صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

فقه الولي: من أحكام العزاء الحسيني

الشيخ علي حجازي


إنّ كل ما عندنا من عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، وفي هذه المقالة نُسلَّط الضوء على بعض الأحكام الشرعيّة المرتبطة بعزاء الإمام الحسين عليه السلام.


1- استحباب العزاء:
إنّ إقامة مراسم العزاء على سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام من أفضل الأعمال، ومن المستحبّات المؤكّدة، بل من أعظم القربات إلى الله تعالى.

2- مواكب العزاء:
إنّ انطلاق مواكب العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه والمشاركة فيها أمر حسن جدّاً ومطلوب، ولكن يجب الحذر من أيّ عمل يسبّب إيذاء الآخرين.

3- نقل المطالب:
يشترط أن تكون المطالب المنقولة مستندة إلى رواية أو مثبتة في التاريخ. وما ينقل من دون الاستناد إلى رواية أو من دون الإثبات في تاريخ فليس له صفة شرعيّة. نعم يجوز نقلها بعنوان بيان ولسان الحال بحسب استنتاج المتكلّم، مع تبيان أنه لسان الحال، ولم يقله من نُقل عنه، بشرط أن لا تكون مما عُلم كذبه وخلافه. فكلّ ما يعلم المتكلّم أنه كاذب أو خلاف الواقع فلا يجوز له نقله، ويجب على المستمعين النهي عن المنكر مع اجتماع شروطه.

4- مكبّرات الصوت: قد يرتفع من مكبّرات الصوت صوت المجالس ونحوها بصورة عالية، بحيث يُسمع من مكان بعيد، بما قد يؤدّي إلى سلب راحة الجيران. فيجب على مقيمي المراسم وأصحاب مجالس العزاء الاجتناب عن إيذاء ومزاحمة الجيران بحسب المقدور، ولو بخفض صوت المكبّرات وتغيير اتّجاهها إلى داخل الحسينيّة أو مركز المراسم.

5- آلات الموسيقى:
استخدام الآلات الموسيقيّة لا يتناسب مع عزاء سيّد الشهداء عليه السلام، فينبغي أن تكون إقامة مراسم العزاء بنفس الكيفيّة المتعارفة، والتي كانت متداولة منذ القِدم. نعم، لا إشكال في البوق والطبل والصنج.

6- أعمال مخلّة:

أ- لا وجاهة شرعاً لمثل إيجاد ثقب في لحم البدن ووضع قفل فيه، أو تعليق معايير الأوزان بحجّة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام، التي توجب وهن المذهب في نظر الناس.
ب- كلّ ما يوجب ضرراً معتنىً به على الإنسان، أو يوجب وهن الدين والمذهب فهو حرام، يجب على المؤمنين اجتنابه. ولا يخفى ما في كثير من الأمور التي تمارس من سوء السمعة والتوهين عند الناس لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وهذا من أكبر الضرر وأعظم الخسارة.

7- الضرب بالسلاسل:
إذا كان على النحو المتعارف، وبشكل يُعدّ عرفاً من مظاهر الحزن والأسى في العزاء، ولا يوجب وهن المذهب الحقّ فلا بأس به. وإلّا فلا يجوز.

8- التطبير:
التطبير مضافاً إلى أنه لا يعدّ عرفاً من مظاهر الأسى والحزن، وليس له سابقة في عصر الأئمّة عليهم السلام وما والاه، ولم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام بشكل خاص، ولا بشكل عام، يعدّ في الوقت الراهن وهناً وشيناً على المذهب، فلا يجوز بحال.

9- طرق العزاء:

أ- توجد طرق مختلفة لإقامة العزاء، ومنها بيان مصائب أهل البيت عليهم السلام، والبكاء لمظلوميّتهم.
ب- تجوز إقامة مراسم الشبيه إذا لم تتضمّن الأكاذيب والأباطيل، ولم تستلزم المفسدة، ولم توجب بملاحظة مقتضيات العصر وهن المذهب الحقّ. ومع ذلك فالأفضل إقامة مجالس الوعظ والإرشاد والمآتم الحسينيّة بدلاً عنها.

10- الأجرة على العزاء:
يجوز دفع وأخذ الأجرة على قراءة العزاء، ويجوز الاشتراط.

11- لبس السواد:
لا مانع من لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه السلام، بل إذا كان من الشعائر ففيه أجرٌ وثواب.

12- تفويت الصلاة:
لا يجوز ترك الصلاة وتفويتها بعذر المشاركة في المأتم الحسينيّ، ويمكن المشاركة في مراسم العزاء بنحو لا يزاحم الصلاة.

13- التبرّعات:
إذا جُمع مقدار من الأموال بعنوان نفقات مراسم عاشوراء الحسين عليه السلام، وبقي مقدار منها، تُحفظ للصرف في مجالس العزاء المقبلة، أو يُستجاز من دافعيها لتُصرف في الأمور الخيريّة.

14- قراءة المرأة: يجوز للمرأة أن تقرأ مجالس العزاء، حتّى مع علمها بأنّ الرجال الأجانب من غير المحارم يسمعون صوتها، بشرط أن لا تكون القراءة بكيفيّة لهويّة، ولم يكن خوف افتتان الرجال بصوتها.

15- اللّطم:
لا مانع من اللّطم لإظهار الحزن والأسى على سيّد الشهداء عليه السلام.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع