّ العاملي، ج 21، ص 389.
(2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 101، ص 130.
(3) م. ن.
(4) الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 18.
(5) وسائل الشيعة، م. س، ج 21، ص 21.
(6) دلائل الإمامة، الطبري (الشيعي)، ص 327.
(7) ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري، ج 2، ص 1364.
(8) الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج3، ص 266.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع