نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

العيد ومظاهر الفرح

الشيخ ناجي حمادي


اهتم الإسلام بجميع ما يحتاجه الإنسان بوجوده الفردي والاجتماعي في كل شؤون حياته وصاغ التشريعات والمراسيم التي تعمق ارتباطه بخالقه المنعم المفضل وتمده بالطمأنينة والسعادة في دنياه وآخرته. كما أن الإنسان بفطرته يميل إلى كل ما يحقق له السعادة ويسعى لإيجاده لكن قد يخطى‏ء في تشخيص الأسلوب الموصل إليها أو في الغاية التي يُظهر من خلالها سعادته. وبما أن الإسلام دين الفطرة نجد أن التشريعات الإسلامية قد أمضت العادات التي لا تخالف الشرع وتوافق الفطرة الإنسانية ومن هذه الأمور التي أمضتها الشريعة الإسلامية الفرح ومظاهره يوم العيد التي تتجلى عبر المظاهر المحلّلة ولا يشوبها محرم.

* دواعي الفرح يوم العيد:
وقبل الكلام حول مظاهر الفرح أود أن استنطق الروايات لعلنا نصل إلى الأسباب التي يمكن اعتبارها دواعي فرح يوم العيد، وهنا ثلاثة عناوين رئيسية:

- البشارة بمغفرة الذنوب.
- يوم إعطاء الهدايا والجوائز.
- قبول الأعمال من الصائم.

* البشارة بمغفرة الذنوب: ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه خطب الناس يوم الفطر فقال: "... واعلموا أن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان ابشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون".
* يوم إعطاء الهدايا والجوائز: ورد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "... إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة"، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: "أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم".
* قبول الأعمال: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد". فمن مجموع الروايات نستنتج أن المؤمن الذي أدى ما عليه في شهر الصيام قد خصه الله عز وجل بالمنح الإلهية والعطايا الرحمانية من المغفرة والرحمة وزيادة النعم والأرزاق ووصول أعماله إلى مساحة قربه عز وجل.

* مظاهر الفرح:
إذا فهمنا حقيقة العيد كان من الطبيعي للإنسان أن يفرح ويُظهر فرحه ومن المنطقي أن يعيش الصائم يوم فطره الفرح والسرور والسعادة، وأما إبراز الفرح فهو جانب سلوكي لا بد وأن يكون منسجماً مع التكاليف الإلهية وقد أرشدتنا الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام إلى آداب ومستحبات يوم العيد يمكن أن نظهر من خلالها فرحنا ولا نتجاوزها الى المظاهر المحرمة وهي عديدة منها:

- التطيب ولبس أنظف الثياب: عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "... إذا أصبحت يوم الفطر اغتسل وتطيب وتمشط والبس أنظف ثيابك".
- الاجتماع والتزاور بين المؤمنين: عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "... ليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله عز وجل". لكن هذا الاجتماع والتلاقي على أساس ذكر الله وطاعته عز وجل والتوجه إليه والقرب منه ومن أبرز مصاديق الاجتماع، وفي هذا أي كون الاجتماع على طاعة الله عز وجل إشارة واضحة لأن تكون مظاهر الفرح والاجتماعات يوم العيد ضمن النمط الأوسط فلا يبقى الإنسان يوم عيده في حالة حزن ولا يتعدى إلى مظاهر المعصية والحرام. ولو تأملنا قليلاً في مظاهر الفرح المحرمة من قبيل الغناء المطرب وما شابه لوجدنا أن هذا ليس بفرح إنما هو حزن في واقع الأمر لكن هذا الإنسان المنغمس في الحرام ومظاهره يتوهم أنه فرح أو مظهر له ولكن بالحقيقة هو غيظ وغضب سوف يراه يوم القيامة وقبل ذلك في قبره فهو عسل مغشوش بالسم الذي يسعد أكله في اللحظات الأولى لكن سرعان ما تنقلب سعادته الموهومة إلى تعاسة وشقاء في عاقبة أمره

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع