ما أدركَتْ مثلَه أرضٌ ولا مجدُ |
مجدُ الجنوبِ على لوح السّما وعْدُ |
وقبلَ حبلٍ بنا قد قُطِّعَ الغِمْدُ |
فمُذ خُلقنا لنا سيفٌ وممتشَقٌ |
كفى ببارقها فوق الفتى شَهْدُ |
نشتاقُ حدَّ سيوف الموت نعشقها |
وجنّةٌ وُعِدَ الأبرارُ والخُلْدُ |
نموتُ نحيا بها في الموت عزّتُنا |
قلوبنا مثلُ أسيافٍ لنا حَشْدُ |
حين الإمام ينادي: دون "تعبئةٍ" |
لبّيكَ لبّيكَ إنّا الحزبُ والجنْدُ |
لبّيكَ ربّي فحزبُ اللهِ منتصرٌ |
فأنتَ شهدٌ وأنتَ الوَردُ والنَّدُّ |
لبّيك نصرَ الله يا روحَ السّنا |
وهل لغيركَ نَسراً حلّقَ الزّنْدُ |
فهل لغيركَ تُهدى الرّوحُ شائقةً |
في عذبك الوِردُ بل في دفئكَ البُرْدُ |
تحتَ العمامة كلُّ السرّ محتشِدٌ |
أم في جيوشِكَ إلّا الخيلُ والأُسْدُ |
هل في حديثكَ غير الوحي منطقُهُ |
في عزمها القبضُ، هل من بعده قبضُ |
في نزفها البسطُ، كلَّ الحبِّ تبذلُه |
ولا عراقٌ ولا مِصرٌ ولا نجْدُ |
لم تشهدِ الأرضُ يوماً مثلهُم قُلَلٌ |
في صوتهم غضَضٌ، في مشيهم قصْدُ |
أخلاقُهم في الورى كتْبٌ مقدّسةٌ |
في عقلهم رَشَدٌ، في قلبهمْ وَجْدُ |
العقلُ والقلبُ بحرٌ فاضَ مجمعُهُ |
وسيلُ وديانها جِرذُ العِدا يَعْدو |
راياتُنا "قلمونُ" المُزنِ تحضُنُها |
إنّ السلاحَ لنا مثلُ الصّلا فرْضُ |
للواهمين بنَزْع السّيف من يدِنا |
تجدّدَ الرِّفدُ والإيمان والعهدُ |
وكلّما عادَ تمّوزُ الفَخار لنا |
أو يُوقِفُ النبضَ فينا الكُفْرُ والحِقْدُ |
فقُلْ لمنْ ظنَّ جمعَ الناسِ يُرعبُنا |
في كلّ قلبٍ لها خفْقٌ لها نبْضُ |
لنا مقاومةٌ تحيا بها سُننٌ |
الشيخ علي حسين حمادي