صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مشكلتي: روحٌ قويـة فـي جسـد مقعد

ديما جمعة فوّاز


السلام عليكم. اسمي "جود"، عمري 16 عاماً. طالب في مدرسة قريتي الجنوبية، وأنا الصغير من بين 4 أولاد. مشكلتي معقّدة نوعاً ما. فأنا مُقعد أو مشلول كما يعرّفني البعض، ومن ذوي الحاجات الخاصّة بحسب المنظّمات الإنسانية، أمّا بحسب أمّي فأنا مميّز جداً!

انفجرت بي قنبلة عنقوديّة حين كنت في السادسة من عمري وفقدتُ القدرة على السير منذ ذلك الحين، وصار الكرسي المدَوْلَب بمثابة قدميّ.. بها أتنقّل وعليها أتحرّك وأحياناً أغفو مستأنساً. ليست مشكلتي في كوني مقعداً، لأنّني اعتدت على تقبّل واقعي، ولكنّ أزمتي الحقيقيّة هي في نظرة الشفقة التي أراها دوماً في أعين الناس، خاصةً الذين أتعرّف إليهم للمرّة الأولى.

طموحي كبير جداً وآمل أن أنهي دراستي وألتحق بالجامعة، ولكن دوماً تلك الأحلام تتحطّم عند شاطئ الواقع ومخاوف أهلي.. هم يرفضون فكرة النزوح إلى المدينة للتخصّص الجامعيّ. أمّي تعتبر أنّه لا يمكنني أن أتنقّل وحدي، خاصّة في الأماكن التي تزدحم بالناس، رغم أنني دوماً أؤكّد على قدرتي ورغبتي في التحرّر من خوفها، ولكنّها مع الأيام تزداد تعلّقاً بي. ماذا أفعل؟ كيف أُقنع أُمي والناس أنني قويّ ولست بحاجة إلى العطف والشفقة؟

الصديق "جود" شكراً لثقتك بنا، ونتمنّى أن نتمكّن من مساعدتك عبر التركيز على بعض النقاط:
1- ممّا لا شكّ فيه أنّك شابّ مميّز وطموح، هذا يبدو واضحاً من أسلوبك في التعبير عن نفسك.

2- لن تستطيع يوماً أن تغيّر نظرة المجتمع المشوّهة تجاه ذوي الحاجات الخاصة. ولكنّك تستطيع أن تغيّر نظرتك إلى المجتمع.. وذلك بعدم المبالاة! مَن يشفق عليك يستحقّ شفقتك، لأنّك تملك قوّة عزمٍ قلّة من الشباب تتمتّع بها.

3- وعليه، لا تجعل تلك النظرات تعيق تقدّمك، لا تكن شديد الحساسية، بل تصرّف دوماً بإيجابيّة.

4- بالنسبة إلى مخاوف أمّك عليك أن تتفهّمها.. أنت الآن في مرحلة النضوج ولا شكّ في أنّها تخاف من أن تتعرّض لموقف يكسِر قلبك أو يوهن من عزيمتك، لذلك هي تحوطك باهتمامها.

5- ولا شكّ أيضاً في أنّها تشعر بحزنك من عبارات الشفقة التي تسمعها، ولعلَّها تظنّ أنّها يجب أن تحميك منها.

6- ركّز على تحصيلك العلميّ، وحين تتخرّج، بإذن الله، ستثبت لأهلك أنّك كبرت في ظلّ جميع الظروف الراهنة، وحينها يمكنك أن تلتحق بجامعة قريبة من قريتك.. لست مضطراً إلى النزوح إلى المدينة والسكن بمفردك، خاصّة أن خيارات التخصّص في القرى صارت متوفّرة ومتنوّعة.

7- خفّف عن نفسك، وحافظ على اندفاعك وطموحك فهما سلاحك الأساس في معترك الحياة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع