نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

آخر الكلام: للراشدين


نهى عبد الله


"بُني، إن أردت أن ينضج ابنُك ويرشُد، عليك أن تغيب عنه قليلاً لتنمو قدرته بصلابة، بعد أن تبذُر له بذورها في الطريق". كانت هذه وصيّة الحاكم التي ورثها عن أبيه وجدّه؛ لكي يصل أفرادُ مدينتِه الخضراء إلى "الرُشد الاختياري"، فقرّر الحاكم البصير أن يخضع أهل مدينته لاختبار خاص؛ معلناً لهم أنّه سيغيب عنهم فترةً لإنجاز أعمال هامّة، وأمرهم باختيار أفضلهم وأكثرهم دراية بأهداف "النظام" ورؤيته؛ لتنظيم الأمور، وحذّرهم من الغفلة عن أعدائهم الذين يخطّطون لتهديد ما، وأوصاهم وصيّة سريعة: "حافظوا على الفضيلة"، ثمّ غاب.

اختلف الأتباع؛ فقرر قسمٌ منهم انتظار عودة الحاكم، وعدم التصرّف في أيّ شيء حال غيابه. وقسم ثانٍ قرّر الاهتمام بخطر الأعداء، ففضّل اختيار رجل عسكريّ قويّ. وقسمٌ ثالثٌ، اختار رجل سياسة محنّكاً؛ للحفاظ على موارد البلاد. أما الرابع، فبحث عن رجل ٍعالمٍ برؤية الحاكم، واختاره.

بعد فترة، عاد الحاكم ليرى ما تمكّن الأتباع من تحقيقه في غيابه، فوجد القسم الأول غارقاً في الظلام والجهل، وقد نسي اسم الحاكم وماذا ينتظر. أمّا القسمان الثاني والثالث فقد حقّق كلّ منهما مهمة واحدة فقط، جيشاً قويّاً، وبلاد سياسة ونفوذ، لكنّ الفضيلة غابت عنهما.

بقي القسم الرابع، حيث كان يسابق الوقت لتجهيز كلّ ما قد يحتاج إليه الحاكم حين عودته، سلّح الأفراد بالعلم والمعرفة، وضع سياسة لإنماء موارد الحياة، نظّم جيشاً قويّاً، وبقيت الفضيلة تحرسهم، ولكي لا ينسى الناس حاكمهم، أمر العالم بنقش اسم الحاكم على كل دار وشارع؛ "حتّى يسكن الأرض طوعاً".

قد تكون غيبة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف اختباراً لهذا "الرشد". وعندما يختار الأتباع أن يمهّدوا له الأرض، فهم يحتاجون إلى "خطّة" ما، عندها ستكون "ولاية الفقيه" أوّل ملامح "الرشد" في زمن الغيبة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

Beirut

ف.ز

2018-04-26 23:25:46

عجل الله تعالى فرجه الشريف ...شعرت انني اقرأ قصة تاريخية لديها عبرة ما ولم ادرك انها الآن ونعيشها يوما بيوم ولكن بغفلة ......رائعة

الضاحية

سناء علي

2018-04-28 15:16:19

أروع تشبيه، مقنع جدا أمام من يسألون عن دور الولي الفقيه في زمننا. بوركتم وفقكم الله للخير