كربلاء... يا أنشودة الجراح...
لا.. لنْ تهرب كلماتُ عشقكِ من قاموسنا...
لن تموت.. فهي دوماً نحو سدرة المنتهى ترتقي...
كلا.. لنْ تهرب معاني الوفاء عن ضفاف الفرات...
لكِ كربلاء.. نشدّ شراع العيون الدَّامعة...
ومن ترابكِ نغتسل للصَّلاة..
هذا أريجكِ فاح بلون الفجر.. حيّ على الشهادة..
نمضي إليكِ.. جموعاً ومواكبَ.. وشهداء..
توكّأتِ على جراح الحسين عليه السلام..
وحزمتِ أمتعة الصَّبر من العقيلة..
ولوَّحت بيارق النّصر من كفّ العباس..
ورويتِ عطش التراب من دمع سكينة..
وعزفتِ ألحان العطاء من نحر الرَّضيع..
يا من زرعتِ في القلب أوجاع الماضي..
هذا أذان الوصال..
فيا جراحي انتفضي..
ويا ساحات بلادي.. أذّني للفجر.. وأقيمي للنَّصر.. وانثري على رُباكِ آيات الفتح
المبين..
كربلاء... أما زلتِ تشتاقين إلى الجراح؟!
خذيني إليكِ.. اغمريني.. يسعدني أن أكون شهيدة بين حبّات ترابكِ.. ونهاية عمري عند
أعتابك...
منيرة حجازي