صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

بيئة: المحميات شواهد التراث


رولا فقيه – جهاد البناء


لبنان وطن الأرض الطيبة، وطن الجمال والبهاء، تراه يتغنى مزهوّاً بوجود 7 محميات طبيعية, 28 غابة محمية, و17 موقعاً طبيعياً, يتمتع معظمها بتصنيفات عالمية بما فيها "مواقع رامسار" للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.

* تعريف المحميات الطبيعية
المحمية الطبيعية هي عبارة عن مساحة من اليابسة أو البحر ذات الطابع الإيكولوجي(1) الهام أو المنظر الطبيعي المميز. وهي ذات ثروة طبيعية جمالية ثقافية وسياحية مخصصة لحماية وصيانة الموارد الطبيعية وخصوصاً التنوع البيولوجي(2). تعتبر المحميات الطبيعية من أهم الركائز الأساسية في سياسة التنمية الريفية في لبنان, وهي أيضاً من أهم الوسائل الوقائية من التبدل الاصطناعي والتدهور البيئي والنمو السكاني السريع والتمدد العمراني وبالتالي تعتبر بذاتها شواهد حية من تراثنا الطبيعي وثروتنا الوطنية, يتوجب حمايتها للمنفعة العامة والأجيال المقبلة.

1- محمية شاطئ صور الطبيعية
تمتد هذه المحمية على مساحة 4 كيلومترات مربعة تقريباً مقسمة إلى ثلاثة أقسام أهمها القسم المتعلق بالمحافظة على الحيوانات والنباتات البحرية. تحتوي محمية شاطئ صور الطبيعية، الواقعة في جنوب لبنان، على بعض أفضل الشواطئ الرملية المحمية في لبنان. وقد تم إعلانها منطقة رطبة ذات أهمية عالمية وفقاً لاتفاقية "رامسار" (Ramsar) للمناطق الرطبة. كما وتشكّل الآبار الارتوازية في المحمية مصدراً للمياه العذبة, يعود تاريخها إلى العصر الفينيقي يوم كانت مدينة صور واحدة من أهم المدن على امتداد الشاطئ الفينيقي.  كما وتشكّل المحمية موقعاً لاستيلاد السلحفاة "ضخمة الرأس" (Loggerhead Turtle –Caretta) المهدّدة بالانقراض والسلاحف البحرية الخضراء, إلى جانب تميزها بأنواع عديدة من النباتات وعصافير المستنقعات التي تنتشر بكثرة في هذه البيئة الهشة. علماً أن الشواطئ الرملية في محمية شاطئ صور الطبيعية، بنظامها البيئي المميّز، هي موطن لتنوّع غني من النباتات والحيوانات والحشرات.

2- محمية أرز الشوف
تعدّ محمية أرز الشوف الطبيعية أكبر المحميات الطبيعية في لبنان إذ تغطي بحماها 5% من مساحة لبنان الإجمالية أي ما يقارب 550 كيلومتراً مربعاً, تمتدّ من ضهر البيدر شمالاً إلى جبل نيحا جنوباً. تغطي هذه المحمية غابات سنديان لجهة منحدراتها الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية. وأكثر ما تشتهر به هذه المحمية هو غابات الأرز الثلاث وهي: غابة أرز معاصر الشوف وغابة أرز الباروك وغابة أرز عين زحلتا - بمهريه والتي تُقدَّر مساحتها بربع ما تبقى من غابات الأرز في لبنان.  تستضيف محمية أرز الشوف 27 نوعاً من الحيوانات اللبونة البرية بعضها نادر الوجود عالمياً. كما تستضيف هذه المحمية حوالي 200 نوع من الطيور منها 19 نوعاً نادراً, إضافة إلى 524 نوعاً من النباتات والأشجار بينها 16 شجرة نادرة على المستوى المحلي وست شجرات نادرة على المستوى العالمي.

3- محمية حرج إهدن
تبلغ مساحتها الإجمالية عشرة كيلومترات مربعة ثلثها مشجر والباقي يجري زرعه من جديد. تقع المحمية في المنحدرات الشمالية الغربية لسلسلة جبال لبنان الغربية. يحضنها الندى مع ترسبات عالية نسبياً ويزهر فيها العديد من النباتات النادرة والمستوطنة. وتقع، بمحاذاة أشجار الأرز، غابة تجمع بين العرعر والتنوب إضافة إلى المجموعة الأخيرة المحميّة في البلاد من شجر التفاح البري. تضم هذه المحمية حوالي 1030 نوعاً من النباتات بينها 39 نوعاً من الأشجار و300 نوع من الفطر البري و30 نوعاً من الأوركيد فضلاً عن أنواع عديدة من الطيور والحيوانات ومن أهمها النسور الإمبراطورية (Imperial) أو عقاب مسيرة كبرى (Bonelli) أو الذئاب أو القطط البريّة.

4- محمية اليمونة
عام 1999 أنشئت محمية اليمونة الواقعة على المنحدرات الشرقية لجبل لبنان بمحاذاة الحدود السورية. واليمونة، أي البحر الصغير، بحيرة طبيعية تقع على علو يتراوح بين 1500 و2000م تغذيها 6 أنهار و84 نبعاً موسمياً. فيها 1736 نوعاً من النباتات بينها أعداد كبيرة نادرة وذات منافع طبية. في المحمية أنواع كثيرة من الحيوانات البرية فضلاً عن الطيور المقيمة أو المهاجرة التي تأتيها من أجزاء أوروبية وآسيوية. وليس بعيداً عن اليمونة يقوم مستنقع عميق في البقاع، وهو مستنقع غني بأشجاره يرتفع 875 متراً عن سطح البحر وتزوره بشكل دائم الطيور المهاجرة بأنواعها المتعددة. وفيها الثعلب الأحمر والخنزير البري والأرانب البرية.

5- محمية بنتاعل الطبيعية
أنشئت بموجب القانون رقم 11 في تاريخ 25 شباط 1999. محمية بنتاعل من أقدم المحميات في لبنان, تبلغ مساحتها 110 هكتارات على علو 250 متراً إلى 850 متراً ما يجعلها غنية بالتنوع البيولوجي. تضم المحمية أشجار الصنوبر المثمر (30 هكتار) وأشجار السنديان والعفص والملول ويسكنها الحجل والخنزير البري وبعض الثدييات إضافة إلى أنها ممر أساسي للطيور المهاجرة. تقع المحمية على طريق هجرة الطيور كالنسور والصقور وغيرها من الجوارح, إضافة إلى احتوائها على غابة الصنوبر. ومحمية بنتاعل الطبيعية هي موطن لتنوّع غني من النباتات والحيوانات والحشرات.

6- محمية جزر النخل الطبيعية
تحتوي محمية جزر النخل الطبيعية على ثلاث جزر متوسّطية غير مأهولة بالسكان وحزاماً من حوالي 500 م من المياه المحيطة بها، وتقع على بعد حوالي 5.5 كلم شمالي غربي طرابلس. تشكّل جزر سنني ورامكين (الفنار) والنخل الجزر الحقيقية الوحيدة في لبنان. ولهذا النظام البيئي البحري أهمية على المستوى العالمي إذ يشكّل أحد مواطن التفريخ القليلة المتبقية للسلحفاة "ضخمة الرأس" (Loggerhead Turtle – CARETTA CARETTA) المهدّدة. وتشكّل الجزر أيضاً مكان استراحة لـِ 156 نوعاً من الطيور المهاجرة (بما فيها العديد من الأنواع النادرة والمهدّدة). وبالإضافة إلى أنّها غنية بالحياة النباتية الساحلية والنباتات الطبية، تتميّز مياهها الساحلية بوفرة السمك والإسفنج البحري والكائنات البحرية الأخرى.

7- محمية غابة أرز تنورين الطبيعية
تُعتبر محمية غابة أرز تنورين الطبيعية واحدة من أكبر غابات الأرز في لبنان وأكثرها كثافة ويشكّل شجر الأرز فيها حوالي 90 % من الغابة. هذه الصفحة الجبلية المذهلة، مع شجرات الأرز، تبدو وكأنها تتحدّى قانون الجاذبية بنموها على منحدرات عمودية. منظر مثير للإعجاب تقترن روعته برحلة استكشافية للأخاديد الصخرية أو الكهوف الطبيعية والأزهار النادرة.


1- الإيكولوجيا: علم دراسة البيئة.
2- علم الأحياء.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع