نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

جعبة مقاوم: حكاية مدفع




قصص حقيقية رواها المجاهدون، بعضها أغرب من الخيال، وبعضها مفرح وآخر مُحزِن، ولكنها بكل ذكرياتها المليئة بالفخر والشجاعة والثبات، شكَّلت الملحمة الإلهية التي غيَّرت وجه التاريخ، نبقى مع المجاهدين يسطّرون لنا تاريخ المقاومة والانتصار.

ها هو فوق التلة متجه نحو كبد الأعداء يتربص بهم وينتظر، فهذا دأبه منذ سنين من البطولة ينتظر جنودا كزبر الحديد عزيمة وكالأم الحنون حبا له. وها هو أحدهم أقبل إليه متسللا بين أطلال الصخور وبعض أجباب الزعتر والبلان يحدق به يتفحصه يمسح عنه التراب وطحين الصخر الذي موه لونه الأسود، يتفحص كل أجزائه ويحمد الله على سلامته كما يحصل بعد كل إعصار حقد يرميه به الأعداء. فهو كعابد أطال الركوع والسجود والدعاء حتى تسمرت رجلاه في الصخر واحترق سواده حتى أصبح بلون الصخر ولكنه لم يبالِ فكل أمله أن يديم الله بقاءه ويحفظ من يحنون عليه بأيديهم الطاهرة يلقمونه بعضا من إيمانهم حتى إذا حانت لحظة الرجم دوى صوته القاصف قاذفاً حجارة من سجيل فتجعل "من ظنوا أن حصونهم مانعتهم"، كعصف مأكول فتصيبه نشوة تسكره بأدعية النصر والحمد والتسبيح ويبقى منتظرا لحظات حتى يسخر من ردة فعل العدو المترنح من هزائمه، فلا طلقات مدافعهم ولا صواريخ طائراتهم التي تطارد الأخصر بزعم جنرالاتهم ترعبه حتى اعترفوا بعقم كل أشكال حقدهم أمام حصن الإيمان، وها هو الغبار ينجلي والإخوة يدعون الله له بالحفظ كما يدعو هو لهم فهو وسيلة يتعبدون بها إلى الله بتطهير الأرض من رجس اليهود.

ويمر إعصار الحقد ويعود هو لانتظار الأيدي الحنونة التي ما برحت تتغير من سمراء إلى بيضاء ومن ناعمة إلى خشنة ولكنها القلوب تعلقت بحق الله فاعزها، يفخر بهم وهم يتمددون بقربه لساعات وأيام ينتظرون ساعة الغضب لا ترهقهم مشقة ولا ينفذ إلى قلوبهم الوجل يسخرون من الموت ويرغبون بالشهادة حتى انه وعلى صلابته كان يحيا بقطرة عرق تنساب من جبين طاهر وقطرات دماء شهيد وجريح كانوا يتناوبون سنين على التعبد به بقصفهم مواقع الحقد في تلال سجد والريحان ويقومون بعمليات التأمين لحراسة حركة المجاهدين. ومرت السنون والأيام وهذه زغردات النصر والتكبير تتردد على مآذن القرى المحررة، وهذه آخر ساعات الاحتلال وهو يزغرد برعده القاصف يربك عملية الاندحار للأعداء وهم يصبون جام حقدهم أرضا وجوا فما استكان حتى أغلق آخرهم الباب وظنوا أنهم نجوا من سطوة غضبه وأيدي المجاهدين، الذين حملوه وهو يرقص جذلاً حيث تسمر من جديد ليكمل تحرير الوطن. وما هي إلا شهور حتى سمع الأعداء صوته الراعد ليصنع نصرا جديدا فعلم الأعداء أنهم لا بد مدحورين أمامه لأن من يلقمونه قذائف الإيمان لن يستكينوا فمشوارهم طويل بانتظار ظهور الفرج.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع