نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شباب: مشكلتي: لديَّ شخصيّتان


ديما جمعة فوّاز

السلام عليكم، اسمي محمّد علي، عمري 17 عاماً. أنا شاب ملتزم دينيّاً، ومن أسرة محافظة، ولديّ العديد من القناعات التي تربّيت عليها. ولكنّني منذ أشهر بدأت أشعر أنّني أمتلك شخصيّتين، الأولى مؤمنة وتخاف الله، قنوعة وصادقة، والثانية يمكنني أن أدعوها الشخصيّة "المتمرّدة"، تدفعني لأثور غضباً بوجه أمّي في حال اعترضت على أسلوب كلامي، وأحياناً أحدّث نفسي بعدم الالتزام بجميع الضوابط الدينيّة والتحرّر من الواجبات، أودّ أن أجرّب التدخين رغم رفض والدي، وأثور على وضعي الماديّ، وأطمع بتحصيل المجد من أطرافه مهما كان الثمن.. وتنتابني رغبة بالتغيير والتجديد وكسر الروتين!

وبين هاتين الشخصيّتين يدور صراع مرير، وأخاف أن أقوم بتصرّف أندم عليه لاحقاً.
ماذا أفعل؟ وهل أعاني من مشكلة نفسيّة؟ وكيف أتصرف؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الصديق محمّد علي، شكراً لمشاركتنا مشكلتك، وبداية لا بدَّ لنا من أن نطمئنك إلى أنّ ما تمرّ به ليس أزمةً نفسيّةً ولا مرضاً يحتاج إلى علاج، إنّما هو مجرّد مرحلة يمرّ بها أغلب الشباب في عمرك، خاصّة ممّن تربّوا على مبادئ -كما أخبرتنا في رسالتك- وبدأوا مرحلة النضج ودخول معترك الحياة.

الحل
أولاً: لنحلّل مشكلتك:
سنحلّل معك الشخصيّتين لتصل بنفسك إلى النتيجة:
1- شخصيّتك الأولى: هي حصيلة تربية والديك الصالحة، وهي تختزل جميع ما تأسّست عليه من مبادئ وقناعات وهي "أنت" الأصليّة.
2- شخصيّتك "المتمرّدة": ليست شخصيّة ثانيةً، إنّما هي أنت، ولكن بنسخة أنضج وأكبر، لكنها تحتاج منك أن تهذّبها؛ لتصير أكثر تطابقاً مع ما نشأت عليه. فالتمرّد والرغبة بالتطوير والتقدّم وتحصيل المجد إنّما هي صفات تشير إلى طموح شبابيّ من المفيد أن تعرف كيف توجّهه بشكل صحيح.

ثانياً: نصائح للتعامل مع الشخصيّتين:
سنقدّم لك مجموعة نصائح ونأمل أن تساعدك:
1- لا تسمح لوسوسات الشيطان أن تحرفك عن أداء واجباتك الدينيّة، وتأكّد أنّك بمثابرتك على الصلاة والدعاء ستتمكّن من الوقاية منها.
2- حاول استشارة والديك أو أحد المختصّين التربويّين؛ لتكون واضحة لديك الحدود بين ما نعتبره تغييراً وما يكون تمرّداً، فالأول مطلوب، أمّا الثاني فهو مدمّر.
3- خصّص يوميّاً بضع دقائق قبل النوم لمحاسبة الذات، والتأكّد أنّك لم تتجاوز الحدود بـ"تمرّدك"، خاصّة في علاقتك مع والديك.
4- عزِّز علاقتك بالمسجد، واستفد من الموعظة الحسنة، وابتعد عن رفاق السوء.
5- فكّر في التغيير نحو الأفضل وفي تطوير ذاتك والمجتمع، وتأكّد أنّ الدين لا يتعارض مع الطموح أبداً.
6- لا تقسُ على نفسك، وتغرق في فكرة ازدواجيّة الشخصيّة، وتأكّد أنّها مجرّد مرحلة عمريّة ستتخطّاها وتنطلق بشكل أقوى وأفضل.
7- تحدّث مع والديك عمّا تمرّ به بمسؤوليّة واحترام حتّى حين تعارضهما، وأعتقد أنّهما سيتفهمانك.
8- اجعل الدين والعقل ميزاناً لتصرّفاتك، فأنت تحتاج إلى مرجعيّة واضحة. فما يتعارض مع قِيَمك دعك منه، ولا تحزن عليه، وما يتبيّن أنّه صواب قم به. وثق بنفسك وبتربيتك، فهما حصنك في المرحلة القادمة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع