صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

علوم: أسرار الكون



لقد سار البشر على سطح القمر. وأرسلوا مختبرات آلية إلى كوكب المريخ، ومسابر فضائية إلى أطراف النظام الشمسي، وقاسوا مسافات تساوي مليارات المليارات من الكيلومترات. وحسبوا مئات المدارات، وأخذوا صوراً فوتوغرافية لأقصى "أنحاء" الفضاء. ومع ذلك، لا يزال الكون يخبىء عدداً لا يحصى من الأسرار..

* الكازار:
بعد الحرب العالمية الثانية، حين بدأ علماء الفضاء يتفحصون قبة الفلك بشك منهجي بواسطة آلات المقراب اللاسلكي، توصلوا شيئاً فشيئاً إلى اكتشاف وجود عدة ينابيع موجات كهربائية آتية من مسافات يعجز عنها الخيال. فحاولوا، من ثم،أن يستكشفوا، بآلات المقراب البصري، المناطق التي حدد فيها موضع هذه الينابيع الإشعاعية، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.
وقد مضى وقت طويل حتى اكتشفوا بالقرب من هذه الينابيع الإشعاعية، نقاطاً ضوئية صغرى أطلق عليها اسم الكازا، أي "شبه نجمي".
إن بعض الكازار توجد على بعد عشرة مليارات من السنوات الضوئية عنا، وحتى أكثر من ذلك. وإن تغير نورانيتها التي تتراوح دورياً بين1 و100 لا يزال سراً يحير العلماء.

* البولسار:
في سنة 1967، التقط بعض الباحثين الإنكليز ذبذبات راديو كهربائية سريعة تأتي على مراحل منتظمة من الفضاء. وبعدئذٍ استطاع العلماء أن يروا في هذه الإشارات الغريبة ما
في الرسم البياني أدناه (على عرض الصفحتين) نرى ماذا يحصل حين يستنفد النجم وقوده النووي(أ): أنه يفقد بريقه(ب) ويصغر حجماً(ج) لكي يصل إلى حالة البولسار(د). وبهذا الشكل ("هـ" هي تكبير لـ"د") قد ينهي النجم وجوده ما لم تتواصل عملية الانضغاط عبر تحطيم أصغر البنى في المادة (و). وعندئذٍ يكون فعل الجاذبية قوياً إلى درجة أنها تعيد إلى النجم أشعته الضوئية، فيما عدا الأشعة التي تكاد تكون عمودية على سطح النجم (ز).

ومن ثم لا يعود أي شعاع يتوصل إلى الابتعاد عن الكوكب، فيغدو هذا الكوكب خفياً (ج). وفي النهاية لا يعود من الممكن العثور على هذا الكوكب (ط).
سمي بالبولسار. أي (ينابيع إشعاعية ذات ذبذبات سريعة). وهي، في ما يظن اليوم، لا يتجاوز قطرها بضع عشرات من الكيلومترات، وتدور بسرعة كبرى حول محورها.
ويرى العلماء أن البولسار قد تكون نجوماً استنفدت وقودها النووي: وفي حين أن جزءاً من مادتها يقذف حولها، فإن الجزء الآخر يتركز ما دامت الذرات تتحطم والنوى تتغير.
وفي النهاية تتكون نجمة من النوترونات (الكهيربات المحايدة) كثيفة ومركزة إلى درجة تفوق التصور، ويكون حجمها محدوداً جداً، غير أنه يحتوي كمية من المادة تفوق ما تحتويه الشمس!

* الانفجار الكبير:
في هذا القرن، اكتشف علماء الفلك أن المجرات تميل إلى الابتعاد عن بعضها بعضاً. وإذا عاكسنا دورة الزمن، فإننا نرى، على العكس. هذه المجرات تتقارب لكي تتركز أخيراً في شبه نقطة. وفي رأي بعض علماء الفلك أن هذه "النقطة" الأصلية قد انفجرت منذ ما يتراوح بين 15 و20 مليار سنة. خلال ما سمي "الانفجار الكبير" الذي لا تزال آثاره تظهر في أيامنا هذه عبر تباعد المجرات.
لا أحد يدّعي معرفة مصدر النقطة الأصلية. وقد رأينا أن المادة التي تختفي في ثقب أسود من العالم قد تعود لتظهر في كون آخر: فلعل الجواب يأتينا عن هذه الطريق.
وثمة افتراضات قدمت مؤخراً، مؤداها أن الكون قد لا تكون له بداية (نقطة أصلية) ولا نهاية، ولكنه يتبع دورة منتظمة تدوم عدة مليارات من السنين.

* الثقوب السوداء:
من المرجّح أن البولسار ليست إلا مرحلة في مسار تقلص بعض النجوم الكبيرة: فإنه يتواصل حتى تصبح المادة النجمية بكاملها مركزة في نقطة (وتشبيه هذا التقلص بالأرض التي تضغط بين فكي ملزمة ضخمة حتى تصير بحجم حبة رمل لا يعطي إلا فكرة تقريبية عن هذه الظاهرة). وهذه "النقطة" ذات الكثافة الهائلة. وذات الثقل النوعي الخارق. تستطيع أن تجذب إليها حتى الأشعة الضوئية التي تصدر عنها، مما يجعلها غير مرئية تماماً، فتشكل ما يشبه اثقب في الكون: أنه "الثقب الأسود" أو بتعبير آخر، أن مادة الكوكب الضخم الميت، المركزة بشكل خارق في نقطة، والتي باتت غير مرئية تماماً. "تختفي" من كوننا لكي تدخل في بعد آخر. في فضاء آخر، وحتى في كون آخر!

إن الرسوم البيانية الستة المقابلة، تعطينا فكرة عما يمكن أن تكونه الثقوب السوداء. تسقط نقطة من سائل كثيف (النجم "في حالة النزع") على غشاء قليل المقاومة ومشدود جيداً، فتحدث تقعراً في وسط هذا الغشاء(1). وتنكمش النقطة فتزداد كثافتها؛ وتثقل على مساحة أصغر فأصغر فتلوبها(2) إلى أن تنحبس النقطة في جيب صاغير يميل إلى الانسداد فوقها(3). وتغوص كما في بئر(4) إلى أن ينقطع ما يربطها بالغشاء الدقيق(5) وتنفصل النقطة عنه نهائياً(6). وفي هذه اللحظة لا يعود هناك أي صلة بين النقطة والغشاء: وهكذا يكون النجم "الميت"، الكثيف إلى درجة تفوق التصور، قد اختفى من كوننا

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع