نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الصحة والحياة: الأذن: كيف نحافظ عليها؟


الدكتور محمّد رضا نور الدّين*


الأذن هذا الجهاز الدقيق والصغير الذي يجعلنا على تماس مع كلِّ ما حولنا ومن حولنا، فبها نشعر بحركة الحياة، ومن خلالها ندرك دقائق الأشياء، هي منحة من الله بل هي إحدى الأمانات الإلهية التي أودعها الله فينا لنسلك بها سبيل القرب والطاعة وعنها نُسأل.. من هنا كان الحفاظ عليها من المهام الأساس الّتي لا بد للفرد من مراعاتها.

* أقسام الأذن
تتألف الأذن أو الجهاز السمعي من ثلاثة أقسام: الأذن الخارجية، الأذن الوسطى والأذن الداخلية. وتمتد الأذن الخارجية من الصيوان فالقناة السمعية حتى غشاء الطبلة. تتبعها الأذن الوسطى من غشاء الطبلة إلى العظيمات الثلاث. أما الأذن الداخلية فهي مؤلفة من قسمين أو جهازين جهاز السمع وجهاز التوازن. ولكل قسم من هذه الأقسام من الأذن أمراضه وسبل خاصة لعلاجه.

* أبرز أمراض الأذن الخارجية
من أكثر الأمراض التي تصيب الأذن الخارجية شيوعاً هو التهاب الأذن. وهو يكثر في موسم السباحة. وقد يصيب هذا الالتهاب الأذن الخارجية بعد السباحة في المياه المالحة أو المحتوية على «الكلور». كما قد تصاب الأذن بأمراض جلدية كالفطريات والأكزيما، هذا بالإضافة إلى الانسداد الصمغي. وأكثر الأشخاص عرضة لهذا المرض الّذين يستعملون القطن ويدخلونه إلى عمق الأذن، وعوارض هذه الأمراض:آلام في الأذن، ضعف في السمع، خروج القيح وظهور القشرة في حال الإصابة بالأكزيما، أمّا العلاج فيتم عن طريق تناول الأدوية. أمّا الانسداد الصمغي فيعالج عبر إزالة الصمغ عند الطبيب.

* أمراض الأذن الوسطى
أمّا الأذن الوسطى فهي معرّضة لأمراض عديدة منها:

الالتهاب الفيروسي أو البكتيري، ويحدث على الأغلب في فصلي الشتاء والخريف. وهناك الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى ثقب الطبلة. وهناك أمراض أخرى كتكلس عظيمات السمع وتجمّع السائل في الأذن. وسوف نستعرض باختصار كل مرض على حدة:

- الالتهاب الحاد
وهو أكثر ما يصيب الأطفال غالباً في فصلي الشتاء والخريف. وعوارض هذا المرض تبدأ من ألم شديد في الأذن مروراً بالامتناع عن الأكل وارتفاع درجة الحرارة وصولاً إلى التقيؤ والإسهال. والعلاج يكون بالمضاد الحيوي بالإضافة إلى الوقاية من أمراض التقلبات المناخية.

- الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى ثقب الطبلة
وينتج هذا المرض عن تكرار الالتهاب الحاد أو تجمع السائل من دون الاهتمام بالعلاج اللازم. تتركز عوارض هذا المرض على الضعف في السمع وخروج سائل قيحي من وقت لآخر، وبالإضافة إلى العلاج بالمضاد الحيوي فإن للعمل الجراحي تدخلاً لمعالجة الطبلة عن طريق زرع طبلة جديدة.

- تكلس العظيمات
هذا التكلس ينتج عن مرض وراثي ينتقل عن طريق الأم وينتج أيضاً عن عدم معالجة الالتهابات المزمنة لمدة طويلة. والعارض الأبرز هو ضعف في السمع. والحل العلاجي هو زرع العظيمات. ومن المهم هنا معالجة الالتهاب فوراً وما عدا ذلك فلا توجد وقاية من هذا المرض.

- تجمع السائل في الأذن
وأسباب تجمع السائل في الأذن أمور داخلية فهو ينتج عن:

- التهاب الناميات اللحمية
- التهاب الجيوب الأنفية
- التهاب اللوزتين
وطريقة العلاج الوحيدة هي سحب السائل المتجمع ووضع أنبوب لسحبه تلقائيا.ً وفي علاج مسببات تجمع السائل تكمن الوقاية.

أمراض الأذن الداخلية
من أكثر أمراض الأذن الداخلية شيوعاً الدوخة، وينتج ذلك بسبب اختلاف كثافة السائل الموجود في كلتي الأذنين والذي هو سبب رئيس في حدوث الدوخة. فهذا المرض يصيب الجزء الخلفي للأذن الداخلية (جهاز التوازن) مع العلم أن أسبابه حتى الآن غير معروفة. ويعالج عبر المضاد للدوخة وبعض الحركات التي تساعد على إعادة التوازن. ومن أمراض الأذن الداخلية أيضاً الالتهابات الحادّة والتي تكون على شكل التهاب فيروسي مصاحَب بدوخة حادة متكررة وتقيؤ وهبوط في الضغظ، فيؤدي ذلك إلى ضعف السمع. ومع هذه العوارض يُستخدم مضاد حيوي ومضاد للدوخة مع الكورتيزون كعلاج أساس للالتهابات.

* أمراض شائعة
- ضغط الأذن والمرتفعات

يعاني الكثير منّا من تبدل في ضغط الأذن خصوصاً عند النزول من المرتفعات. والعديد منا أيضاً يعمد إلى التنفس والأنف مسدود بالأصابع لفتح الأذن. إلا إن هذه الطريقة خاطئة والحل الأفضل في هذه الحالة مضغ العلكة للحفاظ على توازن ضغط الأذن.

- طنين الأذن
من أمراض الأذن الشائعة: الطنين وهو في الأغلب ناتج عن الجهاز العصبي للأذن. وعند كبار السن النشفان بالأعصاب هو السبب المباشر لحدوث الطنين. فالخلايا العصبية تتأثر بشكل كبير بالأصوات الحادة كالانفجارات والعمل في المطارات أي الأماكن المليئة بالضجة، هذا بالإضافة إلى أنّ الإصابة ببعض الأمراض كمرض السكري وبعض الأمراض العصبية والالتهابات تسبب حدوث الطنين. أمّا الطنين الدائم فلا يمكن معالجته. وأفضل وقاية منه وضع واقٍ يحد من وصول الأصوات القوية إلى الأذن.

ولا بدّ في الختام من ذكر توصيات عامة للحفاظ على أذن سليمة أبرزها:
عدم تنظيف الأذن بالقطن من الداخل، فالتنظيف يكون تنظيفاً خارجياً فقط، تجنب سماع الأصوات القوية والحادة، والأهم أمام أي عارض أو ألم مراجعة الطبيب وإجراء العمل الجراحي بوقته خصوصاً من ناحية تكلس العظيمات الثلاث.

***


(*) أخصائي في أمراض الأذن والأنف وتجميل الوجه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع