نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نور روح اللَّه‏: أسرار في الصلاة


"إن للصلاة بل لجميع العبادات غير هذه الصورة وهذا المجاز لباطناً ولباً وحقيقة، وهذا معلوم من طريق العقل، وله شواهد كثيرة من طريق النقل...".

* في سر القيام:
"وهو عند الخاصة إقامة الصلب في الحضرة المقدسة للحق، وتشمير الذيل لإطاعة الأمر والخروج من التدثّر والقيام بالإنذار ﴿يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكبّر وثيابك فطهّر والاستقامة في الأخلاق والعدل في الملكات وعدم الميل إلى الإفراط والتفريط...".

* في أسرار النية:
"النية عند العامة العزم على الطاعة خوفاً وطمعاً "يدعون ربهم خوفاً وطعماً" وعند أهل المعرفة العزم على الطاعة هيبة وتعظيماً... وعند أهل الجذبة والمحبة العزم على الطاعة شوقاً وحبّاً...".

* أسرار التكبير:
"... فإن لم تجد نفسك بطل هذا الميدان (المقامات العالية) فلا تدخل في صف أهل المعرفة أصلاً... فعن الصادق عليه السلام "إذا كبَّرت فاستصغر ما بين العلا والثرى دون كبريائه فإن اللَّه إذا اطَّلع على قلب العبد وهو يكبِّر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره قال: يا كاذب لا تخدعني؟ وعزتي وجلالي لأحرمنّك حلاوة ذكري...".

* بعض أسرار الاستعاذة:
"وحقيقتها الاستعاذة من الشيطان وتصرفاته ومظاهره بمقام بسم اللَّه الجامع رب الإنسان الكامل. فما دام السالك في لباس الكثرة ويرى نفسه متصرفة في الأمور فهو تحت تصرف الشيطان...".

* بعض أسرار القراءة
"... إذا أراد السالك أن تكون تسميته ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حقيقية فلا بد له أن يوصل رحمة الحق تعالى إلى قلبه... وعلامة حصول نموذج منها في القلب أنه ينظر إلى عباد اللَّه بنظر العناية والتلطف ويطلب الخير والصلاح للجميع... وقوله ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ يعني جميع أنواع الحمد مختصة بذات الألوهية المقدّسة وفي قوله ﴿رَبِّ الْعَالَمِين اعلم أن ربوبية الحق جلّ شأنه للعالمين على نحوين:

الأول: الربوبية العامة التي تشارك فيها جميع موجودات العالم وهي التربية الكونية التي توصل كل موجود من حد النقص إلى حد الكمال اللائق له تحت التصرف الربوبي...

والثاني: الربوبية التشريعية المختصة بالنوع الإنساني... وهذه التربية هي هداية طرق النجاة وإرادة سبل السعادة والإنسانية والتحذير من منافياتها قد أظهرها اللَّه بتوسط الأنبياء عليهم السلام... وقوله ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ... وقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّين اعلم أن مالكية الحق تعالى ليست كمالكية العباد مملوكاتهم ولا كمالكية السلاطين ممالكهم... وليست من قبيل مالكية الإنسان أعضاءه... إن مالكية الذات المقدسة لجميع العوالم على السواء من دون أن يتفاوت بوجه لموجود من الموجودات أو أن تكون إحاطته بعوالم الغيب والمجردات أكثر أو أقرب من العوالم الأخر ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ، و﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد، ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَات. ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ...

فالحصر في العبادة بمعناه المتعارف (أي نعبدك لا نعبد سواك) من أوائل مقامات الموحدين، وأما حصر الاستعانة فهو ترك غير الحق مطلقاً، ولا يخفى أن المقصود من الاستعانة ليس الاستعانة في العبادة فقط بل في مطلق الأمور وهذا إنما يكون بعد رفض الأسباب وترك الكثرات والاقبال التام على اللَّه... وقوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ إلى آخر السورة يعني أن لكل الموجودات صراطاً خاصاً به ونوراً وهداية مختصة به، والطرق إلى اللَّه بعدد أنفاس الخلائق... فُسِّر الصراط المستقيم بالدين والإسلام وأمثالهما...

فالمقصود من الهداية ومن الصراط المستقيم أقرب طرق الوصول إلى اللَّه، وهو طريق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام... وكما في الحديث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله رسم خطاً مستقيماً ورسم في أطرافه خطوطاً وقال صلى الله عليه وآله هذا الخط الوسط المستقيم لي...".

* بعض أسرار الركوع:
"وهو عند الخاصة عبارة عن الخروج من منزل القيام بالأمر والاستقامة في الخدمة... والدخول في منزل الذل والافتقار والاستكانة والتضرع...".

* بعض أسرار السجود:
"وهو عند أهل المعرفة سرّ كلّ الصلاة وكلّ سرّ الصلاة، وآخر منازل القرب ومنتهى النهاية للوصول... قال الصادق عليه السلام: "ما خسر واللَّه من أتى بحقيقة السجود... فاسجد سجود متواضع للَّه تعالى ذليل علم إنه من تراب يطؤه الخلق وأنه اتخذك من نطفة يستقذرها كل أحد وكوَّنك ولم تكن...".

* بعض أسرار التشهد والسلام:
"... عن الصادق عليه السلام: التشهد ثناء على اللَّه فكن عبداً للَّه في السر خاضعاً له في الفعل... والسلام في دبر كل صلاة الأمان، أي من أدّى أمر اللَّه وسنة نبيه خاشعاً منه قلبه فله الأمان من بلاء الدنيا وبراءة من عذاب الآخرة...". "اللهم اجعل خاتمة أمرنا مقرونة بالسعادة، واجعلنا متمسكين بحبل معرفتك... واقطع يد تطاول الشيطان عن قلوبنا، واقذف في قلوبنا جذوة من نار محبتك... أيا محبوباه: نحن عنك لمبعدون ومن جمالك الجميل لمهجورون، اللهم إلا أن تتصرف يدك الكريمة وترفع من البين الحجب الغليظة...".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع