نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

ماذا تسأل الفتيات؟: لماذا لا يجب على المرأة الجهاد؟


يتضح الجواب عن هذا السؤال من خلال بيان النقاط الآتية:
- إنّ الجهاد الذي لا يجب على المرأة عموماً، هو خصوص القتال في أرض المعركة؛ أي المواجهة القتاليّة الميدانيّة أو العسكريّة المباشرة، كما في أيّامنا هذه، وليس المراد به الجهاد بمعناه الواسع كالمواجهة بالكلمة أو المال أو اتّخاذ الموقف المناسب مثلاً.
كما إنّ المراد به المواجهة القتاليّة أو العسكريّة في قسم خاصّ من الجهاد، كالجهاد الابتدائيّ الذي يبدأ فيه المسلمون الجهاد ضدّ الكفار لدعوتهم إلى الدخول في الإسلام، دون الجهاد الدفاعيّ؛ أي الدفاع عن النفس، فليس ساقطاً عن المرأة، بل هو واجب عليها مع الإمكان كالرجل.
- لا مانع للمرأة هنا من أنْ تشارك في الجهاد بأمور أخرى غير القتال، كالتخطيط والتجهيز والدعم ومداواة المرضى ونحو ذلك من أعمال لا تتعلّق بالقتال الميدانيّ والعسكريّ المباشرَيْن.
- إنّ سقوط الجهاد عن المرأة ليس بمعنى كونه حراماً عليها بحيث تؤثَم لو أتت به، بل بمعنى أنّها لم تُلزم به شرعاً، وإنْ كان مباحاً لها فِعلُه لو شاءت من دون إلزام أو وجوب، فهو موضوعٌ عنها رخصةً لا عزيمةً، كما يقول الفقهاء.

- سبب سقوط هذا الجهاد يمكن أن يعود إلى جوانب عديدة، نتلمّس من خلالها الحكمة من هذا التشريع:
1- إنّ المواجهة القتاليّة أو العسكريّة المباشرة في أرض المعركة تحتاج إلى كفاءة خاصّة على مستوى قوّة البدن، ولياقة القتال، لا تتوفّر في نوع النساء؛ أي في المرأة بشكل عام، وإنْ وجد في النساء من هنّ كأفراد أقوى بدنيّاً من الرجال كأفراد، ولكنّ هذه الحالات ليست هي الأساس والقاعدة. ولذا، نلاحظ -إلى اليوم- أنّ الأمم والشعوب على اختلاف أديانها ومذاهبها واتجاهاتها الفكريّة والإيديولوجيّة لم تفلح في إنشاء جيش من النساء يقاتل فعلاً في الميدان وأرض المعركة.

2- إنّ القتال يحتاج إلى صفات خاصّة، من قوّة القلب والشجاعة والجرأة والإقدام وعدم الخوف، وتحمّل المشاهد المؤلمة من الدماء والجراح والحريق والدمار والأصوات الهائلة وغير ذلك؛ ما يجعل فرض الجهاد أقرب إلى طبيعة الرجل الخشنة والقويّة، بينما لا ينسجم ذلك مع طبيعة المرأة التي تميل بطبعها إلى الرأفة والرحمة والمسالمة ونحوها.

3- لو لاحظنا الدور الأهمّ في الأسرة بين الرجل والمرأة، لوجدناه يميل إلى كفّة المرأة أكثر، وإنْ كان للرجل دوره الذي لا يستهان به، إلّا أنّ فقدان الأم الحاضنة للأطفال له آثاره الأشدّ على الأولاد خصوصاً في الأدوار الأولى، التي يحتاج فيها الأبناء إلى الرعاية الجسديّة والنفسيّة. فلو خرج النساء والرجال إلى الجهاد، وهو أمر يجعلهم في معرض القتل والشهادة، وبقي الأولاد دون أب وأم، لسبّب ذلك إرباكاً اجتماعيّاً؛ لاحتياج الأولاد إلى من يتكفّلهم. وكذلك في حال شهادة الأب والأم من جهة التعويض عن فقدانهما معاً. فالحكمة تقتضي أنْ يخرج أحد الأبوين ويبقى الآخر، والمؤهل لذلك هو الرجل الأقلّ ضرراً على جوّ الأسرة، وإنْ كان فقده يترك فراغاً كبيراً.

وقد أشير في الروايات إلى أولويّة هذا الجانب، كما عن الإمام الصادق عليه السلام: "جهاد المرأة حُسن التبعّل"(١)، أيْ أنّ قيام المرأة بشؤون أسرتها وأداء حقوق زوجها وخدمتها لأسرتها، هي أعمال شاقّة تؤجَر عليها أجر القتال في أرض المعركة، وهو ميدان جهادها الأوّل والأَوْلى.


1- من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج 4، ص 416.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع